tag:blogger.com,1999:blog-25255878931048430152024-02-21T02:29:23.328+04:00سليمان المعمري ..سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.comBlogger32125tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-24969338551153994132011-08-27T17:50:00.002+04:002011-08-27T18:00:24.381+04:00أطمع في قليل من زمن الجميع<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhFWagWVaM8U31K0RrUKW6IR9syoA_kfkw0xoC3aJueHOZI9R6Fuq_wz2tmjALxchknEyCl13ma4kMqNaHN3ZbNelKdku8als2ONKV8mailn9RpYvgjUffBmGStz-jeC9hyphenhypheneB-4ri9y5KI/s1600/%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25AC%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B2%25D9%2585%25D9%2586.bmp"><img style="display:block; margin:0px auto 10px; text-align:center;cursor:pointer; cursor:hand;width: 400px; height: 280px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhFWagWVaM8U31K0RrUKW6IR9syoA_kfkw0xoC3aJueHOZI9R6Fuq_wz2tmjALxchknEyCl13ma4kMqNaHN3ZbNelKdku8als2ONKV8mailn9RpYvgjUffBmGStz-jeC9hyphenhypheneB-4ri9y5KI/s400/%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25AC%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B2%25D9%2585%25D9%2586.bmp" border="0" alt=""id="BLOGGER_PHOTO_ID_5645534910274472946" /></a>
<br />
<br />
<br /><strong>لا يمكن النظر إلى المطالبة بإغلاق صحيفة "الزمن" اليوم بمعزل عن المشهد العماني العام الذي <strong>شهد خلال الفترة الماضية العديد من الانتهاكات لحرية التعبير لأسباب في مجملها الأعم غير </strong>مبررة .. فإذا كنا نسلم بحق أي مواطن ، مسؤولاً كان أم غير ذلك ، باللجوء إلى القضاء لاستعادة ما يرى أنه حقه ، فإننا نندهش فيما يخص قضية "الزمن" من ترك القضية الأم التي تتعلق بتظلم موظف ضد مسؤوليه ، والانحراف إلى قضايا فرعية تضرب في الصميم مبدأ يكفله النظام الأساسي للدولة والقوانين الدولية ألا وهو حرية الصحافة والتعبير ، حتى وان كان هذا المبدأ غير محمي للأسف من قبل سيء الذكر قانون المطبوعات والنشر الذي سُنَّ على ما يبدو لزمن آخر غير هذا "الزمن" ، والذي كان تغييره أحد أهم مطالبات الإعلاميين الذين اعتصموا أمام وزارة الإعلام في شهر مارس الماضي .. المدهش الذي لم يعد مدهشاً لفرط تكرره أن يهرع "ممثل المجتمع" بكل حيوية ونشاط لتبني القضايا التي تكون مرفوعة ضد كاتب أو صحفي أو ناشط حقوقي، في حين تتعثر خطواته وتتباطأ عندما تكون مرفوعة ضد مسؤول ، حتى وان بلغ عدد رافعي القضية عدة آلاف ، واجداً – هذا الممثل - لهذه ولتلك مبرراته القانونية الجاهزة ، متناسيا أن قبول المجتمع لأي مؤسسة حكومية تدعي تمثيله يكون مرهونا بمدى نجاح هذا المؤسسة في التعبير الحقيقي عن المجتمع ونبضه وهمومه .
<br />لستُ هنا في صدد تقييم "الزمن" التي مرت على مدى سنواتها الأربع بلحظات مد وجزر ، إلا أنني سأقول إن الإضافة الأبرز التي أضافتها هذه الصحيفة للصحافة العمانية من وجهة نظري هي تكريسها للخبر المختلف عن ذلك الذي اعتدنا عليه لسنوات وسنوات في الصحف الأخرى التي سبقتها حكومية كانت أم خاصة .. في عدد من تحقيقاتها وسبوقاتها الصحفية حاولت الزمن أن تذكرنا بصفة عادة ما تطلق على الصحافة في العالم هي "السلطة الرابعة" التي تمارس دورها في بناء المجتمع من خلال كشف الفساد وفضحه والوقوف مع المظلومين في قضاياهم العادلة . كان سقف الحرية في هذه الصحيفة بالذات مرتفعا نسبيا أكثر من الصحف التي سبقتها، شخصيا اختبرت ذلك من خلال سلسلة "يوميات عارف البرذول" التي نشرتُها عامي 2008 و2009 متخلياً بعض الشيء عن رقيبي الداخلي الذي ساهم في تشكيله ضمن عوامل أخرى متعددةٍ السقفُ المنخفض من الحرية لدى الصحف الأخرى .
<br />وإذا كانت "الزمن" قد حظيتْ اليوم بدعم وتضامن العديد من الكتاب والصحفيين والفنانين والأدباء وممثلي المجتمع المدني خلال هذه القضية ، علاوة على منظمات دولية مهتمة بحرية التعبير ، فلأن هؤلاء يدركون جميعاً أن تقدم أي دولة أو مجتمع مرهون بمدى ازدهار الصحافة الحرة وقدرتها على النبش والمساءلة ، منطلقة من واجبها الوطني وحسها الإنساني .. ورغم أن البعض قد لا يستسيغ مقارنتنا مع غيرنا في ما يخص الحريات بشكل عام وحرية الصحافة بشكل خاص ، على اعتبار أن لنا "خصوصيتنا العمانية " التي ننطلق منها ، إلا أنه من ذا الذي يستطيع أن ينسى أن تحقيقا صحفياً في دولة متقدمة كالولايات المتحدة أرغم رئيسها ريتشارد نيكسون على الاستقالة ؟! .. وما هو بالأمر المستغرب إذا علمنا أن حرية التعبير عادة متأصلة هناك دعا إليها أول رئيس للولايات المتحدة جورج واشنطن ، وشدد أنه " اذا سُلِبنا حرية التعبير عن الرأي فسنصير مثل الدابة البكماء التي تقاد الي المسلخ".. أما نحن فمن المؤسي أن يكون لسان حالنا اليوم عبارة أخرى للفيلسوف الروماني سيوران ، حتى وان كان قد كتبها في سياق آخر مختلف تماما : "أنا ممنوع من الزمن. ولما كنتُ عاجزاً عنْ متابعة إيقاعه فإني أتعلقُ بتلابيبه أو أتأمله. لكني لستُ فيه البتة. كما أنه ليسَ فـيَّ .. وعبثاً أطمعُ في قليل من زمن الجميع".
<br />
<br />
<br />
<br />* نشرت في صحيفة الزمن بتاريخ 27 أغسطس 2011 ضمن أكثر من عشرين مقالا تضامنيا مع الصحيفة ، عشية الجلسة الثانية من محاكمتها يوم 28 أغسطس 2011 </strong>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-60264673973768964282011-08-01T16:21:00.000+04:002011-08-01T16:23:18.626+04:00ترتيب حلقات كتاب أعجبني في رمضانكل رمضان وأنتم بخير : <br /><br />من أراد متابعة حلقات برنامج "كتاب أعجبني" في رمضان ، هذا كشف بأسماء الكتب التي سيتناولها البرنامج مع أسماء قرائها حسب ترتيب إذاعة الحلقات .. علما أن البرنامج يذاع يوميا على أثير إذاعة سلطنة عمان / البرنامج العام في الواحدة وعشر دقائق ظهرا ، ويعاد في الثامنة وخمس وأربعين دقيقة مساء ، ثم في الثانية وخمس وأربعين دقيقة من صباح اليوم التالي .<br /><br />تاريخ البث الكتاب المؤلف الضيف <br />1 رمضان عمان: الديمقراطية الإسلامية د. حسين غباش الأديب أحمد الفلاحي <br />2 رمضان ترميم الذاكرة د. حسن مدن الأديب والسينمائي عبدالله حبيب <br />3 رمضان الاستشراق ادوارد سعيد د. محمد الشحات <br />4 رمضان صائد اليرقات أمير تاج السر الكاتبة هدى الجهوري <br />5 رمضان رحلة إلى مسقط <br />عبر الخليج ماكس أوبنهايم الصحفي سالم الرحبي <br />6 رمضان هل المثقفون في أزمة د. زكي ميلاد أ/ أحمد الغافري <br />7 رمضان مهارات اقتصادية زيد الرماني الباحث الاقتصادي أحمد سعيد كشوب <br />8 رمضان العجوز الذي كان يقرأ الروايات الغرامية . لويس سبولفيدا الباحث أحمد الراشدي <br />9 رمضان القاهرة سيف الرحبي الشاعر والصحفي خالد حريب <br />10 رمضان اشفِ نفسك ذاتيا لويزا خي الإعلامية : <br />ليلى أولاد ثاني <br />11 رمضان مغامرات عماني في أدغال أفريقيا حميد بن محمد المرجبي د. محمد المحروقي <br />12 رمضان تفكيرنا بين النمط السقيم والمنهج السليم إبراهيم كشت أ/ محمد الكندي <br />13 رمضان رقص الجزيئات تيد سرجنت الكاتب صالح الفلاحي <br />14 رمضان العمى خوسيه ساراماغو الشاعر عبدالله الكلباني <br />15 رمضان مقالة العبودية الطوعية ايتيان دي لابويسي الكاتب والباحث سعيد الهاشمي <br />16 رمضان التنمية ، الأسئلة الكبرى د. غازي القصيبي أ/ خالد البسامي <br />17 رمضان بهجة الزمن في تاريخ اليمن يحيى بن الحسين بن القاسم د.عبدالله الحراصي <br />18 رمضان السلطة في الإسلام عبدالجواد ياسين الكاتب والباحث خميس العدوي <br />19 رمضان السنة النبوية بين أهل الفقه والحديث محمد الغزالي الإعلامي زاهر المحروقي <br />20 رمضان الشيخ ناصر بن راشد المنذري .. حياته وآثاره د. عبدالله بن راشد السيابي الشاعر سماء عيسى <br />21 رمضان مقال في المنهج رينيه ديكارت د. غالب المطلبي <br />22 رمضان ما التاريخ الآن ؟ مجموعة مؤلفين أ/ سعيد الطارشي <br />23 رمضان خرافة التقدم والتأخر د. جلال أمين أ/ خالد الغافري <br />24 رمضان متلازمة النشاط الزائد .. الاندفاعية وتشتت الانتباه عوني معين وعمرو نافع المدونة أميرة اليعربي <br />25 رمضان نشأة الزخرفة وقيمتها فوزي عفيفي الفنان التشكيلي يوسف البادي <br />26 رمضان عقل جديد كامل .. لماذا سيحكم المبدعون المستقبل دانيال بينك الشاعر علي الرواحي <br />27 رمضان سادنات القمر محمد العباس الشاعر ابراهيم سعيد <br />28 رمضان برقوق نيسان غسان كنفاني الصحفي عاصم الشيدي <br />29 رمضان سيكولوجيا الإنسان المهدور مصطفى حجازي الكاتب ناصر الغيلاني <br />30 رمضان ماركو فالدو ايتالو كالفينو عبدالعزيز بركة ساكنسليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-87908933803744525622011-07-27T18:41:00.001+04:002011-07-27T18:43:45.331+04:00<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhl8i3ikZ4kSE5m6qlnpemdXrgQF5bBGWGutD5COZwQVuf34hC2i69uGzEwwpZZHL2qtRWilBZmyk45dCD1NuSQNtG1ZCDmy8OGyJRvzU8MgXrahaiMZ0ph64QUeU4fd1d0tAQUyO1R9_w/s1600/%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A8.jpg"><img style="display:block; margin:0px auto 10px; text-align:center;cursor:pointer; cursor:hand;width: 400px; height: 307px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhl8i3ikZ4kSE5m6qlnpemdXrgQF5bBGWGutD5COZwQVuf34hC2i69uGzEwwpZZHL2qtRWilBZmyk45dCD1NuSQNtG1ZCDmy8OGyJRvzU8MgXrahaiMZ0ph64QUeU4fd1d0tAQUyO1R9_w/s400/%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A8.jpg" border="0" alt=""id="BLOGGER_PHOTO_ID_5634042720388004690" /></a><br />حلقات جديدة من "كتاب أعجبني" في رمضان<br /><br /><br />يعود البرنامج الإذاعي اليومي "كتاب أعجبني" إلى خريطة برامج إذاعة سلطنة عمان خلال دورة شهر رمضان المبارك ليقدم لعشاق القراءة مجموعة جديدة من الكتب المتنوعة التي اختارها عدد من المثقفين والمهتمين بالقراءة العمانيين والعرب .. وكان البرنامج قد بث أولى حلقاته في دورة أكتوبر 2010 ، وقدم عشرات الكتب في شتى صنوف المعرفة هادفاً - كما يقول مقدمه سليمان المعمري - إلى أن يكون وسيطاً بين المستمع والقارئ والكتاب الذي يتحدث عنه ، حيث يدور حوار بين هذا القارئ ومقدم البرنامج الذي يحاول خلال ربع ساعة الظفر بأهم المعلومات عن الكتاب ومضمونه ومؤلفه ليكون محفزا للمستمعين على قراءة الكتاب .. البرنامج من إخراج حمد الحبسي ، وسيبث يوميا في الواحدة وعشر دقائق ظهرا ، ويعاد في الثامنة وخمس وأربعين دقيقة مساء ، ثم في الثانية وخمس وأربعين دقيقة من صباح اليوم التالي . <br /><br />كتب عمانية : <br /><br />وتشمل المجموعة الجديدة التي ستبث في رمضان عددا من الكتب العمانية أو التي تناولتْ عُمان .. منها كتاب "عُمان والديمقراطية الإسلامية" للباحث حسين غباش والذي سيتحدث عنه الأديب أحمد الفلاحي موضحا التجربة الديمقراطية الإسلامية في عُمان كما وردت في الكتاب ، مسلطاً الضوء على تجربة حكم انفردت باستئناف العمل بنظام الشورى القائم على مبدأ الإجماع والتعاقد، بعد دولة الخلافة، وامتدت أكثر من ألف عام لتمثل بذلك المرجعية التاريخية الوحيدة لنظام الديمقراطية العربية الإسلامية. وقد عمد غباش إلى دراسة هذه التجربة الاستثنائية من حيث خصائصها الفكرية والسياسية ونشأتها المبكرة ومن ثم بحث في مقومات استمرارها. وتعتبر دراسته هذه مساهمة خاصة في الفكر العربي الإسلامي، إلى جانب أنها تقدم قراءة جادة ومعمقة لتاريخ هذه المنطقة.<br />ومن الكتب الأخرى التي سيتناولها البرنامج كتاب "مغامرات عُماني في أدغال أفريقيا " الذي يسرد سيرة حمد بن محمد المرجبي ، المغامر العماني الذي كان له نفوذ قوي في أفريقيا وتاجَرَ في العاج وقاد المستكشفين الأوروبيين إلى ينابيع النيل .. وسيسلط مترجم الكتاب د. محمد المحروقي الأستاذ بجامعة السلطان قابوس والمشتغل على التأثير الثقافي والأدبي للوجود العُماني في شرق أفريقيا الضوء على الحقبة التاريخية التي عاش فيها المرجبي وصلاته القوية ببعض القبائل الأفريقية مما ساعد على نجاح تجارته وتقوية نفوذه حتى أن كثيرا من المستكشفين الأوروبيين للقارة الأفريقية نعموا بالحماية التي وفرها لهم واثبتوا ذلك في مراسلاتهم للجمعيات التي ينتمون إليها ..<br />ومن الكتب العمانية التي سيتم تناولها في البرنامج أيضا كتاب "القاهرة أو زمن البدايات" للشاعر سيف الرحبي الذي صدر مؤخرا عن دار الفرقد السورية بالتعاون مع النادي الثقافي .. وسيتحدث الشاعر والصحفي المصري خالد حريب عن هذا الكتاب الذي يتضمن مقالات أدبية أرادها الرحبي نصّاً مفتوحاً على المكان والزمان معاً، مؤكّداً أن للمكان القاهري «سلطة عاطفية لم تنضب مع مرور الزمان العاصف، وإن خفّت حدّتها». ذلك أن «نصّ الإقامة القاهرية ظلّ متماسكاً ومضيئاً في ذاكرة سيف الرحبي ، وظلّ يمارس طغيانه العاطفي «الماضوي» رغم تغيّر الأحوال و(فساد الزمان كما يقول في أحد مقالات الكتاب .<br />أما الشاعر سماء عيسى فسيتناول في إحدى حلقات البرنامج سيرة القاضي والفقيه والشاعر العماني الراحل الشيخ ناصر بن راشد المنذري التي صدرتْ مؤخراً في كتاب حمل عنوان "الشيخ ناصر بن راشد المنذري ، حياته وآثاره" جمع مادته وحررها وأعدها للنشر الدكتور عبدالله بن راشد السيابي ، وسيركز سماء عيسى على أشعار ورسائل الشيخ أثناء غيابه عن أهله منوهاً بقيمتها الأدبية والتاريخية . <br />وإذا كان كتاب "بهجة الزمن في تاريخ اليمن " للمؤرخ يحيى بن الحسين بن القاسم يتناول التاريخ اليمني كما يتبدى من العنوان فان سبب اختيار الدكتور عبدالله الحراصي لهذا الكتاب في البرنامج هو اشتماله على تاريخ حقبة مهمة في التاريخ العماني كذلك وهي فترة حكم اليعاربة وطرد البرتغاليين في عهد الإمام سلطان بن سيف الأول ، وهي الفترة التي أهملها المؤرخون العمانيون للأسف ولم يرد عنها في كتبهم التاريخية إلا النزر اليسير الذي لا يشبع نهم قارئ للتاريخ .. وهو على ما يبدو نفس سبب اختيار الصحفي سالم الرحبي لكتاب "رحلة إلى مسقط عبر الخليج" الذي يوثق فيه الرحالة وعالم الآثار والدبلوماسي الألماني ماكس أوبنهايم رحلته إلى مسقط عام 1893 في عهد السلطان السيد فيصل بن تركي ، واصفاً أسواق مسقط وبيوتها وضواحيها ، ومتحدثا – ربما للمرة الأولى في الرحلات الأوربية كما يرى الرحبي – عن أهمية مطرح التجارية جنبا إلى جنب مع مسقط ، إلا أن الرحبي يأخذ على المؤلف عدم دقته في بعض المعلومات التي أوردها في الكتاب والتي تنم عن أن أوبنهايم استقاها من قراءاته لا مشاهداته . <br /><br />كتب فكرية :<br /><br />كما ستتناول الحلقات الرمضانية من "كتاب أعجبني" مجموعة من الكتب الفكرية والدرسات المعمقة ، يأتي في مقدمتها كتاب "الاستشراق" الشهير لادوارد سعيد الذي اختاره للحديث عنه الأكاديمي المصري محمد الشحات أستاذ النقد الأدبي بجامعة نزوى ، حيث سيركز على أهمية هذا الكتاب الذي رغم مرور أكثر من ثلاثين عاما على صدوره إلا أنه مازال إلى اليوم يثير الجدل والنقاش في الأوساط الثقافية العالمية ، وهو كتاب يحمل طابع ثقافة ادوارد سعيد الأدبية والفكرية ، وجمع مختلف التيارات الأدبية والتاريخية التي تناولت موضوع الشرق العربي، في محاولة جادة لكشف نقاط الخلل، في تلك المواقف الاستشراقية التي تركز علي حرية الخيال الأوروبي، والذي أدى في النهاية إلى سوء فهم العمليات التاريخية للمشرق العربي. ، كما سيعرج الشحات على كتاب "تعقيبات على الاستشراق" الذي صدر بعد حوالي خمسة عشر عاما من صدور "الاستشراق" وحوى إجابات سعيد على بعض الأسئلة التي طرحت حوله وحوارا مطولا مع مؤلف "الاستشراق" أجراه محرر الكتاب الناقد صبحي حديدي . <br /> ومن الكتب الفكرية والبحثية أيضا كتاب "ما التاريخ الآن؟" الذي يضم عدة أوراق بحثية عن ماهية التاريخ ، وصدر عام 2002 بمناسبة مرور أربعين عاما على صدور كتاب ادوارد كار "ما التاريخ؟" الذي يعتبر بدوره أحد الكتب المهمة التي درست ماهية التاريخ خاصة بعد فترة ركود في التأليف التاريخي أعقبت الحربين العالميتين الأولى والثانية .. سيعرض فصولَ هذا الكتاب الباحثُ سعيد الطارشي محاولا الإجابة على بعض الأسئلة التي طرحتْها أوراق الكتاب البحثية من قبيل : ما التاريخ الديني الآن ؟ ، وما التاريخ السياسي الآن ؟ ، وما التاريخ الثقافي الآن ؟. <br />كذلك سيتطرق البرنامج إلى دراسة المفكر المصري عبدالجواد ياسين "السلطة في الإسلام" التي لم يقْصُر مؤلفها فيها الحديث عن السلطة فحسب ولكنه ولج كذلك إلى العقل الفقهي السلفي - العقل المكوِّن لفلسفة السلطة كما نعرفها ونراها اليوم، بل العقل المكوِّن للعقل الإسلامي الجمعي إذا صح التعبير - وقدم إليه بكل جرأة ناقدا ومحللا. سيقرأ هذا الكتابَ الباحثُ خميس بن راشد العدوي ، منوّهاً بأهميته ، وبدعوته إلى وقفات جدية ومراجعة شاملة للمنهج والتصور الذي عمل به المسلمون في علم الأصول، فيأخذنا إلى مكامن فكرية جديدة بهدف إعادة تشكيل وتصحيح بعض الإشكالات الأصولية - كما يرى - متخذا تصحيح بعض المصطلحات و المفاهيم مدخلا لذلك، فيعيد تعريف مصطلحات كـ "الإسلام" و"السلف" و"النَّص" و"الإلزام" و "السنة". ثم يقدم مراجعة شاملة لتصورات خاطئة استقر عليها عقل المسلم في القرون العشرة الأخيرة بسبب السلطة أو نتاج قهرها.. وإذا كان هذا الكتاب يمجّد التجديد في الفكر الفقهي فان التجديد نفسه هو الذي حدا بالإعلامي زاهر بن حارث المحروقي إلى اختيار كتاب "السنة النبوية بين أهل الفقه والحديث" للمفكر والداعية المصري محمد الغزالي ، الذي يعتبره المحروقي أحد المجددين في الفقه الإسلامي المعاصر .. وهو كتاب أثار لدى صدوره الكثير من الجدل بين المشتغلين بالفقه ، وأُلِّفتْ العديد من الكتب في الرد عليه .. وقد ركز زاهر في استعراضه لهذا الكتاب على آراء الغزالي في القدر والجبر والمرأة وأحاديث الفتن وغيرها من المواضيع التي تناولها الكتاب . <br />ومن الكتب الفكرية التي سيتناولها البرنامج أيضا كتاب "مقالة العبودية الطوعية" للمفكر الفرنسي إيتيان ديلا بويسي الذي يوصف بأنه نشيد للحرية الإنسانية في أنصع تجلياتها.. وهو كتاب يستند على مقالة قصيرة لا تتجاوز ثماني صفحات ، ولكنها أثارت الجدل والاهتمام على مدى قرون منذ كتابتها قبل نحو خمسمائة عام .. ورغم مرور هذه المدة الطويلة إلاّ أن أياً من الفلاسفة والمفكرين لم يستطيعوا تجاوز هذه المقالة التي كتبت عام 1648 ، وتجاوُزِ أفكارها، وهو ما يلاحظ في حجم وكم التعليقات والهوامش الكثيرة التي تناولتها .. هذه المقالة صدرتْ مؤخراً في كتاب مع عدد من البحوث التي كُتِبتْ حولها ، نشرته المنظمة العربية للترجمة عام 2009 .. وسيتناوله في البرنامج الكاتب والباحث سعيد بن سلطان الهاشمي الذي سيتحدث عن أهمية هذه المقالة التي تنطلق من كون إرادة الناس هي مصدر الحرية ومصدر العبودية في نفس الآن . وهي الفكرة التي مهد استيعابها تطوير حقل دراسة الحركات الاجتماعية وأشكال المقاومة المدنية في العقود الأخيرة . <br />في الفترة نفسها التي كُتِبت فيها "مقالة العبودية الطوعية " ، أي في النصف الأول من القرن السابع عشر ، ظهر مقال آخر لا يقل أهمية لمفكر فرنسي آخر ، ألا وهو "مقال في المنهج" الكتاب الشهير للفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت المعروف لدينا بعبارته الشهيرة "أنا أفكر إذن أنا موجود" ، هذا الكتاب الذي يعد البيان الأول لعصر النهضة الأوربي سيتناوله في البرنامج الناقد والأكاديمي العراقي غالب المطلبي ، والذي سينوه بأهمية الفترة الزمنية التي عاشها ديكارت والتي ظهر فيها في نفس الوقت تقريبا جاليليو في ايطاليا ، وكبلر في ألمانيا ، وفرانسيس بيكون في انجلترا ليقودوا في تناغم عجيب وبدون اتفاق مسبق النهضة الفكرية في أوربا .. كان هؤلاء ذوي عقول تعمل بشكل مختلف عن بقية الناس ، كتلك العقول التي تحدث عنها كتاب آخر سيتم تناوله في "كتاب أعجبني" هو كتاب " عقل جديد كامل " لدانيال اتش بينك الذي سيستعرضه الشاعر علي الرواحي مبينا أن عصر سيطرة الجانب الأيسر من المخ قد ولى ، وأن المستقبل سيكون ملكاً لأشخاص من نوع مختلف، لديهم عقول من نوع مختلف، وهو كتاب يأخذ القارئ إلى مكان جديد جريء، ويقدم طريقة جديدة وملحة للتفكير في مستقبل جاء بالفعل. . <br />وإذا كان سؤال "لماذا يحكم المبدعون المستقبل" هو عنوان فرعي لكتاب دانيال اتش بينك "عقل جديد كامل" فان السؤال هو عنوان رئيسي لكتاب الباحث السعودي زكي ميلاد المعنون: "هل المثقفون في الأزمة؟" الذي سيقرؤه في البرنامج أحمد بن محمد الغافري أحد مؤسسي مبادرة "مدينتي تقرأ" بالرستاق .. وسيوضح الغافري أن سؤال ميلاد ليس حياديا كما يتبدى للوهلة الأولى من العنوان لأن المتعمق في قراءة الكتاب سيجد إدانة كبيرة للمثقف الذي تخلى عن دوره التنويري لأسباب مختلفة ، ويحلل الكاتب صورة المثقف لدى أكثر من مفكر عربي كادوارد سعيد وعلي حرب ومحمد عابد الجابري وغيرهم . <br /><br />كتب أدبية : <br /><br />عشاق الكتب الأدبية سيستمتعون بعدة حلقات تتحدث عن روايات وقصص وسير ذاتية اختارها قراؤها لما تمثله من أهمية أدبية .. من هذه الكتب كتاب "ترميم الذاكرة" للكاتب والناقد البحريني حسن مدن ، وهو كتاب سيرة ينطلق من الذاتي إلى العام ، ويصفه مؤلفه بأنه "تأريخٌ لغربة قسرية طويلة، امتدت لأكثر من ربع قرن" ، يصور هذا الكتاب حنين الكاتب لوطن غادره شابا يافعاً وعاد إليه وهو على مشارف الخمسينيات ،كان تقدير حسن مدن – كما يقول في أحد حواراته الصحفية - أنه بمجرد عودته إلى الوطن سيشفى من هذا الحنين لأن سببه قد زال ، فإذا به يكتشف أن الحنين ليس فقط إلى المكان، وإنما إلى الأزمنة التي ارتبطت في ذاكرته وهو بعيد عن المكان، هو حنين للفترة الزمنية التي كان فيها هذا المكان يمثل في ذهنه شيئاً مختلفاً مفتقداً .. هذا الكتاب سيتناوله في البرنامج الأديب والسينمائي عبدالله حبيب الذي سيتحدث عن تأثير المدن التي وزع فيها حسن مدن غربته على مدار نحو ربع قرن، عليه كاتبا وإنسانا ، وهي القاهرة، وبغداد، وبيروت، ودمشق ، وموسكو ، والشارقة ، مؤكدا - حبيب - أن أشد ما أثر فيه في هذا الكتاب هو تلقي المؤلف وهو في غربته البعيدة خبر وفاة أبيه وأمه معاً في ظرف أسبوع واحد فقط . وقد أكد حبيب على ثقافة مدن العالية التي تتجلى في هذه الكتاب من خلال استشهاداته بالأعمال الأدبية والفكرية العربية والعالمية ، محصيا – أي حبيب – 57 إحالة أدبية ، منها إحالات لشاعر داغستان الكبير رسول حمزاتوف صاحب الكتاب الشهير "بلدي" الذي سيكون بدوره موضوع حلقة أخرى من "كتاب أعجبني" تسلط فيها الشاعرة بدرية العامري الضوء على هذا الكتاب المليء بالحكم وتجارب الحياة ، ويقدم فيه حمزاتوف صورة ناصعة لبلده داغستان بأهلها وتراثها وأغانيها وأمثالها الشعبية ، في لغة آسرة مغلفة بالحكمة والتأمل .. ورغم أن غلاف الطبعة العربية من هذا الكتاب قد صنفه ناشره بأنه "رواية" إلا أنه من الصعب الجزم بذلك ، فـ"بلدي" مختلف كثيرا عن الروايات العالمية التي نعرفها، كرواية "العمى" مثلا للبرتغالي الحائز على نوبل خوسيه ساراماجو .. والتي تعد أهم روايات ساراماجو وسيتناولها في البرنامج الشاعر عبدالله الكلباني .. تتحدث هذه الرواية عن وباء سريالي يهبط فجأةً على مدينة غير محددة, في زمان ما... و هذا الوباء يخطف من المصابين به حاسة البصر، حيث يتحوّلون فجأة إلى عميان .. سيتناول الكلباني في حديثه عن هذه الرواية الأسلوب الخاص بساراماجو , المتميّز بجمله الطويلة ومقاطع ومشاهد قد تتجاوز بطولها حجم فصول من روايات كتّاب آخرين, وأسلوب البعد عن علامات الترقيم إلا الفاصلة والنقطة في نهاية المقطع، وهو أسلوب يحتاج إلى عدّة صفحات من القراءة حتى يستطيع من لم يعتد عليه الدخول في ديناميكيته المتفردة ، أسلوب يختلف بالتأكيد عن أسلوب الروائي التشيلي لويس سبولفيدا صاحب "العجوز الذي كان يقرأ الروايات العالمية" ، هذه الرواية التي سيعرضها في البرنامج الباحث أحمد الراشدي متحدثاً عن افتتانه بأجوائها ، وعن إعجابه بمؤلفها الذي لم يؤثّر كونه ناشطاً بيئيا في الواقع على فنية روايته التي تصب في نفس الإطار .. إن نجاح سبولفيدا في تصوير تمزق العجوز بين حبه للحيوانات وبين مساعدته أهل إحدى القرى في القضاء على أنثى الفهد البري ، يدل على أن الرواية فن أدبي مهم لا يمكن أن يكتبه أيٌّ كان ، وهو عكس ما تومئ إليه رواية "صائد اليرقات" للسوداني أمير تاج السر ، التي كانت ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية لعام 2011 ، والتي أراد بطلها ضابط الأمن المتقاعد استغلال وقت فراغه بكتابة رواية ! ، متشجعاً من نجاح بائع ورد بنغالي وبائعة هوى فييتنامية في كتابة روايتين تحصدان نجاحا هائلا برغم عدم انتمائهما لعالم الأدباء والروائيين .. هذه الرواية (صائد اليرقات) ستسلط الضوء عليها الكاتبة هدى الجهوري وستتحدث عن نجاح تاج السر في تعرية عالم الأدباء والمثقفين في أسلوب ساخر وعميق . <br />ومن الكتب الأدبية التي سيتناولها البرنامج أيضا كتاب "برقوق نيسان" للأديب الفلسطيني غسان كنفاني ، والذي أعادت طباعته مؤخرا مجلة الدوحة الثقافية ، بمقدمة احتفائية لعزت القمحاوى ، مع دراسة نقدية للدكتور فيصل دراج ، وسيستعرض هذا الكتاب الصحفي عاصم الشيدي الذي سيسلط الضوء على الأهمية الأدبية لغسان كنفاني كواحد من الروائيين الذين استطاعوا التعبير عن القضية الفلسطينية بفنية عالية . <br /> <br />كتب أخرى متنوعة : <br /><br />سيتناول البرنامج أيضا الكتاب الاقتصادي "مهارات اقتصادية" للخبير الاقتصادي السعودي زيد الرماني والذي يعرض سبع مهارات يمكن للمرء اكتسابها لكي يحسن دخله ، وسيتستعرض هذا الكتاب الباحث الاقتصادي أحمد سعيد كشوب الذي سيشدد على أهمية الادخار والمواءمة بين شراء السلع والحاجة إليها .. كما أن هناك كتابا علميا سيتناوله البرنامج هو "رقص الجزيئات .. كيف تغير التكنولوجيا النانوية من حياتنا" للعالم الأمريكي تيد سرجنت ، ويركز الكاتب فيه على أنّ كل الاختصاصات العلمية ابتداءً من الطب حتى الرقاقات المايكروية ستجتمع لابتداع مواد تستخدم أصغر المقاسات الممكنة، ألا وهي الجزيئة. وبدلاً من محاولة تخطي العالم الطبيعي، فإنّ التكنولوجيا النانوية تقتبس كل حركة تؤديها، من الهيكلية المتكاملة والرائعة للطبيعة ذاتها. أما إمكانياتها الكامنة، فتبدو لا نهائية مع مترتبات عملية كفيلة بإحداث ثورة في طرائق عيشنا وعملنا. وسيقوم الرواد من العلماء من خلال التلاعب بأدق كتل البناء في الطبيعة بتحسين نوعية الحياة للجميع بطريقة شديدة الأثر ، فيمكن عندها مثلا القضاء على مرض كالسرطان في مهده بالنانو ، أو استغلال الطاقة الشمسية في تزويد السيارات بالوقود بديلا للنفط .. سيستعرض هذا الكتاب الكاتب صالح الفلاحي وسيسرد قصة اهتمام العالم تيد سرجنت بالنانو وإمكانياته المذهلة . <br />أما الفنان التشكيلي يوسف البادي فسيسعرض كتاب "نشأة الزخرفة" لفوزي سالم عفيفي ، متحدثا عن تاريخ الزخرفة وقيمتها ومجالاتها . في حين سيقرأ خالد الغافري كتاب "خرافة التقدم والتأخر" للباحث المصري جلال أمين ، وهو الكتاب الذي يعمد إجمالا إلى هز فكرة يبدو أنها ترسخت في أذهان كثيرين منا لدرجة أننا أصبحنا نعدها من المسلمات ، هي فكرة التقدم والتأخر ، فمن الشائع لدى الكثيرين وصف دول أو أمم ما بأنها متقدمة، ووصف أخرى بأنها متأخرة، والإشكال أن هذا الوصف لا يقترن عادة بتحديد ميدان بعينه ، بل يطلق بصفة عامة ودون تمييز وكأن التقدم عام والتخلف في كل شيء (فيقال تلك دولة متقدمة وتلك متأخرة) .. جلال أمين يثير في كتابه هذا الكثير من الشكوك ويعتبر أن التقدم والتأخر هو خرافة من خرافات العصر الحديث .. <br />ومن الكتب التي سيتناولها "كتاب أعجبني" في دورته الرمضانية كذلك "سيكولوجية الإنسان المهدور" لمصطفى حجازي وسيستعرضه الكاتب ناصر الغيلاني ، وكتاب"اشفِ نفسك ذاتيا" لـ"لويزا خي" وستستعرضه الإعلامية ليلى أولاد ثاني ، وكتاب "وبدأ العد التنازلي" للدكتور مصطفى محمود وستستعرضه إيمان الشملي ، وكتاب "متلازمة النشاط الزائد ، الاندفاعية وتشتت الانتباه" لعوني عمر شاهين وعمر نافع وستستعرضه أميرة اليعربي ، وكتاب " التنمية، الأسئلة الكبرى" للدكتور غازي القصيبي وسيستعرضه خالد بن سالم البسامي ، وكتاب "تفكيرنا بين النمط السقيم والمنهج السليم" لإبراهيم كشت ، وسيستعرضه الشاعر محمد الكندي .سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-1894822401414471882011-07-05T13:38:00.009+04:002011-07-05T14:09:32.666+04:00عبور الجدران .. قراءة انطباعية في "طيور" يحيى المنذري "الزجاجية"<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjlrfcG5TqOGmS6a-iQXH_QCaFbSyLTv-T5VYmykyUq4AZZgsM7Pgomx9CCkOSJAghL0wxlXOfbXrYvrXUmx9eCKiW0jiLmyap7U8kS9QbJPcKoJwpADOIV3xEfr6-LkeSs1QhqHBIIybg/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%2588%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B2%25D8%25AC%25D8%25A7%25D8%25AC%25D9%258A%25D8%25A9.jpg"><img style="float:left; margin:0 10px 10px 0;cursor:pointer; cursor:hand;width: 280px; height: 400px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjlrfcG5TqOGmS6a-iQXH_QCaFbSyLTv-T5VYmykyUq4AZZgsM7Pgomx9CCkOSJAghL0wxlXOfbXrYvrXUmx9eCKiW0jiLmyap7U8kS9QbJPcKoJwpADOIV3xEfr6-LkeSs1QhqHBIIybg/s400/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%2588%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B2%25D8%25AC%25D8%25A7%25D8%25AC%25D9%258A%25D8%25A9.jpg" border="0" alt=""id="BLOGGER_PHOTO_ID_5625805177842204338" /></a><br /><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiefzSlejWtBYNmuzqv0zsuCxNp9rRYEhAfceHNb-DyDFpcUHALNry7XT57796XiuS1vy491rxRj4SXOzb4yAhA712iN0-SgFDJBiKHDWMH3kR7ftxaoTsvNN8dyP6WXSPUSz0yQckaGXQ/s1600/6970490124077514.JPG"><img style="float:right; margin:0 0 10px 10px;cursor:pointer; cursor:hand;width: 400px; height: 266px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiefzSlejWtBYNmuzqv0zsuCxNp9rRYEhAfceHNb-DyDFpcUHALNry7XT57796XiuS1vy491rxRj4SXOzb4yAhA712iN0-SgFDJBiKHDWMH3kR7ftxaoTsvNN8dyP6WXSPUSz0yQckaGXQ/s400/6970490124077514.JPG" border="0" alt=""id="BLOGGER_PHOTO_ID_5625804860767552354" /></a><br /><br /><strong>ليس الجدار هو الثيمة أو الكلمة الوحيدة التي لها حضور طاغ في معظم تجربة يحيى سلام المنذري ، فثمة أيضا الطيور والأطفال والسرير ، والشارع ، والباب واللوحة ، بالإضافة طبعا إلى ذلك الإنسان البسيط المهمش الباحث عن كوة نور في نفق الحياة المظلم .. غير أنه يمكن الاستناد عليه – أي على الجدار - بامتياز في مقاربة تجربة المنذري القصصية، ما دامت الجدران هي أول أشكال تنظيم الإنسان لحياته بعيدا عن قوانين الطبيعة ، حسب الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون ، وما دامت الحياة كلها هي المسافة التي يقطعها المرء بين جدارين أحدهما أبيض والآخر أسود كما يخبرنا يحيى ضمنياً من خلال عنوان إحدى قصص مجموعته الأخيرة .. ولذا فان هذه الورقة ستحاول جاهدة ما استطاعت تأمل جدران كتابة يحيى الشكلية والمضمونية من خلال تركيزها على "الطيور الزجاجية" وتعريجها الخجول على مجموعات يحيى الأخرى ، طارحة عددا من الأسئلة من قبيل : ما هي العوالم التي تلح على كتابة المنذري ؟ وما هي المضامين التي تتكرر لديه من مجموعة لأخرى ؟ والى أي مدى أثر عشقه للفن التشكيلي في كتابته القصصية ؟ وأسئلة أخرى يولدها التوغل في ثيمة الجدار .. <br />بدأ يحيى المنذري كتابة القصة منذ أكثر من عشرين عاما .. وإذا ما تخيلنا اليوم أن ثمة جداراً تعلق عليه صور الأسماء البارزة في المشهد القصصي العماني فإنها ليست مجازفة القول انه يصعب تخيّل هذا الجدار بلا صورة ليحيى ، بشاربه الخفيف الأليف ونظارته ذات العينين البيضاوين ، بطيوره الزجاجية المتراقصة حول رؤوس أبطاله ، ونافذتيه المطلتين على ذلك البحر البعيد ، بحبات برتقاله المنتقاة بدقة وزارعي غابته الأسمنتية الذين يطفئون حنينهم بالصور ، بـ"ضجيج بيته الكبير" الذي كاد أن يرمي به وحيدا بين أربعة جدران ضيقة لها حراسٌ يقدمون العدس.. ومنذ مجموعته الأولى "نافذتان لذلك البحر " ( مسقط ، 1993 ) ومرورا بـ"رماد اللوحة" ( دمشق .. 1999 ) و"بيت وحيد في الصحراء" (مسقط 2003 ) وليس انتهاء بـ"الطيور الزجاجية" ( دمشق 2011 ) والمنذري يسير بخطى بطيئة بعض الشيء ولكن واثقة في طريق القصة الشائك والطويل. <br />دعونا إذن نلج إلى بيت يحيى القصصي ، نتأمل جدرانه ، ونحصي غرفه ، ونتلصص على ساكنيه ، مرددين مع أنطوان سانت أكزوبيري : "إن أعجب ما في منزل ليس في أنه يؤويك أو يدفئك، أو في أنك تملك منه الجدران، ولكن في هذا الذي يضعه فينا من مؤن العذوبة" <br /><br /><em><strong>تجليات الجدار :</strong></em><br /><br />أول سطر في "الطيور الزجاجية" يتحدث عن "جدران خشبية هادئة لأن الطقس لا يعكر صفوها بالرياح" ، وفتى "يحلم بركوب أرجوحة في حديقة خضراء طقسها بارد ومليء بالرذاذ" لكننا سرعان ما سنكتشف أنه ليس سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة ، فهذا الفتى في قصة "طائرة تبدد لون السماء" سيخرج بعد قليل مع أمه ليس لركوب أرجوحة ولا للتمرغ في خضرة حديقة بل لانتظار موكب لن يأتي ، تماما كانتظار الأب الذي غاب منذ سنوات ، لا بأس إذن من أن يخفف هذا المنتظِر من عطش المنتظرين الآخرين مقابل حفنة من المال يساعد بها أمه ، هؤلاء الذين شكلوا جداراً يمنعه من الرؤية " أخذ يبحث عن منفذ لرؤية الموكب ، كان الناس مثل أحجار رصت على الشارع" (ص10) .. هذه الثلاثية ( الفتى والأم والجدار الخشبي) ستتكرر بعد قليل في قصة أخرى هي "إنقاذ" ، ولعلها ليست مصادفة أيضا حضور الجدران الخشبية منذ السطر الأول في القصة .. ثمة امرأة تتعرض للأذى من زوجها السكير .. امرأة حبيسة الجدران التي يغلقها عليها هذا الزوج المتوحش بقفل أسود كبير .. غير أن الفتى، وبتحريض من أمه المتعاطفة مع هذه المرأة، سيوسع الجدار الخشبي ركلا ويحدث به تصدعاً وصولا إلى صنع فتحة كافية لمرور المرأة التي "كانت مثل حمامة جريحة وضعيفة ووحيدة تنتظر فتح باب القفص، حمامة لها ريش ملون ، لها عينان دامعتان " .. يحق لها الآن وقد تنسمت أنفاس الحرية أن تكفكف دموعها وتردد مع كافافي : " وما دامت لدي أشياء كثيرة أقوم بها في الخارج / فلِمَ لم أحاذر حين أخذوا يبنون حولي الجدران ؟! ".. ويحق لنا أن نعود إلى الوراء قليلا ونتذكر قصة "المروحة البشرية" ضمن مجموعة "زارعي غابة الاسمنت" التي شاء المنذري أن يضمنها داخل كتاب واحد مع مجموعة "بيت وحيد في الصحراء" حيث "يتدفق الضوء من ثقب صغير في الجدار الخشبي" ويتأمل الهندي ذرات الغبار المصطفة في بطن الضوء مكونة عصا ذهبية . <br />بيد أن الجدران ليست خشبية وحسب ، لذا فان الثلاثية سالفة الذكر ستتحول إلى ( الفتى والأم والجدار الأسمنتي ) في قصة ثالثة من "الطيور الزجاجية" هي "ليلة الخنجر".. تحمل الأم ولدها الصغير ناصر إلى عرس ما في بيت إسمنتي كبير أصفرِ اللون ، وما إن تشد الأم ابنها إلى داخل البيت حتى يشاهد على الجدار لوحة بها خنجر وأخرى بداخلها سيف فضي فيشعر بالخوف .. أهو خوف من الخنجر والسيف أم من الجدار ؟! .. شخصيا سأرجح الثانية ، وسأعضد هذا الرأي بالتقاء ناصر هناك ببعض أقاربه الذين كانوا من عمره ، وتذكُّره بأن حاجزاً / جداراً كبيرا زُرِع بينهم رغم مشاركته لهم اللعب والضحك والجري . ثم انه يتعمد الهروب من هذا الواقع الذي يخيفه فيغمض عينيه ويتخيل خناجر تتطاير وتنغرز في الجدران .. تسكره نشوة الانتصار على هذه الجدران في الخيال فيقرر تنفيذها في الواقع .. يسحب خنجر العريس الذي يبدي مقاومة شديدة ويمسك بيدي ناصر ويعصرهما بقوة صارخاً في وجهه أن تأدبْ ، وإذا ما أضفنا أنه تلقى تأنيبا وصراخا من المرأتين اللتين كانتا في غرفة العريس ، وذهولا واستغرابا من بقية الأولاد نخلص إلى أن مزيدا من الجدران ارتفعت في وجهه وانتصرت عليه ، مثلما ترتفع في وجوهنا نحن قراءَ "الطيور الزجاجية" ، فإضافةً إلى الجدران الخشبية والإسمنتية تشمخ كذلك جدران زجاجية تقف – رغم هشاشة الزجاج - بيننا وبين سعادتنا .. ففي قصة "سر الورقة" يفرح البطل الفقير الأمي بالشيك الذي قدمه له أحد الأثرياء ، ما يعني أن حياة البطل ستتغير بلا شك إلى الأفضل، ولكن موظف البنك القابع خلف جدار زجاجي يصدمه في البداية أن "هذا الشيك لازم يصرف من بنك آخر ، تجده في الخوير" ، ثم ستصدمه موظفة أخرى في بنك آخر ومن خلف نفس الجدار الزجاجي بأن قيمة الشيك لا تتعدى العشرة ريالات ! .. ثمة جدار يقف عقبة في طريق الحلم هنا ، ولكن المفارقة أن الجدار هو أيضا الحلم .. فهذا الرجل البسيط يضع ضمن مخططاته بعد أن يستلم المبلغ الذي ظنه كبيرا أن يصلح سور بيته ، أن يقيم جداراً يستره ويحميه وأهله من اللصوص والمتطفلين .. بيد أن هذا الجدار الأسمنتي لن يقوم الآن بسبب الجدار الزجاجي ! . <br />وإذا كان الجدار حلماً في "سر الورقة" فانه سيتحول بقدرة كاتب إلى سد في وجه الحلم في قصة "الباب الزجاجي" ، ففي أثناء انتظار البطل الفقير المعدم الباحث عن عمل لسقوط جدار الانشغال الذي يفصله عن مقابلة المدير العام ليفاتحه بطلب وظيفة ، جلس على المقعد الجلدي أمام السكرتيرة ، "وانشغل في التحديق في المكان ، ثم أخذ يسترق النظرات ناحية وجه المرأة الذي اعتبره عذبا ، والقطة الغريبة التي تلعق عنقها ، كاد يجرؤ على الحلم بالنوم معها ، لكنه تردد ، فقد تذكر مشاكله التي تسد مداخل أحلامه بجدران قوية " .. الجدران تمنع الإنسان من مجرد الحلم هنا .. ولن تكتفي بهذا بل ستمنعه في قصة أخرى من مجرد الكلام ، "فهو يعرف أن الأصوات تتسرب من خلال الجدران بسهولة ، تنتشر مع الهواء وتغوص في الآذان كأسهم مليئة بالأخبار ، لذلك فالمدينة تكاد تخلو من الأسرار ، إلا تلك الأسرار التي تقال بالإشارات " ، ولكن حتى هذه يمكن التلصص عليها بطريقة بطل جحيم هنري باربوس : النظر من خلال ثقب جدار ، هكذا يفكر بطل قصة "الساق" الذي تمردت عليه ساقه ، وهكذا تفعل زوجة السكير البائسة في قصة "إنقاذ" ، فالجدار يغدو هنا معادلاً للحرية والانعتاق ، من خلال تلك الفتحة السرية التي كانت نافذة المرأة إلى العالم الخارجي تبث منها شكواها وحزنها لأم الفتى ، ولولا ذلك الثقب في الجدار ما علم أحد شيئا عن معاناة تلك المرأة ، وما تم إنقاذها .. فما أجمل الجدران التي تساعدنا على رؤية الآخر والتفاعل معه !.. لا أجمل ولا أنبل منها إلا تلك التي ترينا أنفسنا ، تلك التي تقوم مقام المرايا في تقديمنا كما نحن بلا أية رتوش أو محاولات تجميل .. ألهذا إذن يضع الحلاقون مرايا زجاجية على الجدران أمام زبائنهم ؟!.. لم تقل قصة "جدران ومرايا" هذا مباشرة ، ولكن كان لافتا حديث بطلها أثناء اعتلائه الكرسي لأداء دوره في الحلاقة بعد انتظارٍ قضاه في قراءة كتاب ، كان لافتا حديثه عن زميله الذي لم يطلب الكتاب ليقضي به ما تبقى له من وقت الانتظار " تركتُه مع المنتظرين يحدقون في الحيطان" .. الحيطان هنا أهم ، فنحن لسنا بحاجة لكتاب لننظر إلى أنفسنا بعمق .. وعندما نتأمل ذواتنا فان أسئلة كثيرة تنطرح في داخلنا دون أن تنتظر الإجابة .. تماما كما تفعل الكتابة الإبداعية بشكل عام .. وكتابة المنذري بوجه خاص .. <br /><br /><em><strong>كتابة الأسئلة : </strong></em><br /><br />لا أبالغ إن قلتُ إن كتابة يحيى هي كتابة الأسئلة بامتياز.. لقد دأب على طرح الأسئلة التي تبدو في ظاهرها بريئة ، ولكنها ليست كذلك في العمق .. إنها أسئلة تحرض على التأمل والتفكر وإعادة النظر في حياتنا برمتها ، أسئلة تعبرنا مخترقة جُدُرَنا الصلدة مثلما فعل بطل قصة "عابر الجدران" لمارسيل ايميه بفعل حبة سحرية عجيبة تتيح له أن يمر من أي جدار بسهولة تنْقُلُه من مكان لآخر.. أسئلة تتطاير – حسب أحد أبطال المنذري – "مثل ريش نُتِفَ من حمامة ضُرِبتْ على رأسها" : ما الموكب ؟! .. لماذا كراسي المستشفى صنعت من الاسمنت ؟ ، هل يعلم الجدي الصغير أن روحه سوف تفارقه بعد لحظات ؟ .. هل مازلت تتمنى امتلاك طاقية الإخفاء ؟ ، هل فعلا أصبحتُ لا شيء ؟ ، هل نجح الطائر الأسطوري في تفتيت عقلي ؟ لماذا ينتابني الآن شعور بالخواء ؟ .. لماذا أنا غريب وسط أقربائي ؟ .. هل سأكبر وسينبت لي مثل هذا الشعر ؟ .. لماذا هو بالذات سقط الطائران على رأسه ؟ .. لماذا كل هذا الألم الآن ؟ .. وغيرها الكثير الكثير من الأسئلة التي تتناثر في ثنايا نصوص "الطيور الزجاجية" الخمسة عشر .. ومن قرأ يحيى المنذري جيدا يدرك أن السؤال مكوِّنٌ رئيس من مكونات كتابته القصصية ، منذ "نافذتان لذلك البحر" التي يسأل فيها : "من أين يبدأ السؤال .. من الولادة أم من آخر رمق يبقى ؟" ومرورا بـ"رماد اللوحة" التي يتساءل فيها : "هل يا ترى حين يجلس الصياد إلى البحر محدقا إلى الغيوم يفكر بمطر من الأسماك ؟" ، وليس انتهاء بـ"بيت وحيد في الصحراء" التي يتعجب في إحدى قصصها : "لماذا لا تهرب الأرانب والطيور مادامت الأقفاص مفتوحة" ؟! .. إن الأسئلة هنا ما هي إلا محاولات لاختراق جدران الظلام الذي يحيط بالكائن ، إشعال فتيل ضوء في متاهة بورخيسية معتمة كلما ظننتَ أنها أفضت بك إلى مكان اكتشفتَ أنها زادتك عزلة عن نفسك وعن العالم .. ومع ذلك فلا مفر لك إلا أن تسأل وتسأل موقناً أن توقفك عن السؤال يعني نهايتك المغلقة مرسومة على جدار اليأس .. <br /><br /><blockquote><em><strong>الطبيعة والكلمة : </strong></em></blockquote><br />وما دمنا نتحدث عن الرسم على الجدار فان هذا يحيلنا إلى ثيمة لطالما برزت بوضوح في تجربة يحيى المنذري ألا وهي توظيف التشكيل واللوحة في الكتابة القصصية ، ولعل يحيى الذي صرح ذات يوم بأنه حاول أن يكون فنانا تشكيليا ففشل سيضجر من فرط ما تم التحدث عن هذه الثيمة في كتابته .. وشخصيا ما كنتُ سأتناولها هنا لولا ارتباطها بثيمة هذه الورقة وهي الجدران .. وعلى أية حال سواء نجح المنذري أم فشل في أن يصبح فنانا تشكيليا فان المؤكد أن العديد من نصوصه القصصية ما هي إلا تجسيد لعبارة ميشيل فوكو في "الكلمات والأشياء" من أن الطبيعة والكلمة يستطيعان أن يتقاطعا إلى ما لا نهاية مشكِّلَيْن لمن يعرف القراءة نصّا واحداً .. حرّكت اللوحة التشكيلية الأحداث في "ليلة الخنجر" كما رأينا قبل قليل .. وكان لها دور كذلك في قصة "من جدار أبيض إلى جدار أسود" التي يستحضر فيها المنذري الرسام العالمي سلفادور دالي إلى صالة الانتظار بالمستشفى ، فيرسم هذا الأخير بقطعة فحم في وجوه الجالسين وفي الجدران ، ولعلها نفس قطعة الفحم التي استخدمها سلمان في "رماد اللوحة" عندما كان طفلاً "يرسم على جدران البيوت أشكالاً غريبة جدا ليس لها وجود، أشكالاً يبتكرها وكأنها سوف تتحقق في سنوات قادمة" ، غير أن الملاحظة الجوهرية هنا أنه كلما تقدمت تجربة يحيى المنذري القصصية للأمام كلما تراجع الحضور التشكيلي للخلف ، أو لنقل خفت وبات في خلفية المشهد .. مجموعتاه الأوليان كان يصدّرهما بقصة لا تتعالق مع الفن التشكيلي فحسب ، بل ويدخل في نسيج أحداثها بحيث لا تغدو القصةُ قصةً إن حذفنا ثيمة التشكيل .. قصة "اللوحة" أولى قصص "نافذتان لذلك البحر" تبدأ بتأمل عميق من بطل القصة للوحة غامضة معلقة على جدران معرض، يتأمل غيوما وبرقاً ورياحا ومساحات تحمل ألوانا عدة .. إن هذا التأمل يمد البطل بأحداث مرعبة تحدث لاحقا لتنتهي القصة بهرب البطل خائفا من المعرض "تاركاً اللوحة تفسخ ثوب الأرض المتبقي" .. أما قصة "رماد اللوحة" أولى قصص المجموعة التي تحمل نفس الاسم فتتحدث عن معاناة شاب اسمه سلمان لديه موهبة الرسم منذ صغره يتعرض لضغوط اجتماعية تسبب له آلاما نفسية وجسدية فيقرر أن يرسم كل الشر الذي تعرض له في لوحة ثم يحرقها .. التشكيل هنا – كما في قصة "اللوحة" - مكون رئيس من مكونات القص .. هكذا إذن يبدأ يحيى قَصَّه في مجموعتيه الأوليين بالتشكيل .. أما في الطيور الزجاجية فان التشكيل ليس إلا معضدا للحبكة القصصية تسانده معضدات أخرى يمكن أن تحل محله أن أراد القاص دون أن تتأثر سيرورة القص .. فمن الذي يملك المراهنة أن قصة "من جدار أبيض إلى جدار أسود" ستفشل في إرسال رسالتها بدون سلفادور دالي ؟ .. ومن يجرؤ على الزعم أن "ليلة الخنجر" لن تسير للأمام بدون أن يتوقف ناصر لرؤية لوحة السيف والخنجر ؟!.. إن خفوت المشهد التشكيلي هنا يمكن أن نعزوه إلى تحقق المنذري كقاص تعويضا عن الفنان الفاشل ، لم يعد يشعر بتلك المرارة التي تدفعه لمحاولة التحقق تشكيليا على الورق .. لكن موهبة التشكيلي باقية ، وتطل برأسها في لوحة قصصية هنا أو في وصف هناك ، ولعلني لا أتعسف في التأويل إن قطعتُ بأن وصف يحيى لسلمان طفلا في "رماد اللوحة" ، والذي تتماهى فيه خبرة التشكيل بخبرة القص ، ما هو إلا وصف ليحيى نفسه : " وجد نفسه يحب المرأة والرسم، ودائما ما يشعر بحرارة غريبة تسري في يده تحفزه على أن يمسك القلم ويرسم طيوراً تحلق بعيداً عن الأرض، يرسم نساء جميلات وحدائق زهور وأشكالاً هندسية، كان في طفولته يرسم بقطع الفحم على جدران البيوت أشكالاً غريبة جدا ليس لها وجود، أشكالاً يبتكرها وكأنها سوف تتحقق في سنوات قادمة، بعد ذلك بدأ الرسم على الأوراق، مرة رسم شجرة أوراقها سوداء وثمارها رؤوس دامية، وتبدو الشجرة في اللوحة أكبر من المدينة وغائرة في سماء مليئة بالغربان وطيور أخرى غريبة الأشكال" .. لكن سلمان العاشق للرسم سيكون عُرضة لتوبيخ مسؤوله له الذي مزق اللوحة فوق رأسه وأمره أن يجمع المِزَق كي يرميها في القمامة.. من هنا ينفس سلمان عن غضبه برسم لوحات وحرقها ، أما يحيى فسيؤمن أن الطريق يتحدد بمقدار ما نمشي عليه من خطوات ، وسيختار طريق الكتابة ، حيث يغدو بإمكاننا ابتكار حيوات في الورق لم نعشها في الواقع، نرسم فيها لوحات جميلة ونبتكر شخوصا مدهشة ، ونتحدث بلغة آسرة ، ونطرح أسئلة ممضة ، نمضي مُتَحَدِّين الصعاب ، وعابرين الجدران التي تقف في طريقنا بعزيمة لا تكل ، مستحضرين في قرارتنا أمل دنقل : آه ما أقسى الجدار / عندما ينهض في وجه الشروق / ربما ننفق كل العمر .. كي نثقب ثغرة / ليمر النور للأجيال .. مرة ! / <br />ربما لو لم يكن هذا الجدار / ما عرفنا قيمة الضوء الطليق !! .</strong>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-17923705818151374812011-04-16T15:36:00.003+04:002011-04-16T19:56:14.475+04:00الرائي بالروح<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgQQo01-N26KqSEegeV7thoRjKR4s4JYxbjPRBZvaU7aIGATvwfMKV-gv8TbeLefK6vmV2PlEvNZ7RZx6n8Xa0vZj1TdiwAvmljyf6DhpIQwCPQ1DeaiTA7YlpgwtOLBagfixqNaInhSp4/s1600/%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25B3%25D8%25B9%25D9%258A%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25B4%25D9%2585%25D9%258A+%25D8%25A3%25D9%258A%25D8%25B6%25D8%25A7.bmp"><img style="display:block; margin:0px auto 10px; text-align:center;cursor:pointer; cursor:hand;width: 267px; height: 400px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgQQo01-N26KqSEegeV7thoRjKR4s4JYxbjPRBZvaU7aIGATvwfMKV-gv8TbeLefK6vmV2PlEvNZ7RZx6n8Xa0vZj1TdiwAvmljyf6DhpIQwCPQ1DeaiTA7YlpgwtOLBagfixqNaInhSp4/s400/%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25B3%25D8%25B9%25D9%258A%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25B4%25D9%2585%25D9%258A+%25D8%25A3%25D9%258A%25D8%25B6%25D8%25A7.bmp" border="0" alt=""id="BLOGGER_PHOTO_ID_5596145049194572466" /></a><br /><strong><strong>سأسميه الظَهْر الذي تتكسر عليه سهام الخذلان .. سأسميه الرائي بالروح ، الهازئ بالريح ، حارث الحقل وحارسه ، حاضن البيوض في أعشاشها ، الموزع اسمه على العصافير بالتساوي غير مهتم بحصته منه .. أعرف أنه ليس بحاجة إلى أهازيج الثناء ولا لنثر أزهار تحت أقدامه .. لستُ هنا لأنفحه مديحي الذي أعلم ويعلم أنه ليس بحاجة إليه ولا يطلبه . بعد أن رأيتُ وقرأتُ فائض الحب المرشوق به وروداً وكلمات فماذا بوسعي أن أكتب الآن ؟!.. هل أتشبث بذريعة نزار : الصمت في حرم الجَمال جمال ؟! ، أم أمتثل لتحريض معن بن زائدة : "إذا لم تكتب اليدُ فهي رِجْل" !.<br />كان سعيدٌ بعيداً بما يكفي لأقول انه نيزك .. ثم اقترب كسراج ، حتى كدتُ أحترق كفراشة .. في مقدمة الصف أراه : ينساب كماء في نهرٍ لا يمكن أن نستحم فيه مرتين ( النهر أعني لا سعيد الذي بمقدورك الاستحمام فيه ما شئت من المرات ! ) .. شعاع بسيط يقود شمساً عمياء! . نحلة نشطة تحوّم حول منابع العسل .. يستعير من النفّري حكمته الأثيرة : "احلم ، فالهالك من لا يحلم" .. يرتب البيت من الداخل ، ولا ينسى أن يزرع الورود في المدخل .. ولا بأس إن كان ثمة تينة أو زيتونة صغيرة ، تشبع عابر سبيل . يَنْشُقُ بملء رئته هواءً نقياً يسميه الحرية ، ويقول "ذق حتى تعرف" . يعرف أنه واحدٌ قليل ولكنه يعرف أيضا أنه ليس صعباً أن يتكاثر . وعندما يحلق بعيداً في السماء فليس ليتفرج على النجمة الذاهلة، بل ليغريها بالنزول إلى الأرض .. الأمل واحدٌ من أصدقائه الجميلين، والحياة هي "ذهبُ الحنطة الحلوة" كما قالت شاعرة ذات روح رائية . <br />هل خَدَع سعيدٌ العاصفةَ حين تظاهر بالانحناء، فمرت كجندي مغرور ؟! .. هل كان يختبرها وهو الذي لا يمل الترديد أن الأشياء تحتاج إلى اختبار ؟! .. وهل هي مصادفة أن تكون كلمة "السمت" واحدة من لازماته الكتابية والكلامية ؟! .. وهل علينا البحث عن إجابات شافية لأسئلة ممضة ديدنها فتح النوافذ – كما الأبواب - على كل الاحتمالات؟! . ما أنا متأكد منه أن علينا فقط أن نحسن الإصغاء بواسطة الروح – تماما مثل سعيد - لأي فأر جميل تسلل خلسة إلى دماغنا ليحلم . <br /><br />* شهادة نُشِرتْ في كتاب تكريمي أصدرته الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بمناسبة حصول سعيد بن سلطان الهاشمي على جائزة الانجاز الثقافي البارز لعام 2009 بعنوان "الرائي بالروح</strong></strong>" .سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-3704881001896783222011-04-09T20:40:00.004+04:002011-04-09T23:48:39.485+04:00كلنا سعيد وباسمة<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiwqQEFRcDP3CUiY8VyF1Kh_gniSfK7LNx8g7f0j_f6Mvbwg_CqaoCs_oOsUum4OXCW8VHgquFsFS-JcUebpm4EQP9BzCinjVYkBwQFmgZQ__25UizZOy2R7ro-NxI2GmHUA8fVkU_uYN0/s1600/%25D8%25A8%25D8%25A7%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25AC%25D8%25AD%25D9%258A.jpg"><img style="display:block; margin:0px auto 10px; text-align:center;cursor:pointer; cursor:hand;width: 400px; height: 298px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiwqQEFRcDP3CUiY8VyF1Kh_gniSfK7LNx8g7f0j_f6Mvbwg_CqaoCs_oOsUum4OXCW8VHgquFsFS-JcUebpm4EQP9BzCinjVYkBwQFmgZQ__25UizZOy2R7ro-NxI2GmHUA8fVkU_uYN0/s400/%25D8%25A8%25D8%25A7%25D8%25B3%25D9%2585%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25AC%25D8%25AD%25D9%258A.jpg" border="0" alt=""id="BLOGGER_PHOTO_ID_5593630294465940354" /></a><br /><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiFbmd3fSYNhA0XVgtIVb7KQVref5ApdiIecdPlnifelyJ-5lm4voKhq7w7BUn1gfhQG4iwrQdjLEkgPV4vuJa9wNYxc25z0MsCiatkS1JfRBGChT5nwiE3RVoWxQtPe7y-YtVbI_kde6M/s1600/%25D8%25A3%25D9%2586%25D8%25A7+%25D9%2588%25D8%25B3%25D8%25B9%25D9%258A%25D8%25AF.jpg"><img style="display:block; margin:0px auto 10px; text-align:center;cursor:pointer; cursor:hand;width: 400px; height: 314px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiFbmd3fSYNhA0XVgtIVb7KQVref5ApdiIecdPlnifelyJ-5lm4voKhq7w7BUn1gfhQG4iwrQdjLEkgPV4vuJa9wNYxc25z0MsCiatkS1JfRBGChT5nwiE3RVoWxQtPe7y-YtVbI_kde6M/s400/%25D8%25A3%25D9%2586%25D8%25A7+%25D9%2588%25D8%25B3%25D8%25B9%25D9%258A%25D8%25AF.jpg" border="0" alt=""id="BLOGGER_PHOTO_ID_5593630289987325986" /></a><br /><strong><strong><strong><br />أعتذر لقراء المدونة .. اضطررتُ لالغاء الموضوع بسبب خطأ معلوماتي لم أنتبه له الا بعد نشر الموضوع .. غير أنني أبقيت العنوان والصور لأؤكد تضامني مع الأخوين سعيد الهاشمي وباسمة الرجحي ضد من يريد أن يسلبهما حقهما في حرية الرأي والتعبير وحب الوطن .. </strong></strong></strong>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-73163626647188308312011-03-07T18:00:00.002+04:002011-03-08T20:46:56.900+04:00لهذه الأسباب سأعتصم أمام وزارة الاعلام<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhA347YFX_hFO6XAOdPwz8x7rcQGD2ng2EHBSGRV5BFO68-yyNZFAaB-VqcoLXgT7CQr_z2oJxCOmjIFbNxXdC8skUDBw51bD_uiqxYJ12pcMXoAi0iwLD7iJqdvIZ3IgIgUW-uwIXIDos/s1600/%25D8%25B3%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2586+%25D8%25A3%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2585+%25D9%2588%25D8%25B2%25D8%25A7%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B9%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2585"><img style="display:block; margin:0px auto 10px; text-align:center;cursor:pointer; cursor:hand;width: 400px; height: 266px;" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhA347YFX_hFO6XAOdPwz8x7rcQGD2ng2EHBSGRV5BFO68-yyNZFAaB-VqcoLXgT7CQr_z2oJxCOmjIFbNxXdC8skUDBw51bD_uiqxYJ12pcMXoAi0iwLD7iJqdvIZ3IgIgUW-uwIXIDos/s400/%25D8%25B3%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2586+%25D8%25A3%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2585+%25D9%2588%25D8%25B2%25D8%25A7%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B9%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2585" border="0" alt=""id="BLOGGER_PHOTO_ID_5581751117820542914" /></a><br /><strong><span style="font-family:verdana;font-size:130%;color:#3333ff;"> كثيرة هي ثمار وايجابيات الاعتصامات السلمية النبيلة التي تشهدها السلطنة في صحار ومسقط وصلالة وصور وغيرها من المناطق ॥ ولكني سأقول كمدخل لهذا المقال انه لو لم يكن من ثمارها سوى أنها رفعت من سقف حرية الرأي والتعبير لكفاها .. ثمة منجز يتحقق على هذا الصعيد لم يستفد منه اعلامُنا الرسمي للأسف ، فأضاع الفرصة كعادته .. قلتُ في كلمة قصيرة أمام ما بات يطلق عليه الآن "ساحة الشعب" مساء الثاني من مارس الجاري إن كثيرا من الاعلاميين العمانيين يتوقون لتقديم اعلام حقيقي وحر ، يعبر عن نبض الناس وهمومهم ، ولكن المناخ الذي يعملون فيه لا يساعد على ذلك للأسف ..<br /> ليس هذا مقالا من اعلامي مصرّ على جلد ذاته ، بل هي محاولة لممارسة حق ابداء الرأي في أمر يخصني أكثر من غيري مادمتُ إعلاميا يضطر أحيانا لتلقي سهام النقد على أمر لا شاة له فيه ولا سخل صغير ، وهو حق كفله لي النظام الأساسي للدولة ، مثلما كفل لي أيضا أن أمارس حقي في الاعتصام السلمي أمام وزارة الاعلام احتجاجا على الفرص الكثيرة التي أضاعها الاعلام ، والتي كان من شأنها أن تصالح العماني على اعلامه .. لنقل اذن ان هذا المقال هو محاولة لتذكير القائمين على الاعلام العماني بعدد من الفرص الضائعة التي كان من الممكن أن تصالح العماني على اعلامه ، وتجعل هذا الاعلام شريكا في التنمية ، مثلما يُراد له دائما من قبل المسؤولين، والتنمية الأهم هي تنمية الانسان كما أكد الزميل والصديق زاهر المحروقي في كلمته في "ساحة الشعب" مساء السادس من مارس الجاري.<br /> أولى هذه الفرص ذكرها زاهر نفسه في كلمته وهي برنامج "البث المباشر" في نسخته القديمة التي بدأت في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي ، والتي قدمت جرأة نقدية غير مسبوقة للأداء الحكومي وجعلت المواطن يلتف حول اعلامه ويعتبره المعبر الأول عن آلامه وآماله ، ولكن بعد سنوات قليلة ثمة من لم يُطق هذه الحرية الاعلامية فانبرى باسم الوطنية والحفاظ على مكتسبات النهضة الى وأد البرنامج ليعود بعد سنوات طويلة "بثا مباشرا" آخر لا يحمل من سابقه سوى الاسم ، بثا مليئا بالخطوط الحمر والألغام الشائكة التي على مقدم البرنامج أن يبدد جهده في محاولة القفز منها ، بدلا من التركيز على موضوع البرنامج ..<br /> ومرت السنوات ولاحت الفرصة الأخرى المتمثلة في برنامج "هذا الصباح" الذي فاجأ الناس منذ يومه الأول وبات حديث مجالسهم ، وظن المواطن أنه وجد أخيرا متنفسه في التعبير عن نفسه ومشاكله ، ولكن ما هي الا أيام قلائل حتى ضاق الهواء بأكسجين الحرية ، وترك مجلس الوزراء جميع مشاغله وفرغ نفسه لـ"تقنين" هذه الحرية ، وتوجيه القائمين على البرنامج بما ينبغي عليهم أن يذيعوه وما لا ينبغي ، حتى أُفرغ البرنامج من مضمونه وبات مجرد شكوى عن مطب شارع لم يبن هنا ، أو مكب نفايات لم يردم هناك ! .. وقد يقول قائل ان بعض مقدمي البرنامج هم من تسبب في ذلك بسبب انحيازهم الأعمى للمواطن على حساب المهنية ، وسأقول أن هذا كلام حق يراد به باطل .. فبالتأكيد كان ثمة أكثر من حل لهذه "المعضلة" أفضل من اطلاق رصاصة الرحمة على البرنامج .<br /> الفرصة الثالثة كانت في الأسبوع الماضي ، فبعد يومين من التخبط الناجم عن مباغتة الاعتصامات له قرر الاعلام العماني اذاعةً وتليفزيونا أن يكون في مستوى الحدث .. فخصص مساحة كبيرة من بثه النهاري لمواكبة هذا الحدث ومحاورة مثقفين ومواطنين حوله وتقديم صورة كاملة تغطي الرأي والرأي الآخر ، وسأتحدث هنا عن الاذاعة بحكم متابعتي ومشاركتي في تغطيتها والتي يبدو أنها نجحت الى حد كبير لدرجة أنني سمعتُ كثيرا من التعليقات المندهشة من الجرأة التي تناولت بها الاذاعة هذه الأحداث .. ولكن ماذا حدث في اليوم التالي ؟ .. قلصت الاذاعة تغطيتها من ست ساعات الى اثنتين ، ومن مكالمات مباشرة على الهواء ، إلى مسجلة وخاضعة للرقابة المسبقة !! .. فضاعت الفرصة مرة أخرى لمصالحة المواطن العماني على اعلامه ..<br />أكتب هذه السطور الآن وعلى بعد أمتار مني الكاتب حسين العبري الذي يعتصم أمام وزارة الإعلام احتجاجا على اجتزاء التليفزيون لمقابلته الطويلة مع برنامج "هنا عُمان" بصفته ممثلاً للمعتصمين ، بناء على وعد التليفزيون له ، فإذا بالبرنامج يختصر المقابلة التي اقتربت من ساعة كاملة في عشرين دقيقة فقط أخذ منها القائمون على التليفزيون ما أرادوه من رسائل ورموا الباقي للريح ، في خطوة لا تنم عن أي مهنية أو أخلاق إعلامية .. إن مثل هذا التخبط الإعلامي الذي تعاني منه وسائل إعلامنا الرسمية ( وكثير من المؤسسات الإعلامية الخاصة ) يفجر أسئلة ممضة من قبيل : من هو هذا الذي يقف وراء الاعلام العماني الذي كلما رآه تقدم خطوة للأمام أصر على جره خطوتين للخلف ؟! .. ألم يلتف العمانيون حول اذاعتهم وتليفزيونهم في أزمة إعصار جونو عندما وجدوهما معبرين عن همّ الوطن والمواطن ؟ .. كم يلزمنا من الوقت لندرك أن هذا ليس عصر تعتيم ، ولا عصر وصاية ، وأن ما لا يجده العماني في قناته سيجده في الانترنت وعشرات القنوات الأخرى ؟! ..<br />أسئلة كثيرة كهذه مازلت تترنح في الفضاء الرحب بحثا عن اجابة ! .<br /> </span></strong>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-55801498509990822852010-12-18T14:02:00.004+04:002010-12-18T14:38:06.520+04:00"أقول لكم" عن شوقي حافظ<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg3ETwdm5Kcqb_mHJ6ZRorkE595f8CqISXjhUYNhKQj5yhXatr0Jvzu_7PbjSvplYhBQ-Gz3brSIl1TVkX9c5uYZiAHTdq9pUjaXSaCQyNW7OQ_M4houcYcQljOSpah52fM2yGyDVtDkKI/s1600/%D8%B4%D9%88%D9%82+%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5551969540083436290" style="FLOAT: left; MARGIN: 0px 10px 10px 0px; WIDTH: 300px; CURSOR: hand; HEIGHT: 225px" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg3ETwdm5Kcqb_mHJ6ZRorkE595f8CqISXjhUYNhKQj5yhXatr0Jvzu_7PbjSvplYhBQ-Gz3brSIl1TVkX9c5uYZiAHTdq9pUjaXSaCQyNW7OQ_M4houcYcQljOSpah52fM2yGyDVtDkKI/s400/%25D8%25B4%25D9%2588%25D9%2582+%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%2581%25D8%25B8.jpg" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" align="justify"><span style="font-family:verdana;font-size:130%;">لا أذكر أنني التقيتُه وجها لوجه ولا مرة واحدة في حياتي ، ومع ذلك أكن له في داخلي حبا واحتراماً شديدين ، لأسباب بعضها موضوعي ، والآخر شخصي .. أما الموضوعي فهو عموده اليومي "أقول لكم" الذي كان أشبه بـ"علامة" مسجلة لجريدة الوطن .. يحدث أن واحدا مثلي يبدأ قراءة الجريدة من الصفحة الأخيرة ليرى ماذا كتب شوقي حافظ اليوم .. كنتُ دائما أردد أن الالتزام أمام القارئ بعمود أسبوعي هو أمر متعب ، أما الالتزام بعمود يومي فذلك أشبه بالانتحار الكتابي ، ذلك أن الكاتب في سبيل هذه المحرقة اليومية مضطر أحيانا لكتابة مقالات هو نفسه غير راض عنها.. البعض يستسهل ذلك ولكنك تكتشف مدى ورطته حين تراه يحول العمود أحيانا إلى خواطر أو عرض لرسائل من قرائه .. أما صاحب "أقول لكم" فكنتُ أندهش من قدرته في كل مرة على القبض على فكرة بسيطة والكتابة عنها في سطور قليلة يظهر خلالها حسه الساخر من جهة ، وثقافته واطلاعه الواسعان من جهة أخرى .. كانت لديه تلك القدرة العجيبة على الالتقاط بحيث يصنع مقالا جميلا من خبر طريف قرأه في الصفحة الأخيرة في الجريدة مثلا ..<br />لا أعلم على وجه الدقة متى بدأ شوقي حافظ كتابة زاويته اليومية ، فمنذ وعيتُ على فعل القراءة للصحف وأنا أقرأ "أقول لكم" .. ولكني أذكر عمودا بعينه قرأتُه له في عام 1997 .. كان يتحدث بلغة بسيطة عن قصة لقاص عماني مغمور كانت قد فازت لتوها بجائزة المنتدى الأدبي لذلك العام .. كان يحلل القصة بمهارة ناقد ويدعو قراءه للانتباه لهذا الكاتب الشاب الذي يرى أنه موهوب . أما القصة فكانت "المرايا جمع تكسير" ، وأما القاص فهو كاتب هذه السطور ، والذي أسعده هذا المقال القصير كما لم ولن يسعده - بنفس الدرجة - أي مقال أو دراسة نقدية أخرى عن كتابته في قابل الأيام ، فالكاتب دائما يكون بحاجة للتشجيع والتعريف به وهو يتلمس أولى خطواته على طريق الكتابة ، وليس بعد ذلك .. ما أسعدني أكثر في هذا العمود أنه لم تكن بيني وبين الأستاذ شوقي أي معرفة شخصية قبل هذا المقال سوى معرفة القارئ بالكاتب .. وأذكر أنه بعد أن بدأ بوضع بريده الالكتروني أسفل مقالاته أرسلتُ له رسالة أذكّره بهذا المقال وأشكره عليه ، ولا أدري حتى اليوم إن كان قرأ رسالتي مادام لم يصلني رده .<br />بعد عشر سنوات من عموده ذاك – وتحديدا في النصف الثاني من 2007 - فاجأني شوقي حافظ بعمود آخر بُعَيدَ فوزي بجائزة يوسف إدريس يصفني فيه بأني كاتب بمليون ريال ، ويذكّر قراءة ما مفاده أنني كنتُ "أقول لكم" قبل عشر سنوات انتبهوا لهذا الكاتب .. في ذلك الصباح أذكر أنني كنتُ في خصب مشاركا كمحكم في مسابقة الملتقى الأدبي للشباب عندما انهالت علي الرسائل الهاتفية تطلب مني قراءة عمود شوقي حافظ .. وما إن قرأتُه حتى بعثتُ له رسالة الكترونية أخرى على ايميله أشكره فيها على ما كتب وأخبره أنني ممتن كثيرا لمقاليه القديم والحديث ، ولستُ متأكدا حتى اليوم إن كان قرأ هذه الرسالة أيضا .. ولكن ما أنا متأكد منه حقا أنه لن يقرأ هذا المقال ، ولن يعرف أنني كنتُ أتمنى أن ألتقي به وجها لوجه ولو لمرة واحدة ، ولكن يبدو أن القدر شاء أن تكون علاقتنا طوال حياتينا علاقة قارئ بكاتب فقط .<br />رحم الله شوقي حافظ .<br /></span></div>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com3tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-38930291525556014932010-09-27T18:45:00.008+04:002010-09-27T19:21:59.673+04:00"كتاب أعجبني" جديد اذاعة سلطنة عُمان<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiOAUd0ApJY2yaOEZ5sAlS6rED3Jr4S-0zvtIAdbSzLOSH__zawQQ-JiZlH66gYXXkhUYK9W1KxTJaQYCDQ7p7WeWe10X8CE3iJWVXbCIa3H8q2nkos3OOwac6uk8lGXZ7GIHRyJIL5n-c/s1600/102543[1].gif"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5521613701587950642" style="FLOAT: left; MARGIN: 0px 10px 10px 0px; WIDTH: 110px; CURSOR: hand; HEIGHT: 157px" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiOAUd0ApJY2yaOEZ5sAlS6rED3Jr4S-0zvtIAdbSzLOSH__zawQQ-JiZlH66gYXXkhUYK9W1KxTJaQYCDQ7p7WeWe10X8CE3iJWVXbCIa3H8q2nkos3OOwac6uk8lGXZ7GIHRyJIL5n-c/s400/102543%5B1%5D.gif" border="0" /></a><br /><div><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg5jXXDZ1sqBRZrhw9W_7DzMnEUH7ss8D9XJLP98iYiGMfCKtjBk1dPKPESplFf7WuF2QaCCVb3vlknLkkgdX1anAluWL8pQOBBCNoWj1otjKT3TJ0FkeTw-G_UmJ8FYWjCXl5031Y60Jo/s1600/اÙÙبÙ+غÙاÙ.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5521612533600271058" style="FLOAT: left; MARGIN: 0px 10px 10px 0px; WIDTH: 150px; CURSOR: hand; HEIGHT: 223px" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEg5jXXDZ1sqBRZrhw9W_7DzMnEUH7ss8D9XJLP98iYiGMfCKtjBk1dPKPESplFf7WuF2QaCCVb3vlknLkkgdX1anAluWL8pQOBBCNoWj1otjKT3TJ0FkeTw-G_UmJ8FYWjCXl5031Y60Jo/s400/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A+%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81.jpg" border="0" /></a><br /><br /><div><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh3UfuXceGD8vTUv7_FGIkBYvBnCO0VPB9WlHfQsuYkl9apVAjn2fpRaMxtylXJaJd4FyoV-ttNuoNVHNDLoF7SDW3HmB-Gno9FW-IXNoIV_gdp-jJEULOHgU_WdT10dNw5AiMAgs51Rq4/s1600/ÙاراÙ
ازÙÙ.gif"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5521611715797576754" style="FLOAT: right; MARGIN: 0px 0px 10px 10px; WIDTH: 110px; CURSOR: hand; HEIGHT: 159px" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh3UfuXceGD8vTUv7_FGIkBYvBnCO0VPB9WlHfQsuYkl9apVAjn2fpRaMxtylXJaJd4FyoV-ttNuoNVHNDLoF7SDW3HmB-Gno9FW-IXNoIV_gdp-jJEULOHgU_WdT10dNw5AiMAgs51Rq4/s400/%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%88%D9%81.gif" border="0" /></a><br /><br /><br /><div><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjrG5tVgc7uTb1jmOxfVEl-Dxk0RIeYj5ytNTDdHui9NnGMnEaM4-oBXEDPoXgoQNk-I_mrkTuDpvcCA11OEHRycbLBHceduOHrkkloyszZAoivYg9z9d8IddtSHaZF_mSBfAcMHiilISI/s1600/غÙاÙ+أدÙÙÙس.gif"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5521610911097631154" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 110px; CURSOR: hand; HEIGHT: 167px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjrG5tVgc7uTb1jmOxfVEl-Dxk0RIeYj5ytNTDdHui9NnGMnEaM4-oBXEDPoXgoQNk-I_mrkTuDpvcCA11OEHRycbLBHceduOHrkkloyszZAoivYg9z9d8IddtSHaZF_mSBfAcMHiilISI/s400/%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81+%D8%A3%D8%AF%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%B3.gif" border="0" /></a><br /><br /><br /><br /><div><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhQYAHdCIR4gD1gjRmuZAuCAKhS2iVXD8QLkQt7bpTmYlm1koWo2GoBLbxp-YWxDifKVKbbqUeRAeSmq0ggHCjjIWbKKbE3ImWygCD98r4YZXQqAFjpr9yzrsJBuVon0RQPOkoWHaW3P8k/s1600/درÙÙØ´+غÙاÙ.gif"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5521610622571922306" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 110px; CURSOR: hand; HEIGHT: 174px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhQYAHdCIR4gD1gjRmuZAuCAKhS2iVXD8QLkQt7bpTmYlm1koWo2GoBLbxp-YWxDifKVKbbqUeRAeSmq0ggHCjjIWbKKbE3ImWygCD98r4YZXQqAFjpr9yzrsJBuVon0RQPOkoWHaW3P8k/s400/%D8%AF%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%B4+%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81.gif" border="0" /></a><br /><br /><br /><br /><br /><div><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhG-cnViJsHg8bEswve3tWVyClDMtIgYKsMAKf_TEnZy9C5XhVCm-z0Mibu7PLnWTLATB5Wq27Bc2A7BT51VdhVUQGO9axoIojVwLQFuVRgvI_76lv0S7OBvaAHDu7kNKgmiYGFeEgC4u8/s1600/غÙاÙ+اÙاسÙاÙ
.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5521610298918048674" style="FLOAT: right; MARGIN: 0px 0px 10px 10px; WIDTH: 118px; CURSOR: hand; HEIGHT: 167px" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhG-cnViJsHg8bEswve3tWVyClDMtIgYKsMAKf_TEnZy9C5XhVCm-z0Mibu7PLnWTLATB5Wq27Bc2A7BT51VdhVUQGO9axoIojVwLQFuVRgvI_76lv0S7OBvaAHDu7kNKgmiYGFeEgC4u8/s400/%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85.jpg" border="0" /></a><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiKcn6HAUmxw4SSzO0LcHZGH4l_RsggSzM6fnVjALgTrPo3c3jo3DfHA4q1IlkPZW6uO8FIunt1v7qwb68xsxOkOko1aFq6ZWH5Wdf8ObhT0PGGOK-IMtAcMK2DYb8fo6yEC-XnHCWyrI0/s1600/123501[1].gif"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5521610024309947010" style="FLOAT: left; MARGIN: 0px 10px 10px 0px; WIDTH: 110px; CURSOR: hand; HEIGHT: 170px" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiKcn6HAUmxw4SSzO0LcHZGH4l_RsggSzM6fnVjALgTrPo3c3jo3DfHA4q1IlkPZW6uO8FIunt1v7qwb68xsxOkOko1aFq6ZWH5Wdf8ObhT0PGGOK-IMtAcMK2DYb8fo6yEC-XnHCWyrI0/s400/123501%5B1%5D.gif" border="0" /></a><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div dir="rtl" align="justify"><strong><span style="font-size:130%;color:#ff0000;"></span></strong></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div dir="rtl" align="justify"><strong><span style="font-size:130%;">تبث إذاعة سلطنة عُمان بدءا من يوم الجمعة القادم ( <span style="color:#ff0000;">1 أكتوبر 2010</span> ) البرنامج الإذاعي اليومي الجديد "كتاب أعجبني" ، الذي يستعرض في كل حلقة كتاباً جديرا بالقراءة يرشحه أحد المثقفين أو الأدباء أو المهتمين بالقراءة .. البرنامج كما يقول مقدمه سليمان المعمري يهدف إلى أن يكون وسيطاً بين المستمع والقارئ والكتابِ الذي يتحدث عنه ، حيث سيدور حوار بين هذا القارئ ومقدم البرنامج الذي سيحاول من هذا الحوار الظفر بأهم المعلومات عن الكتاب ومضمونه ومؤلفه ..<br />من جهته يؤكد مخرج البرنامج حمد الحبسي أن هذا البرنامج ليس أكثر من فاتح شهية للقراءة .. فمن نافلة القول إن ربع ساعة – مدة كل حلقة – غير كافية للإلمام بأي كتاب ، فما بالك بكتاب جدير بالقراءة رشحه أحد القراء النوعيين .<br />يبث البرنامج بشكل يومي في الساعة <span style="color:#ff0000;">45ر9 صباحا</span> .. ويعاد في الساعة <span style="color:#ff0000;">10ر9 مساءً</span> ، ثم في <span style="color:#ff0000;">15ر1</span> من صباح اليوم التالي ..<br />وفيما يلي قائمة بأسماء الكتب التي تم تناولها في الحلقات العشرين الأولى من البرنامج ، مع أسماء قرائها :<br /><br />م<br />اسم الكتاب<br />المؤلف<br />ضيف الحلقة<br /><span style="color:#ff0000;">1</span><br />تاريخ عُمان : رحلة في شبه الجزيرة العربية<br />الرحالة البريطاني<br />جيمس ريموند ولستد<br />الصحفي سالم الرحبي<br /><span style="color:#ff0000;">2</span><br />الأغاني<br />أبو الفرج الأصفهاني<br />د/ جوخة الحارثي<br /><span style="color:#ff0000;">3</span><br />الإسلام بين الشرق والغرب<br />المفكر والرئيس البوسني الراحل علي عزت بيجوفيتش<br />الكاتب سعيد بن سلطان الهاشمي<br /><span style="color:#ff0000;">4</span><br />حوارات مع والدي أدونيس<br />نينار اسبر<br />القاصة هدى الجهوري<br /><span style="color:#ff0000;">5</span><br />الأخوة كارامازوف<br />دستيوفسكي<br />الكاتب ناصر صالح<br /><span style="color:#ff0000;">6</span><br />الصيف الطويل .. دور المناخ في تغيير الحضارة<br />براين فاجان<br />الكاتب عبدالله خميس<br /><span style="color:#ff0000;">7</span><br />التقدير الذاتي للطفل<br />مصطفى أبو سعد<br />الشاعر جابر الرواحي<br /><span style="color:#ff0000;">8</span><br />أثر الفراشة<br />محمود درويش<br />القاص يحيى سلام المنذري<br /><span style="color:#ff0000;">9<br /></span>تحقيق في الذهن البشري<br />الفيلسوف ديفيد هيوم<br />الأستاذ خميس العدوي<br /><span style="color:#ff0000;">10</span><br />شيكاغو<br />علاء الأسواني<br />الكاتبة أميرة الطالعي<br /><span style="color:#ff0000;">11</span><br />المياه كلها بلون الغرق<br />اميل سيوران<br />الشاعرة فاطمة الشيدي<br /><span style="color:#ff0000;">12</span><br />أسرار الصندوق الأسود<br />غسان شربل<br />القاص هلال البادي<br /><span style="color:#ff0000;">13</span><br />النبي<br />جبران خليل جبران<br />القاص مازن حبيب<br /><span style="color:#ff0000;">14</span><br />مغامرة منتصف الليل<br />نهى طبارة<br />الكاتب حسن اللواتي<br /><span style="color:#ff0000;">15</span><br />دع القلق وابدأ الحياة<br />ديل كارنيجي<br />الشاعر حسن المطروشي<br /><span style="color:#ff0000;">16</span><br />الرمز المفقود<br />دان براون<br />المترجم والأكاديمي بدر الجهوري<br /><span style="color:#ff0000;">17</span><br />كيف أصبحوا عظماء؟<br />د. سعد سعود الكريباني<br />القاص عبدالعزيز الفارسي<br /><span style="color:#ff0000;">18</span><br />من أعاد دورنتين ؟<br />إسماعيل كادريه<br />الصحفي عاصم الشيدي<br /><span style="color:#ff0000;">19</span><br />الأثر المفتوح<br />امبرتو ايكو<br />الباحثة عائشة الدرمكي<br /><span style="color:#ff0000;">20</span><br />فن الهوى<br />أوفيد<br />الشاعر والمترجم أحمد شافعي<br /><br />اسم البرنامج : <span style="color:#ff0000;">كتاب أعجبني</span><br />إعداد وتقديم : <span style="color:#ff0000;">سليمان المعمري</span><br />إخراج : <span style="color:#ff0000;">حمد الحبسي</span><br />إذاعة سلطنة عمان <span style="color:#ff0000;">1242</span> <span style="color:#ff0000;">am</span><br />أو <span style="color:#ff0000;">4</span><span style="color:#ff0000;">ر94 fm<br /></span>أوقات البث بشكل يومي :<br /><span style="color:#ff0000;">45ر9 صباحا</span><br /><span style="color:#ff0000;">10ر9 مساء<br />15ر1 صباح اليوم التالي </span></span></strong></div></div></div></div></div></div></div>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-36837922087200113492010-08-29T16:39:00.003+04:002010-08-29T16:43:35.727+04:00صالح العامري : النبرة المميزة التي لا يشبهها صوت<div align="justify"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh-oXsMO190TUcm6GE5MR5KML_uZYIHtvCDHC7ymBkXkqbePX9fTGGQFUAhAdOkljXJZyz8SlezNt11TZZEYvoLZhpePA94rPZ_6XAK7GOPGPhO9K2H-RhvKYBu_t9_XN4J6P1khSYQ_cU/s1600/saleh[1].jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5510811083708833666" style="DISPLAY: block; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 121px; CURSOR: hand; HEIGHT: 147px; TEXT-ALIGN: center" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh-oXsMO190TUcm6GE5MR5KML_uZYIHtvCDHC7ymBkXkqbePX9fTGGQFUAhAdOkljXJZyz8SlezNt11TZZEYvoLZhpePA94rPZ_6XAK7GOPGPhO9K2H-RhvKYBu_t9_XN4J6P1khSYQ_cU/s400/saleh%5B1%5D.jpg" border="0" /></a><br /><strong><span style="font-family:lucida grande;font-size:130%;"></span></strong><br /><strong><span style="font-family:lucida grande;font-size:130%;">( 1 )<br />كان صالح العامري ولا يزال أحد المؤثرين في المشهد الثقافي العُماني في العشرين سنة الأخيرة، ليس فقط بكتاباته الشعرية والنثرية التي ظل يثري بها الصفحات الثقافية المحلية، ولكن أيضا ببرامجه الاذاعية الثقافية المميزة التي حرص فيها على تقديم كثير من المبدعين والمثقفين العُمانيين بنفس حرصه على تربية الذائقة الأدبية للمستمع وتعريفه بثقافات العالم وكتابات مبدعيه المتنوعة ، وعلى الأخص تلك الكتابات الجديدة ، غير خاضع لسلطة النمط ، ولا لسطوة الأسماء الشهيرة اللامعة ، ومن هنا ظل العامري ينقب في بطون الكتب قديمها وحديثها عما يروي ظمأه هو أولا كمتعطش للمعرفة ، ثم مقدماً لنا اياها على طبق من أثير .. ولأني كنتُ وما زلتُ أحد الشغوفين بما يقدمه صالح العامري عبر أثير الاذاعة فقد آثرتُ أن تكون شهادتي هذه عن دوره التثقيفي المهم الذي قدمه ويقدمه من خلال برامجه الاذاعية ، نائياً بشهادتي عن التورط في الحديث عنه مبدعاً وشاعرا ، تماما كما فعل هو نفسه برشاقة ولباقة في شهادة مماثلة قدمها ذات يوم عن صديقه المبدع عبدالله حبيب متذرعاً بترك الخبز لخبازه .<br /><br />( 2 )<br />ان كان من شخص أدين له في دخولي العمل الاعلامي فهو بلا شك الشاعر والاعلامي صالح العامري ، الذي كان في منتصف التسعينات من القرن المنصرم – أي في الفترة التي كنتُ قد تخرجتُ فيها للتو من جامعة السلطان قابوس وبدأتُ رحلة البحث عن عمل – رئيسا لقسم البرامج الثقافية باذاعة سلطنة عُمان .. كنتُ قد تعرفتُ به قبل تخرجي بسنة أو سنتين ، لا أذكر متى بالضبط ولا كيف ، ولكن الأرجح أن ذلك كان بواسطة الصديق المشترك بيننا وزميل الدراسة الكاتب عبدالله خميس الذي عرفني بكثير من المثقفين في تلك الفترة .. كنتُ أسمع بعض برامج صالح العامري في تلك الآونة بنبرته المميزة التي لا يشبهها صوت، وأذكر منها على وجه الخصوص "عالم المسرح" الذي بدأتْ اذاعة سلطنة عُمان بثه عام 1993 واستمر حتى عام 1996 مقدما 133 حلقة عن أهم مسرحيات العالم ومؤلفيها، بدءاً بشكسبير وموليير وابسن ، ومروراً بتوفيق الحكيم وألفريد فرج وسعدالله ونوس ، وليس انتهاء بسماء عيسى .. لعلي كنتُ أتابع هذا البرنامج بالذات بحكم دراستي في قسم الفنون المسرحية .. ولعل هذا هو أيضا – أي دراستي للمسرح - ما جعل أول مقترح لي للتعاون مع الاذاعة باعداد برنامج عنوانه "عباقرة المخرجين في القرن العشرين" الذي تناول حياة وأعمال وفكر كبار المخرجين المسرحيين في العالم الذين عَبَروني في فترة دراستي ، كالروسي ستانسلافيسكي والبريطاني جوردن كريج ، والبولندي جيرزي جروتوفسكي ، والألماني برتولد بريخت وغيرهم .. قدمتُ تصور البرنامج للعامري بصفته رئيسا لقسم البرامج الثقافية متمنيا عليه في حال الموافقة أن يكون هو أحدَ مُقدّمَيْه .. وتمت الموافقة بالفعل بُعيْد أسابيع من تخرجي ، وقدمه صالح مع الزميلة بسمة المعولي بدءاً من يناير 1996 .. واستمر البرنامج بشكل أسبوعي لأكثر من دورة اذاعية ( الدورة الواحدة ثلاثة أشهر ) .. أثناء ذلك كنتُ قد قدمتُ رسالة طلب توظيف في الاذاعة وقابلتُ – بواسطة صالح – مدير عام الاذاعة آنذاك الأستاذ علي بن عبدالله المجيني ، الذي رحب بي ووعدني أن يكون اسمي مدرجاً ضمن المتقدمين لشغل وظائف في أقرب فرصة .. هذه الفرصة الأقرب جاءت بعد حوالي عام من هذه المقابلة العابرة ، حين نُشِرَ اعلان في الجريدة يطلب من 42 اسما التقدم للمقابلة الشخصية في يوم معلوم ، وكانت المفاجأة الصادمة لي أن اسمي لم يكن من بين هذه الأسماء .. فثارت ثائرتي وتقدمتُ برسالة تظلم الى الأستاذة منى المنذري التي خلفت المجيني في منصب مدير عام الاذاعة .. ومختصر الكلام فقد تمت - بمساندة من العامري ومن الأستاذ محمد بن ناصر المعولي الذي كان وقتذاك مدير دائرة التسجيل والمكتبة – اضافة اسمي الى المتقدمين لشغل الوظائف الاعلامية، ونجحتُ في المقابلة لأصبح زميلا لصالح العامري في الاذاعة بدءاً من 1 مارس 1997 ، وهي الزمالة التي لن تدوم للأسف أكثر من عام واحد ، حيث سيقدم صالح تقاعده المبكر عام 1998 ، لكنه لحسن الحظ سيظل متعاونا مع الاذاعة منذ ذلك التاريخ والى اليوم ، وعندما أتأمل هذا الأمر الآن أجد أن تقاعده ذاك خدم الاذاعة أكثر من كونه موظفاً فيها ، اذ أتاح له التفرغ للقراءة المكثفة والنوعية التي كانت سببا في غزارة انتاجه الاذاعي فيما بعد كمتعاون لا كموظف. ظل العامري يرفد الاذاعة بالكثير من الأفكار البرامجية الثقافية المميزة التي صنعتْ منه رمزاً من رموز الاعلام الثقافي في السلطنة .<br /><br />( 3 )<br />بعد تخرجي من الجامعة كنتُ متلهفاً لتكثيف قراءاتي وتنويعها في كتب نوعية تثري ثقافتي وتربي ذائقتي على الفن والجمال ، ولكن أنى لي ذلك ومكتبات بلادي تبيع أقلام الرصاص لا الكتب ، وان باعت فليس سوى كتب الطبخ والأبراج وكيف تتكلم اللغات في عدة أيام ؟! .. كنتُ أسمع بأسماء ثقافية مهمة وعناوين كتب بلا أمل في الحصول عليها سوى انتظار معرض مسقط للكتاب ، وعندما يأتي هذا المعرض يكتشف المرء أن ما يفتقده من كتب أكثر بكثير مما يجده . في خضم هذا بدأ صالح العامري في أول يوم من سنة 1997 بث برنامجه الاذاعي الأشهر "كتابات من العالم" الذي كان يقدم فيه "نتفاً وشذرات من فضاء الكتابة الخلاق" كما دأب على القول في ترحيبه بالمستمعين .. كان هذا البرنامج بالنسبة لي بمثابة كنز معرفي ، موسوعة معارف شاملة متنوعة تقدم لمتابعها مقاطع منتقاة من كتابات الأدباء والفلاسفة والمفكرين ، وترشده الى عناوين كتب مهمة كفيلة باثراء ثقافته وتوسيع مداركه .. كل ذلك مقترن بأداء العامري الهادئ البعيد عن التكلف .. لقد بلغ شغفي بهذا البرنامج أني كنتُ أسجل حلقاته وأعيد سماعها في سيارتي وخاصة في تلك الرحلة الطويلة – نسبيا – من مسقط الى صحم .. يصحبني صالح العامري في الطريق كرفيق سفر طيب ، يُسمعني أشعار المتنبي ودرويش وجاك بريفير وريتسوس ، ويسرد لي قصصاً مدهشة لبورخيس وكورتاثار ، يقرأ علي حكم التاو والزن ويُسمعني حكايات ايسوب وأسطورة اللقلق الدانمركي ، يحدثني عن جنون نيتشه وعبقرية بيتهوفن ، ويُلفتني إلى التقاطات باشلار وكليطو .. ومازلتُ إلى اليوم أحتفظ بما لا يقل عن عشرين شريط كاسيت من هذا البرنامج "المخضرم".. وأقول المخضرم لأن العامري بدأ بثه بشكل أسبوعي وهو ما زال موظفاً في الاذاعة، واستمر في تقديمه بعد تقاعده بشكل يومي حتى عام 2006 مقدما خلال هذه السنوات التسع 575 حلقة اذاعية .. ولأنني حفظتُ كثيرا من الشذرات التي سمعتُها تحديدا في هذا البرنامج ، ثم استشهدتُ بها بعد ذلك في كثير من مقالاتي سأقول إنني أدين بـ"ثقافتي" ( ان جاز التعبير ) لرجل اسمه صالح العامري .<br /><br />( 4 )<br />بدأت رحلة صالح العامري الاذاعية ببرنامج "مرايا ثقافية" الذي قدمه سنة 1989 – أي بعد سنة واحدة من توظفه في الاذاعة – وهو برنامج أسبوعي مدته ساعة يطرح على بساط الحوار قضايا ثقافية مرتبطة بالمشهد الثقافي العُماني آنذاك، مستضيفاً عددا من المثقفين العمانيين الذين لهم اسهاماتهم في هذا المشهد كالأستاذ أحمد الفلاحي والشاعر هلال العامري والدكتور محمد الذهب .. هذه الحوارات الثقافية المتعمقة سيخرج بها صالح بعد ذلك من الاطار المحلي الى اطار عربي أوسع في برنامجه الآخر "وجوه وأسئلة" الذي بدأ بثه عام 1990 وحاور فيه العامري نخبة من المثقفين العرب كالشاعر سيف الرحبي والناقدين عبدالله الغذامي ويمنى العيد، والمسرحي عوني كرومي والأديب عبدالقادر عقيل والدكتور محمد الرميحي وعبد الواحد لؤلؤة وغيرهم .. في السنة نفسها (1990 ) قدم صالح برنامجاً يوميا من اعداد هزاع بن جمعة الفارسي بعنوان "مصابيح فكرية" يعرف مستمعيه على مدى تسعين حلقة ببعض المصطلحات في الفكر والأدب والفن . وهذا البرنامج هو من البرامج القليلة التي اكتفى فيها صالح بالتقديم فقط من دون الاعداد ، تماما كما سيفعل لاحقا في "عباقرة المخرجين" سالف الذكر .. بعد ذلك بعامين ، أي عام 1992 قدم صالح العامري برنامج "الملتقى الثقافي" الذي شاركته تقديمه المذيعة بسمة المعولي وتضمن قطوفاً ثقافية مختارة من شعر وسرد وفكر ومسامع من أمسيات شعرية ومحاضرات ثقافية ، وأذكر أنني استفدتُ من هذا البرنامج مؤخراً باستلال مسمع من محاضرة للمفكر محمد بن عابد الجابري أثناء تغطية برنامجي "المشهد الثقافي" لرحيل هذا المفكر العربي قبل عدة أسابيع .. وفي العام نفسه ( 1992 ) قدم صالح برنامج "من الأدب الخليجي" الذي استضاف خلاله على مدى 39 حلقة العديد من الأدباء الخليجيين .. ستمضي سنة واحدة ليبدأ عام 1993 برنامجه "عالم المسرح" الذي سبقت الاشارة اليه ، ثم بعدها بعامين يقدم العامري برنامج "قضايا وآراء" ( 1995 ) الذي يستفيد خلاله من لقاءات مع كثير من الأدباء والمفكرين العرب سجلها أثناء رحلة له في عدد من المدن العربية .. وفي عام 1997 بدأ بتقديم "كتابات من العالم" كما سبقت الاشارة ، ثم قدم عام 1998 برنامج "مفاهيم نقدية" الذي يعرض بالشرح والتحليل -وكما يتضح من العنوان - بعض المفاهيم التي تعورف عليها في النقد الأدبي كالإبداع والسيرة الذاتية والنقد المقارن وغيرها .. أما في عام 1999 فقد قدم برنامجه "أنفاس مبدعة" الذي سلط فيه الضوء على مبدعين عالميين وعرب أثروا العالم بأدبهم ولغتهم وخيالهم الخصب من أمثال بورخيس وريلكه والمتنبي ولوركا وطاغور ، معرجاً كذلك على أدباء عمانيين كسماء عيسى وزاهر الغافري ومحمد الحارثي وناصر العلوي وعبدالله الريامي ويحيى اللزامي .<br />وعندما تأتي الألفية الجديدة يستقبلها صالح سنة 2002 ببرنامج "ظلال المعنى" الذي شاركته تقديمه المذيعة هند الحجري وتناول فيه في كل حلقة كلمة عربيةً ما ( الروح ، الضحك ، الذكرى ، السر ، الحب ، النار ، الخ ) متتبعا معانيها المختلفة في اللغة وأهم ما كتبه الأدباء والفلاسفة والمفكرون حول هذه الكلمة ، وهو برنامج شبيه الى حد ما ببرنامج آخر سيقدمه العامري عام 2007 بعنوان "كلمات ليست كالكلمات" .. وهذه السنة أيضا ( 2007 ) شهدت ثلاثة برامج أخرى لصالح العامري هي : "رهافة الوصف" الذي تناول في نحو 30 حلقة أجمل ما قيل في وصف الكائنات والأشياء ، كوصف العمى لبورخيس والمعري ، ووصف الطبيعة لجوته ، ووصف موت ظبية حي بن يقظان لابن طفيل ، ووصف الغربة والغريب لأبي حيان التوحيدي ، ووصف الذئب للشنفرى ، وبرنامج "شواخص فنية" الذي سلط الضوء على عدد من الأعمال التشكيلية الخالدة لعدد من فناني العالم كرمبرانت وبيكاسو وفان جوخ وخوان ميرو ، وبرنامج "من روائع الرواية العالمية" الذي تناول فيه عددا من الروايات العالمية المهمة كـ"الجريمة والعقاب " لدستويفسكي، و"موبي ديك" لهرمان ميلفيل، و"كائن لا تحتمل خفته" لكونديرا ، و"موسم الهجرة الى الشمال" للطيب صالح ، وفي هذا البرنامج اكتفى العامري بالاعداد تاركاً مهمة التقديم للمذيعَيْن سعيد الزدجالي وباسمة الراجحي، وهو الأمر ذاته الذي تكرر في البرنامج الصباحي "أشواق الصباح" الذي كتبه العامري عام 2009 بلغة شعرية أخاذة وقدمه المذيعان عايدة الزدجالي وسعيد العميري .<br /><br />( 5 )<br />نصل الى سنة 2008م التي نستطيع القول بشيء من اليقين بأنها السنة الأغزر انتاجاً اذاعياً لصالح العامري ، حيث قدم فيها وحدها سبعة برامج ، هي : "كيف رحل هؤلاء" الذي شاركته تقديمه هند الحجري وقدم فيه سرداً للأيام الأخيرة في حياة نحو ثمانين من مشاهير الأدب والفكر والفن كالحطيئة وابن المقفع وأمل دنقل ودستويفسكي ونوفاليس ، وغيرهم .. ثم برنامج "مدن ومشاهير" الذي تناول فيه ثلاثين مدينة عربية وعالمية وأهم المشاهير الذين ارتبطت بهم هذه المدن وما كتبوه وقالوه عنها ، وبرنامج "رسائل" الذي قدم فيه اثنتين وثمانين رسالة مختلفة لمشاهير الأدب والفكر والفن ، كرسائل جبران خليل جبران لمي زيادة ، ونزار قباني لأمه ، وفيرتر لوليم في رائعة الألماني جوته "آلام فيرتر" وغيرها ، وبرنامج "وجوه وظلال" الذي قدم فيه نحو ستين مهنة أو صفة بشرية وما قيل أو كتب فيها من شذرات أدبية وفلسفية كالحطاب والراعي والجندي والفلاح والحارس والمهرج ، الخ ، وبرنامج "لقاءات الزمن الواحد" الذي عرض فيه في كل حلقة من حلقاته الثلاثين الجوانب المشتركة بين شخصيتين شهيرتين عاشتا في زمن واحد مثل امرؤ القيس وعلقمة الفحل ، ولاو تسو وكونفوشيوس ، ورامبو وفيرلين ، وبرتراند راسل وهنري برجسون، وغيرهم ، وبرنامج "وشائج خالدة" الذي تناول فيه صلات ربطت بين شخصيات ثقافية في علاقات كان لها دور في هذه الشخصيات كعلاقة المتنبي بجدته ، والسياب بأمه، وجمال الدين الأفغاني بمحمد عبده ، وسقراط بأفلاطون ، ولوركا بأصدقائه ، وبرنامج "علامات دامغة" الذي سلط الضوء على علامةٍ ما اشتهر بها أحد المشاهير كمصباح علاء الدين، وعُود الفارابي، وديك سقراط، وغراب قابيل ، وحذاء امبادوقليس .<br />( 6 )<br />في عام 2009 قدم صالح العامري برنامج "رؤى" الذي ينتقي بعض الشذرات المكتوبة من قبل أدباء ومفكرين وفلاسفة ، والتي تعبر عن رؤاهم في مواضيع متنوعة ، وقد قدم من هذا البرنامج 169 حلقة ، كما أعد البرنامج الصباحي "أشواق الصباح" الذي سلفت الاشارة اليه ، علاوة على استمرار برنامج "كيف رحل هؤلاء؟" الذي بدأ عام 2008 . وأخيرا وليس آخرا برنامج "أقنعة فنية" الذي قدم ثلاثين شخصية شهيرة في الأدب والفلسفة والثقافة العالمية اختارت الظهور بغير أسمائها الحقيقية ، كأدونيس ومارك توين .<br />أما في عام 2010 فقد قدم برنامج "يوميات وذكريات" في نحو 150 حلقة تقدم كل منها جانباً من أدب السيرة الذاتية والمذكرات واليوميات للعديد من الأدباء والمفكرين والفنانين مثل محمود درويش ونزار قباني وصبحي حديدي وجان جاك روسو وسلفادور دالي وغيرهم . أما البرنامج الآخر الذي قدمه في 2010 فهو "ثنائيات" الذي يتناول مفردتين متضادتين ( كالقوة والضعف ، والصمت والكلام ، الخ ) وما قيل وكتب عنهما في الأدب والفكر والعلوم .<br />( 7 )<br />حاور صالح العامري خلال مسيرته الاعلامية التي تجاوزت العشرين عاما عشرات المثقفين العمانيين والعرب ، ولكنه للأسف يرفض حتى اليوم أن يكون هو المحاوَر ( بفتح الواو ) ، ولقد باءت كل المحاولات لمحاورتِه – مني ومن غيري – بالفشل ، وأقصى ما استطعتُ الظفر به منه شهادتان مسجلتان للبرنامجين الاذاعيين "حوارات ثقافية" ، و"ساعة مع قاص" ( عام 2006 ) عن صديقيه المبدعَيْن عبدالله حبيب وزاهر الغافري ، هما من أجمل الشهادات التي قُدمتْ في ذينك البرنامجين .<br />( 8 )<br />يختتم صالح العامري احدى شهادتيه الاذاعيتين اللتين أشرتُ اليهما أعلاه ، بهذه العبارة التي لا أجد أنسب منها لأختتم أنا بدوري شهادتي عنه :<br />"ما يبقى هو القلب ، القلب اليتيم المحصن عن التلوث ، القلب المنخرط في الحنين والحب ، في السؤال والكتابة" .<br /><br /><br /><br /><br /><br /></span></strong><br /></div>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com3tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-13060255567676415542010-07-07T20:19:00.003+04:002010-07-07T20:29:34.880+04:00يوميات بيروت<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEia5i_BkpoG8DIdXRIUmw4-AecZGmbbBfnuFVJ-JogFLPWKiI3Ei-xSOg1G0aqojUoKA8Eg22kwu5Cv-QQroKGxC0hPNsy8TwaIJwGBZcURWLsdVLrQwn_1ZNH9B4cl5VpRJckpfadQp2M/s1600/200811269794%5B1%5D.jpg"><img style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 400px; DISPLAY: block; HEIGHT: 298px; CURSOR: hand" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5491202034894750370" border="0" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEia5i_BkpoG8DIdXRIUmw4-AecZGmbbBfnuFVJ-JogFLPWKiI3Ei-xSOg1G0aqojUoKA8Eg22kwu5Cv-QQroKGxC0hPNsy8TwaIJwGBZcURWLsdVLrQwn_1ZNH9B4cl5VpRJckpfadQp2M/s400/200811269794%5B1%5D.jpg" /></a><br /><div align="center"><span style="font-family:verdana;"><strong><span style="font-size:180%;"><span style="color:#ff0000;">لا يرى بيروت الا من كان بصر عينيه في قلبه<br /></span></span></strong></span></div><br /><p><span style="font-family:verdana;font-size:180%;"><strong></strong></span></p><span style="font-family:verdana;font-size:180%;"><br /><p><br /><strong><span style="color:#330099;">الخميس 24 يونيو 2010 :</span></strong> </p><br /><p align="justify"><br /><strong>مساءً نخرج للتنزه على الكورنيش فتكافئنا بيروت بالمطر .. انها تمطر في عز الصيف .. مطر ليليٌّ حانٍ يحيل المشي من مجرد رياضة الى عناق للمطلق .. بيروت أحبتْنا ، ما في ذلك شك .. فسأعرف لاحقا من موظف استقبال الفندق أنها نادرا ما تمطر في الصيف .. ولا أظن خالد الزيدي مخطئاً أو طاعناً في الرومانسية عندما اعتبر أن "هذه دموع بيروت لاقتراب رحيلنا" .. البشر الذين كانوا يملأون الكورنيش وأرصفته اختفوا فجأة مع المطر .. علق سالم الرحبي : " أهل بيروت أدرى بأزقتها ومخابئها السرية ". لا يرى بيروت إلا من كان بصر عينيه في قلبه، لا بصر قلبه في عينيه ، فمهما ادعيتَ أنك أحببتَ هذه المدينة وأحبتك فلن تستطيع المجازفة بالزعم أنك عرفتَها .. انها فتاة لعوب لا تبدي لك من مفاتنها الا ما يشجعك على التوغل فيها أكثر ، وفي اللحظة المناسبة تعرف كيف تتملص منك بلباقة ، تماما كما فعلتْ بخالد الذي من فرط غوايته بها طلب يدها للزواج فرفضته على الفور، ولكي لا تؤذي مشاعره هدهدتْه الى أن نام، وحين استيقظ كان يظن أن ما جرى ليس أكثر من حلم !! ..<br />من على شرفة الغرفة 504 في الطابق الخامس لفندق Sultan Palace يمكن مشاهدة أهل بيروت يسعون في مناكبها كالنمل يحرسهم صوت المؤذن وأبواق السيارت وأنين محركات الدراجات .. والمتسولة التي اعتادت الجلوس أمام مدخل الفندق مادةً يديها للمارة احترمت رغبة المطر فابتعدتْ ..<br />بيروت في المطر مدينة مختلفة تماما .<br /><br /><span style="color:#330099;">صباح الأربعاء 23 يونيو 2010 :</span></strong></p><br /><p align="justify"><strong><br />لا أحد يستطيع أن يحدس ما الذي تفكر فيه امرأة حامل تنظر الى نفسها في المرآة عارية ! ॥ لعلها تستحضر شعور طفلها حين سينقذف الى هذه الفانية بعد شهرين أو يومين ، أو ثلاث دقائق ، لا فرق .. لا يمكن أن يكون نبيل مروة قد وضع هذه اللوحة بالذات اعتباطا .. هكذا في واجهة مكتبه ، أعلى الكرسي الذي يجلس عليه مباشرة، بحيث تكون في مواجهة الجالس أمامه । هناك أكثر من تأويل لهذا الأمر .. كناشر عربي مهمّ لا بد أنه يدرك أن مكتبه هذا قِبلة لكثير من الكتّاب والأدباء العرب .. المسألة اذن أنه يُجلس الكاتبَ أمامه ويقول له بطريقة بليغة وهادئة وغير مباشرة : أنت أيضا حامل بكتابك هذا الذي تُريد نشره ، وأنا القابلة .. ولكن ، ما لم يكن كتابك يعبر عنك بصدق وشفافية ويجعلك تتأمل ذاتك وعُريك بعمق كما تتأمل هذه المرأة الحامل نفسها في اللوحة فعليك أن تبحث عن دار نشر أخرى .. هذا ان كان الجالس كاتباً أو فناناً ، ولكن ماذا لو كان مُجالِسُ نبيل مروة مجرد قارئ عادي وممن يستهجنون العُري في الفن .. لعل الرسالة المبطنة هنا اذن هي : "كلمني بتواضع من فضلك ، وانظر الى عيني مباشرة ، أما ان رفعتَ عينك عني فلن ترى الا العُري" .. سألتُه : لمن هذه اللوحة ؟ ، أمال رأسه للخلف وتأملها ثم قال : "هي لفنانة لبنانية اسمها ريم الجندي ، والمرأة التي في اللوحة بالمناسبة هي نفسها ريم التي رسمتْ نفسها وهي حامل" .. هذا لزوم ما لا يلزم يا أبا علي .. لماذا تشوش على خيالي وتمنعني من أسطرة امرأة اللوحة باحالتها الى واقع !! .. "وهذه لوحة أخرى لنفس الفنانة على الحائط خلفك" يضيف .. ألتفت للخلف فأرى أمرأة أخرى بثدي عار ولكن لا يبدو أنها حامل .. أفكر أنهما لوحتان تصلحان بامتياز لأحد أعداد مجلة "جسد" التي قلتُ لمروّة انها أكثر (كتاب) أُوصيتُ به من عُمان !! ..<br />فيما بعد ، وتحديداً في مساء اليوم ذاته - حيث سأكون مدعواً لعشاء في بيت صاحب "الانتشار العربي" بصحبة الزميلتين هدى وجميلة الجهوريتين – سأتأكد الى أي مدى هو عاشق للفن التشكيلي هذا الـ"نبيل مروة" .. فها هي صالة بيته تزدحم بلوحات متنوعة لفنانين لبنانيين وعراقيين ويمنيين، بل وعُمانيين.. فهذه لوحة مهداة اليه خصيصا من الفنانة نادرة محمود ممهورة بتوقيعها المؤرخ سنة 1993 ، هذه الفنانة التي لم يمض شهران على وقوفي شاهداً ( مع الصديق عبدالرزاق الربيعي ) على اعجاب الفنان نصير شمة الشديد بلوحاتها التي رآها أثناء زيارته الجمعية العمانية للفنون التشكيلية ، الى درجة أنه قرر أن يبحث عن هاتفها ليدعوها بنفسه الى حفلة العود بالجامعة .<br /><br /><span style="color:#330099;">مساء الأربعاء : 23 يونيو 2010</span> </strong></p><br /><p align="justify"><br /><strong>دوي طلقة كبيرة أقرب الى الانفجار ، مصحوبة بزعيق أبواق مزعج .. يهب نديم على الفور خارجاً من الصالة ، ليعود بعد دقيقة معلنا : "ألمانيا سجلت هدفا" .. نواصل حوارنا الذي قطعتْه فرحة الهدف .. نعود الى الحديث عن ربيع جابر وعبده خال وعادات التنميط التي تقع ضحيتها بعض المجتمعات العربية .. كنا قد وصلنا - أنا والجهوريتان - الى بيت نبيل مروة في سيارة ابنه نديم ، لنجد في انتظارنا أيضا ضيوفاً آخرين منهم حسن ياغي مدير المركز الثقافي العربي الذي نشر لجمعية الكتاّب مؤخرا كتاب "الكلمة بين فضاءات الحرية وحدود المساءلة " .. أسأله عن سر غيابه عن معرض مسقط الأخير فيعتذر مؤكدا أن حالة وفاة هي ما منعه من الحضور .. انفجار آخر مدوٍّ يُخرِجُ نديماً مرة أخرى .. يعود ولكن أصوات الانفجارات المصحوبة بالأبواق المزعجة لم تتوقف .. يعلن نديم : "ألمانيا فازت على غانا " .<br />من يرى بيروت هذه الأيام يظن أنها هي من يستضيف المونديال لا جنوب أفريقيا .. أعلام الدول المرشحة للفوز في كل مكان .. البرازيل في المقام الأول ( نظرا لأن كثيرا من اللبنانيين يقيمون هناك ، كما يحلل الكاتب والاعلامي وليد شميط ) ، ثم ألمانيا .. وبدرجة أقل الأرجنتين وايطاليا وفرنسا .. الشاشات الضخمة تملأ المقاهي والمطاعم والنوادي الليلية .. والأعلام تزين السيارات وواجهات المحلات .. هيكل حداد ( رئيس تحرير العلاقات العربية بدار الصياد في لبنان ) يخبرنا ونحن متجهون الى رأس النبع – فيما يشبه الاعتذار - أن ابنه هو من وضع علم البرازيل في مقدمة سيارته .. احتفالات فوز ألمانيا يتعالى صخبها فتفتح أم علي النافذة لتنظر .. لبناني منزعج يخرج من شرفته في الطابق السادس ليسكب الماء فوق المحتفلين الشباب وهو يصرخ بعبارات شتم .. انفجار قوي آخر يرغم أم علي على غلق النافذة بسرعة وكأنها بذلك ستمنع الصوت من الدخول .. تسألها هدى : "هل تحتفلون هكذا عندما يفوز منتخب لبنان " ، ترد أم علي على الفور : "مش لما نفوز .. لما نموت ما حدا دريان فينا " ! .<br /><br /><span style="color:#330099;">مساء السبت: 26 يونيو 2010 </span></strong></p><br /><p align="justify"><br /><strong>هل أطلب منه ذلك الآن ؟! .. ولكن ماذا لو ربط طلبي بالمعلومات التي ذكرها قبل قليل ، ألن يتشاءم مني ؟! .. سأظل ممزقا بين هذين الخيارين فيما يواصل هو تعريفي بالمنطقة .. كنا قبل قليل قد قرأنا الفاتحة على ضريح رفيق الحريري ، وشاهدنا أكاليل الزهور الموضوعة على قبره ، ثم ها نحن نتجول في المنطقة المحيطة .. يتحدث وليد شميط عن التنوع المعماري المهم الذي تزخر به بنايات ساحة النجمة ، والذي يعكس عدة حضارات انسانية .. هنا مبنى مجلس النواب اللبناني ، وبالقرب منه مبنى صحيفة الحياة ، وأسفل منه مقر مؤسسة الفكر العربي .. ليس لهذه الأسباب فقط تبقى ساحة النجمة مزاراً سياحيا مهمّا ..بل أيضا لوجود مقهى "L,ETOILE" أو النجمة .. هل أطلب منه أن نجلس فيه قليلا ؟! .. كلا .. سيتشاءم .. فقد أخبرني للتو أن هذا هو آخر مكان جلس فيه رفيق الحريري قبل اغتياله .. كان ذلك قبل خمس سنوات ، حين خرج رئيس الوزراء اللبناني الأسبق مبكراً من جلسة مجلس النواب فقرر أن يستريح قليلا في مقهى "L,ETOILE المجاور .. سيشرب الحريري قهوته أو شايه ( لا أدري بالضبط ماذا شرب في ذلك اليوم ) ثم سيغادر موكبه المكان ، ليكون بعد دقائق معدودة الخبر الأول في كل وكالات أنباء وفضائيات العالم ، ولتتناقل هذه الفضائيات صورة الشاب اللبناني الذي كان يحترق أمام العالم .<br />أذكر ذلك اليوم جيدا ، فقد كتبتُ من وحيه مقالاً لصحيفة عُمان عنوانه "حبك نار" ربطتُ فيه بين النار التي خلفها ذلك الانفجار الضخم وبين تاريخ 14 فبراير الذي وقعتْ فيه الحادثة ، والذي هو للمفارقة يوم عيد الحب ! ..<br />- مش عم بترد<br />يقول وليد شميط بنبرة لا تخلو من القلق على زوجته الروائية رفيف فتوح التي خلفناها وراءنا في مكان قريب من ساحة النجمة وبصحبتها هدى وجميلة .. ولكنهن ما يلبثن أن يظهرن فجأة فيقترح شميط أن نقعد قليلا في مقهى لنرتاح ونشرب شيئا .. قلتُ على الفور : "يا ريت " وأنا أمني النفس أن يختار مقهى L,ETOILE الذي يبعد عنا خطوات قليلة .<br />ولكنه اختار مقهى آخر । </strong></p><br /><p align="justify"><strong><br /><span style="color:#330099;">الأثنين 21 يونيو 2010:</span> </strong></p><br /><p align="justify"><br /><strong>الساعة الثانية ليلا .. أقلب القنوات بسرعة بحثاً عن قناة عُمان.. لا أنتظر برنامجا بعينه ، بل فقط هي عادة أَلِفتُها في سفري أن أبحث عن وطني في التليفزيون .. كالعادة ليست الفضائية العُمانية من القنوات الفضائية المفضلة لدى الفنادق العربية .. مديرها العام سيصل لبيروت بعد عدة أيام بصحبة مدير البرامج ، ولكن بالتأكيد ليس ليتأكدا أن قناة عُمان تبث في الفنادق البيروتية .. أتوقف عند قناة الجديد اللبنانية وصورة مألوفة لدي .. يا الهي ! .. هذه فيروز .. أخييييراً رأيتُ فيروز تتحدث لا تغني .. مرة قرأتُ أننا نحب فيروز كثيرا لأنا لا نسمعها تتحدث .. السنوات الأربع والسبعون بادية على محياها ارهاقا وحزناً على شيء ما .. لعله الحنين للرجل الذي تتحدث عنه، والذي سأعرف لاحقا من الصديق النمام جوجل الانترنتي أن اليوم هو ذكرى رحيله الرابعة والعشرون ( مات في 21 يونيو 1986 ، وهو ما يجعلني أجزم أن فيروز لا يمكن البتة أن تكون استمتعت بمونديال مارادونا في المكسيك ) .. كان عاصي الرحباني شريك حياة بمعنى الكلمة : فهو لم يكن زوجاً لفيروز وأباً لأبنائها الأربعة فحسب، بل قبل ذلك وأثناءه وبعده مكتشفاً وراعيا وحارساً أمينا لموهبتها الفذة .. كانت تتحدث عنه بحب شديد " حبيت صور عاصي ومطارحو ، ودخلت عليها وما عاد فيي اطلع منها ( ... ) ترك لنا جمال كتير وفل بكير " ، وان أمكن من بين كلمات الحب تلك استنتاج الى أي مدى كان عاصي صارماً وديكتاتورا في تعامله مع فيروز ومع فرقته الموسيقية "في الوقت، هوّي اللي بيقول كل الإشيا وبيحدِّد، الحقيقة مع الوقت" .. أجمل ما في الفيلم بساطته ، فقد كان يتنقل برشاقة بين كلام فيروز البسيط الذي يبدو أنه ارتجالي عن عاصي ، وكلامه هو عن نفسه من خلال لقطات ممنتجة من مقابلات تليفزيونية قديمة بالأبيض والأسود ، مدعماً ذلك بمقاطع من أغاني فيروز الرحبانية وأفلامها ومسرحياتها .. كانت الكاميرا تركز على وجه فيروز في لقطة مقربة ، لدرجة أنها حتى حين يغلبها الحزن ويتهدج صوتها فتصمت لثوان قليلة تظل اللقطة ثابتة على وجهها الى أن تستعيد رباطة جأشها وتعود للكلام من جديد .. قالت فيروز انها كانت بجوار عاصي وهو يعزف الموسيقى ، فسمعت صوت تنفسه فخامرها الخوف عليه من أن يكون هو خائفاً عليها !.. من حديث فيروز أستطيع أن أحدس أن عدم ظهورها في حوارات اذاعية أو تليفزيونية كان خطة عاصيّة ( نسبة الى عاصي ) لحراسة موهبتها ، فهي تحكي الآن أنه كان يمنعها حتى من تحية الجمهور بحجة أن عملها/ غناءها هو فقط الذي يفترض أن يكون معبرا عنها ، ومرة واحدة فقط سمح لها بعد احدى المسرحيات – وبعد الحاح منها – أن تعود الى المسرح لتحيي جمهورها !.<br />السؤال الذي يتبادر الى ذهني الآن : أين زياد من كل هذا ؟ .. صحيح أن الذكرى هي ذكرى عاصي ، ولكن أليس زياد بذرةً منه ؟! .. ألم يلحن زياد "سألوني الناس" عندما كان أبوه راقداً في المستشفى ؟! ، ألم يكن عاصي من المعجبين بـ"ع هدير البوسطة" لدرجة أنه هو من قرر أن تغنيها فيروز ؟!! .. على الأقل كنتُ أتمنى أن أعرف لماذا أصبح زياد مختلفاً ؟! هل لنظرية قتل الأب دور في هذا ؟! ، وكيف رضيت فيروز بالانسياق وراء زياد ؟! ، هل هي العاطفة الأمومية التي تسعى لانجاح ولدها بأية طريقة حتى وان لم تكن مقتنعةً بها ؟ ، أم هي ديكتاتورية الزوج التي جعلتها تسعى للتنفس عن طريق الابن ؟ أتُراها رأت فيه صورة والده التي أحبتها ؟!، أم أنها فعلا مقتعة بتجديد زياد في الموسيقى ؟! .. ستزداد حيرتي أكثر حين أعرف في نهاية الفيلم أن مخرجته ومنتجته هي ريما الرحباني ابنة فيروز وعاصي وشقيقة زياد !! .. " اذا كان الفيلم عائلياً محضاً فأين زياد يا ريما ؟ " سألتُ جوجل فيما بعد ، فأجاب بتصريح منها أن ذلك مرده إلى عفوية الفيلم وعدم التخطيط له "فكل شيء جرى دون تخطيط وفجأة ، وكان التصوير في عشرة أيام فقط" ! .. قالت "عفوية" قالت .. حسنٌ يا ريما .. كل شيء جائز ، ولكني أعرف أن يوم القيامة فقط هو الذي ينشغل فيه الولد عن أبيه ، وأمه وبنيه ، وفصيلته التي تؤويه!. ثم ألا تقولين في التصريح ذاته ان "محاولات تجاهل عاصي وتزوير تاريخه دفعني لإنتاج الفيلم" ، ألا يعني هذا أن ثمة تخطيطا وراء الفيلم ، وقراراً نابعاً عن تفكير !! ..<br />الآن أنا أستمع لأغنية "لبيروت مني سلام " في السي دي الذي تلقيتُه هدية من الأستاذ حسان الزين قبل يوم من رحلينا عن بيروت ، ولا يزال حلمي القديم الجديد يتراقص داخلي بيأس : "متى سأرى فيروز تغني في مسقط ؟! "<br /></strong><strong><span style="color:#330099;"><br />صباح السبت 26 يونيو 2010 :</span></strong></p><br /><p align="justify"><br /><strong>حدث هذا في مكتبة "واي ان" .. شعور لذيذ عصي على الوصف أن تدخل مكتبة للبحث عن كتاب لأحد كتابك المفضّلين ، وحين تمسح بعينك المكان بحثا عن هذا الكتاب اذا بها ترتطم بكتاب آخر : كتابك أنت ! .. كنتُ أبحث في الأرفف عن كتاب حوارات محمود درويش مع الشاعر والصحفي عبده وازن ، حين سمعتُ صوتاً ليس غريبا عني : "هاي .. ألا تتذكرني يا صاح .. أنا ابنك ؟! " قالها الكتاب بنشوة .. أحمل "القمر" في يدي وأحضنه .. يسألني : "أين أبي الثاني ؟ " ، أجيبه بحنان : " في كندا .. قد يأتي ذات يوم ويراك صدفة أيضا" .. أمسح الغبار عن وجهه وأعيده الى رفّه ، وأذهب لأسأل أمين المكتبة "أين أجد كتاب "يقع الغريب على نفسه" ؟ .. بعد أن نقر على الحاسوب اعتذر الأمين عن عدم توفر نسخ من هذا الكتاب ، ولكني حين خرجتُ كان يخالجني شعور أنني أنا ذلك الغريب الذي وقع على نفسه ! .<br />بيروت هي مدينة الكتب بامتياز .. تفصل بين المكتبة والمكتبة مكتبة ثالثة .. وعلى المرء أن يكبحأنأن يكون مدرباً نفسه جيدا على كبح جماحه أمام الكتب والا لكانت كل مشترياته من بيروت كتبا .. ومن كان مثلي معبأ بعقدة الكتاب العُماني وانتشاره فقد كان طبيعيا جدا أن يصرف تركيزاً أكثر لاكتشاف كتب عُمانية في هذه المكتبات .. لم تكن الحصيلة سيئة ، فقدر رأيت كتابي في مكتبة انطوان ، و"كورون" علي الصوافي ودراسة رفيعة الطالعي عن الرواية في الخليج في مكتبة بيسان ، و"سيدات قمر" جوخة الحارثي في مكتبة "فيرجن" . وفي هذه المكتبة الأخيرة ثمة طريقة مبتكرة لترويج الكتاب وتسويقه .. تصطف الكتب على جانبي الدرج المؤدي للطابق الثاني الذي تباع فيه الكتب .. يصعد الزائر وهو يتأمل في الدرج عناوين الكتب التي ستكون بانتظاره .. عرفتُ من وليد شميط - مرافقي في رحلتي لهذه المكتبة - أن "فيرجن" هي مكتبة عالمية لها أفرع كثيرة في العالم ، ولكن لا يوجد في الوطن العربي الا فرع بيروت ، وقد أسسها مثققف بريطاني يُدعى ريتشارد برنسون بهدف تشجيع الشباب على القراءة من خلال بيع الكتاب جنبا الى جنب مع الموسيقى والأجهزة الالكترونية .<br />ثمة كتب جديدة كنتُ أرتطم بها في معظم المكتبات التي زرتُها ، وهي تكشف الى أي مدى ذوق قراء بيروت متنوع ومتعدد الاتجاهات .. من هذه الكتب : "رياض الصلح" لباتريك سيل ، "أبناء ودماء" رواية لمياء بن ماجد بن سعود ، "اقتل خالد .. عملية الموساد الفاشلة لاغتيال خالد مشعل وصعود حماس" لبول ماغوو ، "الأمير بندر بن سلطان" لوليم سيمبسون .. "العز في القناعة ..رأس الخيمة ومحيطها قبل النفط" لوليام وفيدلتي لانكستر ، "بيروت في قصائد الشعراء .. دراسة ومختارات" لشوقي بزيع ، "صلاة ، طعام ، حب .. امرأة تبحث عن كل شيء" لاليزابيث جيلبرت ، "اللوح الأزرق" لجيلبرت سينويه ، والمجموعة الكاملة لجبران خليل جبران بالعربية .<br /><br /><span style="color:#330099;">الأحد : 27 يونيو 2010</span> </strong></p><br /><p align="justify"><br /><strong>طلبٌ غريبٌ من شرطي مطار رفيق الحريري لثلاثة شبان عُمانيين على وشك مغادرة بيروت وهم يلهجون بحبها .. طلبٌ بالاشارة فقط ، فهو لا يعرف أن اسمها "كمة" .. كنا قد خرجنا من فندق Sultan Palace قبل ذلك بحوالي نصف ساعة مرتدين دشاديش بدون اتفاق مسبق .. ولأنه زينا الرسمي فان لكل دشداشة كمّة مساوية لها في الاعتبار ومتعالية عليها في الاتجاه .. وحده خالد الزيدي ارتدى القميص والبنطال برأس حافٍ ، وعينين مسددتين للفراغ ، معفياً نفسه من مواقف غير محسوبة .. "ارفعوا الكمة اذن لنرى ماذا تخبئ رؤوسكم " قالها الشرطي بيده .. لحظتها أمكن سماع ضحكة صلعة سالم فَرِحة بفرصة غير متوقعة للتنفس في الهواء الطلق .. رفع سالم كمته الخضراء فطارت فكرة من رأسه وحطت على يد الشرطي ، تأملها هذا الأخير بتركيز شديد سبق أن تدرب عليه : رأى حنيناً لطفلين صغيرين وأمهما، وانتظاراً لشهادة جامعية من بلاد بعيدة ، وشيوخاً هرمين ينظرون اليه بتوجس وهو يمد اليهم ميكروفونا صغيرا ويسأل : "أين كنتَ قبل أربعين عاما ؟ ".. عادت الكمة الى صلعة سالم من غير سوء فوجه الشرطي اشارته الى كمة خميس الزرقاء الفاتحة .. طارت أفكار خميس بعيداً عن الشرطي الذي ظل يلاحقها بعينيه : رأى صفحة طويلة يزدحم فيها شعراء ومتشعرون ، وسيمون وبدناء .. وطفلا صغيرا يزحف الى المطبخ محاولاً أكل السخام .. وبيتين من قصيدة جديدة :<br />تدري الزمن ظالم أنا أيش سوا لي ؟! ... حملني جدار همي "م" أكثر طياحه<br />خذني وانا المنكسر بي ضايق بالي ... هو الشقا لي وباقي الناس مرتاحة<br />واذا كنتُ أنا من "باقي الناس" الذين أشار اليهم خميس الا أنني لم أكُ مرتاحاً البتة بخلع كمتي الصفراء .. فما ان ارتفعتْ بضعة سنتمترات عن رأسي حتى طارت أفكار كثيرة كان يمكن أن تكون صالحة لهذه اليوميات ، ولم يتبق لي سوى الكتابة عن ثيمة خلع الكمة ! .<br />ولكن مهلا ، لماذا هذا التهكم ؟! .. هل تجاوز الرجل حدود وظيفته ؟! .. لماذا لا ننظر للأمر من زاويته المشرقة : هناك منفذ للتهريب خاص فقط بنا نحن العُمانيين .. علينا أن نفخر بذلك .. علينا أن نفخر بأن الكمة عمانية حتى وان كانت ذات أصل أفريقي ، فالعبرة بالخواتيم لا بالبدايات .. فمن قال ان الديمقراطية التي تصم بها أمريكا آذاننا ليل نهار هي أمريكية الأصل ؟! .. ثم هل كان ذلك موقفاً موجهاً ضد الكمة ؟! .. ألا يطلبون في بعض المطارات من أصحاب البناطيل ( ومنهم لبنانيون بالتأكيد ) أن يخلعوا أحزمة بناطيلهم أمام العالم ؟! .. ناهيك عن أن هناك زاوية ثالثة للنظر لهذا الأمر : بيروت تسألنا – عن طريق أحد أبنائها المخلصين الساهرين على أمنها وسلامتها - : "كيف كانت رحلتكم ؟! وكيف وجدتم كَرَمي ؟ هل ترفعون له القبعة ؟!" .. نعم .. نرفع لك القبعة يا بيروت .. نرفع لك الكمة .</strong> </span></p>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-62397356333967731912010-06-28T13:37:00.003+04:002010-06-28T13:45:54.582+04:00وأنت .. ماذا ستعطين دمي أيتها الغيوم ؟!*<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhYo3JhcemSvFzIoYS0NIEUXdmUGCZRTMWL4ApVFfx0Fr_6otgUJ71z3aLdrXkCs2K9gBq6yu-EZIh2jjghfbKjdC4tH9wzC2PHbyVZuaYzFtZNpKQxNN59aNln5I1kthtYXuGeEMEcv_M/s1600/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9+%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1+%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89.JPG"><img style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 266px; DISPLAY: block; HEIGHT: 400px; CURSOR: hand" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5487757470204409410" border="0" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhYo3JhcemSvFzIoYS0NIEUXdmUGCZRTMWL4ApVFfx0Fr_6otgUJ71z3aLdrXkCs2K9gBq6yu-EZIh2jjghfbKjdC4tH9wzC2PHbyVZuaYzFtZNpKQxNN59aNln5I1kthtYXuGeEMEcv_M/s400/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9+%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1+%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89.JPG" /></a><br /><span style="font-family:verdana;"><strong><div align="justify"><span style="font-size:180%;color:#ff0000;">عن سماء عيسى مثقفا وانسانا</span></div><div align="justify"><span style="font-size:180%;"></span> </div><div align="justify"><br /><span style="font-size:180%;">( 1 )<br /><br />لا أذكر متى بالضبط سمعتُ باسم سماء عيسى لأول مرة.. لعل ذلك كان في بداية التسعينيات، حيث كنتُ متابعاً شغوفاً للملحق الثقافي لصحيفة عمان الذي كان يصدر كل خميس .. كنتُ أشعر بالرهبة لمجرد سماع الاسم : سماء عيسى .. لم نتعود على هكذا أسماء في عُمان .. تُرى لماذا اسم هذا الشاعر مختلف عن البقية!.. غموض الاسم يشدك الى صاحبه ،"الجميل هو الغامض " ، لعل بودلير قال شيئا كهذا ، و" ما الجمال إلا بداية الرعب" كما يقول ريلكه.. شيئا فشيئا بدأتُ أتعرف على هذا الشاعر عن بعد ، عن طريق زميلي في الدراسة الجامعية آنذاك الكاتب عبدالله خميس ، الذي لم أعد أذكر أهو أم غيره من أعارني كتاب "نقد الأمل" لقاسم حداد المتضمن مقالة عنوانها "سماء عيسى" ، وكنتُ أتساءل قبل أن أقرأ المقالة بالقدر الذي يتيحه لي وعيي آنذاك : لماذا يضمّن حداد سماء عيسى في كتاب عن الأمل ؟!! ، ما علاقة هذا الأخير بالأمل وأنت يكفيك فقط أن تتأمل عناوين كتبه التي صدرت حتى تلك الفترة ( "نذير بفجيعة ما" ، "مناحة على أرواح عابدات الفرفارة" ، "لا شيء يوقف الكارثة" ) لتدرك أنْ لا أمل ولا ولا تفاؤل ولا حياة ، وليس سوى الموت والفجيعة واليأس .. غير أن قاسم حداد لم ينس توضيح هذا الالتباس في مقالته تلك بتأكيده أن "الأمل ليس في أن تهبنا إياه القصيدة، الأمل في درجة اليأس الذي تدفعنا إليه" .. أعترف أن تلك المقالة هي بداية البداية في تصالحي مع قصيدة النثر ، أنا القادم من خلفية اجتماعية ، بل وثقافية ، لا تسمي شعراً الا كل موزون مقفى .. هذا التصالح الذي لن يتم الا بعد عدة سنوات نتيجة نقاشات معمقة مع الصديق الشاعر علي الرواحي .<br />(2)<br />لا أذكر على وجه الدقة متى قابلت سماء عيسى شخصيا للمرة الأولى .. على الأرجح كان ذلك في النادي الثقافي في منتصف تسعينيات القرن الماضي ، في احدى أمسيات المأسوف على شبابها أسرة كتاب القصة .. ما أذكره حقا أنني في احدى تلك اللقاءات الأولى بسماء عيسى كنتُ ممتعظاً داخلي من الصديق القاص ناصر المنجي الذي سمعتُه يخاطب الشاعر باسم "سماء" مجردا دون أن يسبقها بعبارة "أستاذ" ، هكذا ببساطة وكأنه يساويه في العمر والتجربة ، ثم سمعتُ بعد ذلك بسنوات مازن حبيب الأصغر بخمس سنوات من ناصر المنجي ينادي الأستاذ باسمه الأول كذلك بدون ألقاب .. قلتُ في نفسي انه التواضع الجم للأستاذ ، والحميمية التي يُشعرك بها تجاهه وكأنه صديق في نفس عمرك .. تأكدتُ من ذلك خلال سنتَيْ عملِنا سوياً في جمعية الكتاب ، وعلى وجه الخصوص خلال رحلتنا سويا الى دمشق في نوفمبر 2008 ، ومن بعدها خلال رحلتنا الى البريمي في يوليو 2009 ، حيث كان سماء "شبابياً" بالمعنى الدارج للكلمة ، ضاجا بالحيوية ، وعشق استكشاف المجهول .. ولكني – مع ذلك - لم أجرؤ على مخاطبته باسمه مجردا ، بدون سبقه بلقب "أستاذ" .<br />( 3 )<br />"تجربة وخلينا نخوضها".. هكذا قال لي سماء في مكالمة هاتفية ذات مساء في يناير من عام 2008 .. كنتُ في اليوم ذاته قد قابلتُ في مقهى الكون بمجمع العريمي الصديقين سعيد الهاشمي وناصر البدري، وعرضا عليَّ الدخول في قائمة الأخير في انتخابات جمعية الكتاب والأدباء المقررة بعد حوالي شهر من ذلك اللقاء .. كنتُ مترددا في قبول العرض بسبب ارتباطي برئاسة أسرة القصة بالنادي الثقافي آنذاك ، خاصة وأنها – أي الأسرة – كانت تبلي بلاءً حسنا في تلك الأيام بتشجيع من رئيس النادي الشاعر سيف الرمضاني ، وكنتُ أخشى ان أنا وافقتُ أن تتشتت جهودي بين الجمعية والأسرة فأصير كالمنبتّ الذي لا سماء أبقى ولا أرضاً قطع .. كانت نقطة التحول الفاصلة في موقفي خلال ذلك الحوار مع الهاشمي والبدري اخبارهما لي أن سماء عيسى وافق على الانضمام للقائمة .. طلبتُ منهما مهلة قصيرة للتفكير وأنا أقول في نفسي : "ان تأكد هذا الأمر فهذه دفعة معنوية كبيرة ".. في المساء اتصلتُ بسماء وأخبرته بعرض البدري والهاشمي فقال : "تجربة وخلينا نخوضها". ظل سماء عيسى دوماً لا يتردد في خوض التجارب الجديدة ، كتب عنه الشاعر زاهر الغافري مرة : " لم تترك فعالية وجدتَها أصيلة إلا وسعيتَ للمشاركة فيها ، ذلك لأنك لا تبحث سوى عن الجوهر ، عن ذلك الأصيل الضارب في الجذور ، الذي تراهن عليه طبقات عبر طبقات ، تراكماً عبر تراكم مهما كان ضئيلاً ، ليتشكل الوعي الثقافي ولتورق شجرة المعرفة عبر دأب صبور لكنه صادق " ، غير أن هذا الشغف بخوض التجارب لن يكون مفتوحاً على مصراعيه ، فقد ينسل سماء من التجربة كالشعرة من العجين ان شَعَر أنها غير خالصة تماماً لوجه الثقافة ، أو أنها ستضعه في مواجهة غير ضرورية مع أصدقاء أو مثقفين ، وله في ذلك أمثلة كثيرة لا داعي لذكرها الآن .<br />خضتُ التجربة اذن بتشجيع من سماء الذي أثبتت الأيام – بالنسبة لي على الأقل – أنه كان يسير بنا في الاتجاه الصحيح ، فبقدر ما هي تجربة تطوعية الهدف منها خدمة الآخرين ، بقدر ما هي مفيدة بالضرورة للمرء المضطلع بها ، اذْ تصقل شخصيته ، وتكسبه مهارات التعامل مع سويات مختلفة من البشر ، وقبل هذا وذاك تعرّفه على المشهد الثقافي عن قرب بكل ماله من مزايا وما عليه من عيوب .. وخلال تلك السنتين لا أذكر مشروعاً ثقافيا جميلاً للجمعية لم يكن لسماء يد فيه ، بدءاً من تأسيس جائزة أفضل الاصدارات العُمانية التي باتت تقليدا سنويا ، ومرورا بترسيخ عادة الاحتفال بالأيام العالمية للشعر والمسرح والفلسفة ، وتنظيمه ندوات ثقافية نوعية كندوة التصوف في الفكر العماني التي كانت بالتعاون مع النادي الثقافي ، وندوة أعلام التنوير العماني ، التي لم ترَ النور بعد، وليس انتهاء بجائزة الانجاز الثقافي البارز .. هذه الجائزة التي أراد سماء من خلالها أن يؤكد على أمر مهم جدا لا ينتبه له كثير من المثقفين ، وهو أن العمل الثقافي ليس فقط كتابة نص أدبي أو مقال أو بحث ، ثم نشره في كتاب ، أو القائه في أمسية ، رغم أهمية هذا الأمر .. ولكن أيضا المشاركة بفاعلية في الحراك المجتمعي ، وتوعية الناس ، وتنظيم الفعاليات الثقافية وادارة الفعل الثقافي المنظم من خلال عمل ميداني مضنٍ ، لا يقل أهمية عن عمل الكتابة .. لذا فان من حق هؤلاء الذين يحترقون كالشموع من أجل الآخرين دون انتظار مقابل أن يجدوا من يلتفت لعملهم ويقول لهم : "شكرا".. ولعمري ان كان من شخص استطاع أن يمازج بين عمل الكتابة والعمل الميداني بامتياز فهو سماء نفسه ، الذي لم يترك فرصة لعمل ثقافي من أجل الآخرين ولم يستثمرها .. ظل طوال الوقت الشجرة وارفة الظلال التي يستظل بها المثقفون على اختلاف أعمارهم وتوجهاتهم ، شعراء كانوا أو قاصين أو سينمائيين أو تشكيليين أو مسرحيين . كباراً كانوا أو في مقتبل العمر .. كل ذلك بمحبة كبيرة واخلاص ودون شبهة رياء أو ادعاء .. وأين من سماء بعض أولئك الذين وضعتهم ظروفهم في المسؤولية الثقافية فباتوا يهتمون بنسبة المشاريع لأنفسهم أكثر من اهتمامهم بالمشاريع ذاتها ! .<br />( 4 )<br />يقال انك اذا أردتَ التعرف على رجل فصاحبه في سفر ، وأستطيع القول بالفعل أنني اقتربت من سماء عيسى وتعرفتُ عليه أكثر خلال رحلتنا الى دمشق في نوفمبر 2008 للمشاركة في اجتماع المكتب الدائم لاتحاد الكتاب العرب من جهتي ، وفي المهرجان الشعري المصاحب له من جهته .. ترسخ في ذاكرتي من هذه الرحلة تنزهنا في دمشق وأسواقها الجميلة ( صحبة الصديقين مازن حبيب ومحمد قراطاس المشاركين في الأسبوع الثقافي العماني في سوريا الذي أ قيم في الفترة ذاتها ) .. هناك رأيتُ سماء عيسى خاشعاً مرتين : الأولى أمام قبر صلاح الدين الأيوبي ، والثانية في الجامع الأموي أمام قبر الحسين والسيدة زينب .. وهناك أيضا استمعتُ لسماء عيسى كما لم أستمع له من قبل ، الوقت الذي كنا نقضيه سويا أتاح لنا تجاذب أطراف كثيرة للحديث ، تحدثنا عن الشعر والشعراء ، عن جمعية الكتاب وأعضائها ، عن الثقافة والمثقفين ، عن الفعاليات الثقافية والأسر ، واذا بي أكتشف أن صمت سماء في عُمان هو صمت الحكيم الذي يعرف كل خبايا المشهد الثقافي العُماني ولكنه يؤثر الصمت وعدم الدخول في مشاحنات مع هذا أو ذاك .<br />بعد ذلك بأقل من عام ، وتحديدا في يوليو 2009 ، كنا سويا أيضا في الملتقى الأدبي الخامس عشر للشباب بالبريمي .. ومما أذكره في هذه الرحلة أننا كنا نتجول في أسواق العين أنا وسماء ويحيى المنذري في سيارة الأخير ، مررنا على أحد المولات واشترينا أشياء رسخت في الذاكرة منها دشاديش نوم .. وعرجنا على أحد المطاعم وتناولنا عشاءنا .. وفي طريق العودة ضلت سيارة يحيى المنذري سواء السبيل ، فاقترح سماء عيسى ايقاف تاكسي والطلب منه أن يمشي أمامنا .. وبالفعل أوقفنا التاكسي وركب فيه سماء ومشى أمامنا . وكالعادة ، كان سماء يسير بنا في الاتجاه الصحيح .<br />( 5 )<br />ختم امبرتو ايكو رائعته "اسم الوردة" بعبارة ذات مغزى: "كانت الوردة اسماً ، ونحن لا نمسك الا الأسماء" .. ولكن من ذا الذي يستطيع مسك اسم شاعر طابَ له – حسب قاسم حداد - أن يتقنَّعَ بالسماء، "كمن يريد أن يقول لنا أنه يرى إلينا.. إلى واقعنا من هناك، من الأعالي، دون أن يزعم ذلك أو يدعيه".. ثم لم يكتف بسماء واحدة – حسب صالح العامري هذه المرة - "فقد استمرأ السماوات فأطلق اسم سماء على ابنته"، ليدخل في سلسلة من المفارقات والطرائف التي لا تنتهي بسبب اسمه ، دافعاً ضريبة اختياره اسمه بملء ارادته ، على عكسنا نحن الذين لم نختر أسماءنا ولم يستشرنا أحد فيها .. وفي تصوري لو أن سماء عيسى قرر الكتابة عن المفارقات التي تعرض لها في حياته بسبب اسمه لأنتج نصاً ابداعيا مدهشا .. في سوريا سبقوا اسمه في جدول الشعراء المشاركين في الجلسات الشعرية بلقب "الشاعرة" ، ولم يكتفوا بذلك ، بل أعدوا له بطاقة ليضعها في صدره مسبوقة أيضا بلقب "السيدة".. وآخر هذه المفارقات التي وقفتُ عليها شخصيا كانت في أبريل 2010 لدى مشاركته لي في حوار هاتفي للبرنامج الاذاعي المباشر "ترحال" عن بيت الشعر العُماني ( أحد المشاريع الثقافية الكثيرة التي يحلم سماء بتحقيقها ) ، حيث كنتُ قد سلمتُ مخرجة البرنامج منى المسلمية قائمة بأسماء ضيوف الحلقة يتم الاتصال بكل منهم خلال ساعتي الحلقة .. وعندما جاء دور سماء عيسى ووضعتْه في الانتظار تأهباً لبدء الحوار قالت تطمئنني : "الضيفة جاهزة ، لكن صوتها بهش شوية كنه صوت رجل ! ".<br />( 6 )<br />في شهادته عنه وصف الشاعر والقاص عادل الكلباني سماء عيسى بـ"الأب"، وهو بهذا كان يعبر عن مشاعر كثير من الكتاب الشباب الذين أخذ سماء بأيديهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .. فها هو حمد الغيثي يكتب في أحد المواقع الالكترونية تعليقا على خبر أمسية "روتْ لي جدتي" ( التي نظمتها أسرة كتاب القصة في 21/8/2007 وقدم فيها سماء ورقة عن توثيق الحكاية الشعبية ) : "كنت أعلمُ أنه "حداثياً" يكتبُ قصيدة النثر. لذا ظننتُهُ مخلوقاً أرستقراطياً أو روبوتاً آلياً يتحركُ بثقلٍ غير طبيعي. هكذا كنتُ أظنه. إلاّ أنني قابلتُه مصادفةً في احدى الليالي المسقطية مع صديقٍ عزيزٍ، فخيّب الوالد سماء عيسى كُلّ التوقعات! .. سماء عيسى شخصية أثيريةٌ لطيفةٌ، تأنسُ الروح بها، ويتألقُ الجو بلمساته" .. اننا ازاء فتى لديه موقف مسبق على ما يبدو ممن يكتبون قصيدة النثر فيضعه حاجزاً بينه وبين الشاعر ، ولكن سماء بدماثته ولطافة تعامله استطاع أن يكسر هذا الحاجز .. يحاول سماء دائما أن ينظر الى النصف المملوء من الكأس ، وان أعجبه نص فانه لا يتأخر عن ابداء هذا الاعجاب .. واذا كان سماء قليل الكلام عن قصيدته وكيف يكتبها فان بامكاننا التلصص عليه شاعراً من خلال نصائحه الثمينة لعادل الكلباني التي جعلها جزءا مهما من شهادته عنه في صحيفة الزمن: " ان الشعر يلمح ولا يصرح، وان الشعر مختبئ في الأعماق البعيدة حيث الجرح الدفين، حيث نبع الشعر، والذي يعد صعب المنال نظرا لوعورة الطريق الشاق ، نكتب كثيرا لكن يبقى في الأخير قليلا مما كتبنا، فما نحن مقدمون عليه مجهول حقا، وسيظل دائما بحاجة الى الكشف حتى ونحن نلفظ أنفاسنا الأخيرة، علينا ادراك اننا لم نبدأ الكتابة بعد، اقرأ بهدوء وانظر كيف تشكلت الجملة الشعرية،كيف تركبت المفردات بعضها ببعض، قد لا نحتاج الى زائد الكلام وفائضه ، تجارب كهذه تختزن طويلا وعميقا في ذاكرة الشاعر وتؤتي عطاءها بعد سنين من النضج الفني، عندما تكتب الشعر لا تقدم الاجابة على الأسئلة لأن ذلك يلغي تطور الجملة الشعرية ويقفل أمامك الباب لتراكمها الخاص ، عليك أن تهتم بما يدعى التأثيث الداخلي للنص لا الكلام العام الخارجي ضعه متماسكا سواء قدم نفسه عبر مقاطع أو كتلة واحدة ، لا تذهب في كلام لا نهاية له يكون كل من يريد الكتابة مثله يكتب دون خلق علاقات بين الأشياء داخل النص ، النص يخلق علاقاته الخاصة والكلمات هي التي تحمل هذه العلاقات عبر الصور وعبر تماسكها الموسيقي لذلك تجدها مكتنزة بالايحاء والنظرة الجديدة للأشياء والالتفات الى ما لا يلتفت اليه الآخرون ، بعض الصور مكررة وبائسة ومستهلكة ، ربما قراءاتك الاولى لم تستطع التخلص منها حتى الآن فهي ما تشكل ذاكرتك وقاموسك الشعري، عليك أن تبدأ قراءة التجربة الشعرية العربية الحديثة من جديد ، شاعر موهوب تنقصك الجدية في التعامل مع اللغة، والارتكان الى السهولة في الكتابة يعيق قدرة خلق الصورة لديك، حاول أن تقرأ الكتب التي عالجت ثورة الشعر مثلما هو في كتاب – عبدالغفار مكاوي ( ثورة الشعر الحديث جزئين ) وكذلك الدراسات النقدية التي كتبت حول شعراء كبار لابد ذلك ان يضيء لك دربا في الطريق "<br />( 7 )<br />عرف بوب ديلان الشاعر بأنه أي شخص لا يقول عن نفسه إنه شاعر .. لعله كان يقصد أن القصيدة نفسها هي وحدها المعبرة عن أي شاعر ، أما تنظيراته وآراؤه في الشعر فليست الا ثرثرة فائضة عن الحاجة .. ولا أدري ان كان سماء عيسى ينطلق من تعريف ديلان هذا في رفضه الحوارات الصحفية أو الاذاعية عن تجربته الشعرية ، ولكن ما أعرفه حقاً أن سماء لم يرفض يوماً أي شهادة عن شاعر أو مثقف عُماني ، حتى انه سمى نفسه مرة "عيسى شهادات".. حسنا .. هذه هي الوصفة اذن : ان أردتَ لسماء عيسى أن يبوح بهواجسه وآرائه ، ويتحدث عن نفسه وعن تجربته بطلاقة وأريحية فلا تطلب اليه ذلك مباشرة ، بل اطلب منه الشهادة على مثقف عُماني آخر ، وحبذا لو كان هذا صديقا له أو مجايلا لتجربته .. سأدلل على ذلك من خلال تحليل سريع لخمس شهادات تشرفتُ بطلبها منه عن أصدقائه المبدعين والمثقفين : أربع منها للاذاعة ، والخامسة لجمعية الكتاب .. في هذه الشهادات الخمس ستتعرف على سماء عن قرب بنفس الدرجة التي تتعرف خلالها على المثقف المشهود له .. ذلك أن سماء سيختار نقاط تشابهه وتقاطعه هو مع هذا المبدع ، لكأنه يتحدث عن نفسه اذ يتحدث عن الآخر . في شهادته على أحمد الفلاحي لفتنا الى حرصه على إيقاد الشموع بدلاً من ذرف الدموع ولعن الظلام ، ويؤكد أن هذا المثقف الذي تتقدم تجربة الحياة لديه على تجربة الكتابة كان ومازال: " أباً يمد بكل ما يملك لكل مبدع يحاول التقدم خطوة مع اختلاف القادمين عن توجهه ، بل ومع تناقض بعضهم مع آرائه ، إلا أنه في الصمت كان يدرك أن كل شمعة تضيء تجر وراءها مائة شمعة أخرى ، ودوره التأسيسي التاريخي هذا في إضاءة الشمعة الأولى ثم السير قدما بالمرحلة إلى مرحلة أخرى وبقطرات المياه من المنحدرات الصخرية باحثاً لها عن ينابيعها الأولى"، وربما التفت سماء لهذا الأمر أكثر من غيره في شهادته على الفلاحي ، لأنه – أي سماء – أحد التطبيقات العملية القليلة عليه في حياتنا الثقافية .<br />أما في شهادته على عبدالله حبيب فيلتفت سماء عيسى أكثر ما يلتفت الى ثيمة الموت ، تلك الثيمة التي أجمعت شهادات جل أصدقائه وقارئيه أنه هو نفسه – أي سماء – خير تمثيل لها في الأدب العماني الحديث ، بل ان زاهر الغافري يؤكد أنها لا تختلف عن أي تجربة عربية مهمة.. في هذه الشهادة نقرأ حماسته في الحديث عن ثيمة الموت وكأنه يتحدث عن نفسه ، ولكن لا ينسى أن يحيلنا الى اسم عبدالله في الكلام : "لا حديث هنا عن التناص ولكن عن ثيمة الموت المتجذرة في الكتابة العربية الحديثة والمدرجة بقوة في تجارب تتجه إلى إضاءة مكنون بعيد وغائر في الذات العربية الجريحة حتماً عنه في إضفاء ما يحتفي به الإنسان على هذه الأرض، وكأنه لم يبقَ ما يُحتفى به إلا الموت، والكائنات هنا لدى عبدالله وأقرانه أيضاً ممن ذكرت ولم أذكر لضيق الوقت، تتخذ لموتها أسباباً تدفعها للموت وهي ترفع يديها احتجاجاً على عصر أذل كل القيم التي آمن بها عبدالله وآمنت بها شخوصه ورفعته وكتب لها ومن أجلها نصوص الحتف والفراق" ..<br />وفي شهادته عن زاهر الغافري يتحدث عن الحنين الى المكان الأول الذي لا ينقطع غياب الشاعر عنه وحنينه إليه ، مستشهدا بتجارب شعرية عُمانية رُسّخت بأكملها كحنين دائم إلى الجذور الأولى، أهمها تجارب أبي مسلم البهلاني ، وسليمان بن سعيد الكندي ، وعبدالله بن محمد الطائي، ومحمد بن جمعة الغيلاني وغيرهم ، " الشعر هنا تجربة غياب على الأرجح استمد الشاعر جذورها الأولى من الأرض ، من تجربته الخاصة في الحياة" ، ويشدد سماء على أن "الغياب إذاً احتفاء بالحياة ، ولكن للغياب جذوره أيضا ، جذور حزن غامض غريب يقفل أمام الشاعر أبواب ونوافذ الفرح ، لذلك ترتد التجربة إلى جذرها البعيد وكأنها هنا سلسلة أحزان تتراكم في صمت تارة وهدير تارة أخرى ، حتى تسير بك إلى الموت أو إلى ما هو أشبه بموت أبدي" ..<br />هذا الحضور القوي للغياب هو ما يلفته من جديد – في شهادة أخرى – لتجربة القاص سالم آل تويه : "الكتابة لديه ذكريات بعيدة تارة ، وقريبة تارة أخرى ، وهي لذلك تمتاز بالحميمية ، وسطوة مكان غابر وبعيد . شخصيات وشخوص تجاربه رحلوا ، سواء كان ذلك الرحيل في الموت أو في عوالم الفراق الأخرى" مؤكداً أن الغياب يتجلى في أكثر من نص لسالم آل تويّه ، الغياب الذي يحمل معه الألم والفقدان وفراق الأحبة وما تحمله الحياة دوماً من فجائع لا ننتظرها .<br />أما في شهادته على سعيد الهاشمي فيلتفت الى ثيمة الحرية "حرية الكلمة ، وحرية المرأة ، ثيمات أثيرة لديه" مرجعاً ذلك الى " الوعي الفردي المتقدم كتجربة أصيلة تنبع من الإيمان المطلق بالحرية والتنمية . بالإنسان ككائن وجد على الأرض ليكون ابناً لمستقبل قادم ، حيث لا قيود ولا أغلال ولا طوائف ولا ملل . انه الانتماء الى البشرية في جلالها وروحها" ، وترد في الشهادة عبارة تنطبق بامتياز على سماء – مثلما تنطبق على الهاشمي - : "لا بد إذن ممن يعطي حتى آخر قطرة من دمه" .<br />* العنوان مقطع من قصيدة "غيوم" للشاعر سماء عيسى </span></strong></span></div>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-39441687681664180542010-06-10T18:57:00.003+04:002010-06-10T19:16:11.421+04:00اذا حُرِمْتُمْ من الموسيقى فدعوا الكتابة<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhJAa2lipuuLlV3_PRJBFR9Vx_zX-A304deo-Kps_HhRvWU5YzZezbComB1Ya-J_6zIdOM4SvNpRW3uQsk70E69go9JiRTXyELUSy5RmZOdIgVGRQZZ0BN0tfprm9dDgj3iWLwtI88PBiw/s1600/%D8%AC%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D8%B1.JPG"><img style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0px auto 10px; WIDTH: 400px; DISPLAY: block; HEIGHT: 300px; CURSOR: hand" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5481163532267488098" border="0" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhJAa2lipuuLlV3_PRJBFR9Vx_zX-A304deo-Kps_HhRvWU5YzZezbComB1Ya-J_6zIdOM4SvNpRW3uQsk70E69go9JiRTXyELUSy5RmZOdIgVGRQZZ0BN0tfprm9dDgj3iWLwtI88PBiw/s400/%D8%AC%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D8%B1.JPG" /></a><br /><div align="justify"><br /><span style="font-size:180%;"><br />كانسان – قبل أن أكون كاتباً - تعني لي الموسيقى الرحابة وسعة الأفق والطلاقة ، الطيران في السماء والنظر بمحبة إلى الأرض ، النفاذ إلى عمق الكهوف المعتمة في النفس ، الحنين إلى شيء لا أعرفه وأعرف أنني لن أعرفه ، هي المطر إذ يحرضني على الشغب ، والذاكرة إذْ تعيدني إلى براءة الطفولة .. الموسيقى ابتسامة ، والابتسامة موسيقى، لأن كليهما لا يحتاج لمترجم .. وأظن شكسبير لم يكن مبالغاً حين كتب في "تاجر البندقية" أن "الآدمي الذي لا تنطوي جوانحه على الموسيقى، ولا يتأثر بتناغم الأصوات البديعة لا يصلح إلا للخيانة وتدبير المكائد والسرقة: بوادر نفسه معتمة كالليل، ومشاعره مظلمة ظلام أفظع الأشباح. لا يكوننّ مثل هذا جديرا بالثقة!»<br />أستمع عادة للموسيقى الكلاسيكية بأنواعها ، والموسيقى العربية القديمة ، والعود ، والقانون ، والجيتار ، والكمان .. استمع اليها في السيارة ، وفي البيت وفي مبنى الإذاعة ، حيث أعمل .. ومن دواعي سعادتي أن جزءاً من وظيفتي له تعالق مع الموسيقى من حيث البحث عن مقطوعات موسيقية ملائمة لنصوص شعرية أو قصصية أقرأها في الإذاعة ، أو لبرامج أخرى .. وبقدر ما هي مهمة مضنية بقدر ما هي مهمة ممتعة في الوقت ذاته . وأشكر التكنولوجيا التي أتاحت لنا أيضا إمكانية الاستماع للموسيقى أثناء المشي على الشاطئ .<br />و<br />للأسف الشديد فان القليل فقط من الموسيقى الجيدة ( أو لأقْلْ التي أفضلها ) متوفر في عُمان ، والباقي أحاول البحث عنه بطرق مختلفة : أما عن طريق تنزيله من النت ، أو شرائه من محلات موسيقى في دبي .. والبعض يهدينيه الأصدقاء العمانيون والعرب .. وبعض الموسيقى أطلبها من الأصدقاء داخل وخارج السلطنة .. وبعض الموسيقى أحصل عليها من الموسيقيين أنفسهم ، مثل هبة القواس ونصير شمة الذي أهداني في زيارته الأخيرة عمله الأخير "حرير" .<br />ثمة تعالق كبير بين الكتابة والموسيقى كفنّيْن ابداعيَيْن .. الفرق فقط أن الكتابة تتكئ على اللغة في حين تستطيع الموسيقى ما لا تستطيعه اللغة .. قرأتُ مرة للناقد صلاح فضل يخاطب الشعراء : "إذا حرمتم من الموسيقى فابحثوا عن كتابة أخرى غير الشعر". أما أنا فأعمم وأقول لجميع متعاطي الكتابة وليس فقط للشعراء : "إذا حرمتم من الموسيقى فدعوا الكتابة كلها ".. لا أعرف إن كان فضل يقصد بعبارته تلك الموسيقى العروضية ، ولكني شخصياً أرى أن الأمر أعمق من أوزان العروض .. فلكل فن إنساني موسيقاه التي لا يستقيم بدونها ، ذلك الإيقاع وتلك السلاسة اللذان بدونهما يشعر الكاتب أن كتابته تنقصها موسيقى .<br /><br /></span></div>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-10826803234576842182010-04-23T19:44:00.005+04:002010-04-23T20:42:34.123+04:00فراشة الردة<div align="justify"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhFFnVWIBohJGj_5sS-xHhF3LYzYqIvdQceQ333XdHkShW_guiB4jYgiGk5yJMvvxsy2tPFAym8Z_9EW9MRsYP4S_XatoiTLXQRKPiQMuGMyrgKCZ8UojWpzATyR2VEOdQi62CiiPVyi0I/s1600/%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF%D8%A9.jpg"><img style="MARGIN: 0px 10px 10px 0px; WIDTH: 400px; FLOAT: left; HEIGHT: 300px; CURSOR: hand" id="BLOGGER_PHOTO_ID_5463360349469869810" border="0" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhFFnVWIBohJGj_5sS-xHhF3LYzYqIvdQceQ333XdHkShW_guiB4jYgiGk5yJMvvxsy2tPFAym8Z_9EW9MRsYP4S_XatoiTLXQRKPiQMuGMyrgKCZ8UojWpzATyR2VEOdQi62CiiPVyi0I/s400/%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF%D8%A9.jpg" /></a><br /></div><div align="justify"><span style="font-family:georgia;font-size:180%;">تماهى شوانج تسو يوما مع حلمه بالفراشة حتى تعذر عليه معرفة ما اذا كان هو ( تسو ) الذي يحلم بالفراشة ، أو أنه الفراشة التي تحلم بأنها (تسو).. فماذا لو أن هذا الحكيم الصيني الذي مات قبل أكثر من ألفي سنة قرر أن يغادر قبره هذه الأيام ليتنزه على شاطئ "الردة" ( بولاية صحم ) ، قريتي الوادعة التي كتبتُ ذات يوم عن هوائها النقي ، وسمائها الصافية ، وعصافيرها المزقزقة ، وأهلها البسطاء الذين ينتظمون في سلك الطيبة ، وما في قلوبهم يندلق على شفاههم دون صعوبة.. أتُراه - تسو - بعد أن يرى فراشتها العجيبة هذه سيواصل الحلم أنه فراشة ؟ </span></div><div align="justify"><span style="font-size:180%;"></span> </div><div align="justify"><span style="font-size:180%;"></span> </div><div align="justify"><span style="font-size:180%;"></span></div><div align="justify"><span style="font-size:180%;">بدأت الحكاية باتصال هاتفي من الصديق عبدالله السعيدي يسألني بفضول طفل يتهجى العالم : "بما أنك من الردة شو حكاية الفراشة ؟ " ، ولأنني لحظتَها لا علم لي بالحكاية فقد أجبت : "لا أعرف ، وان كان يسعدني أن يرتبط اسم قريتي بفراشة ! ".. وحين ألحف في السؤال وعدتُه أن أوافيه بالتفاصيل بعد الاستعانة بشقيق.. قال محمود الذي لم يكن في الردة ساعتها ولكن الحكاية طارت اليه على بعد مئات الكيلومترات من صحم : "نعم.. يقال انهم وجدوها على شاطئ الردة ، هناك صورة امرأة على جناحها ، وقد جاءت الشرطة وحملتها ".. لم أنتبه لفرط ذهولي هل قال ان الشرطة اعتقلت الفراشة أم المرأة !</span></div><div align="justify"><span style="font-size:180%;"></span> </div><div align="justify"><span style="font-size:180%;"></span> </div><div align="justify"><span style="font-size:180%;"></span></div><div align="justify"><span style="font-size:180%;">فراشة الردة اذن تختلف عن فراشة تسو بأنها تحمل على جناحها امرأة ، أو هكذا على الأقل ما أُشيع ووزّع بالصور على الهواتف النقالة في استدعاء مذهل للأساطير والأحلام يعجز عنه حتى أدب أمريكا اللاتينية !.. أراني أخي حمدان الصورة في هاتفه مع خلفية صوتية ، لم تكن بالطع مقطوعة الفراشة لشومان ، بل نشيداً دينيا يسأل الله الرحمة يوم يعرق منا الجبين ، وييأس منا لطبيب ، ويبكي علينا الحبيب.. كانت الفراشة ساكنة وكأنها نائمة وتحلم.. كنت أرقب شاشة الجوال بخشوع ، ويجلجل داخلي هايكو ياباني " <span style="color:#000099;">حلم الفراشة بالازهار / أود أن أتعرفه / لكنه صامت"</span></span></div><div align="justify"> </div><div align="justify"><span style="font-size:180%;"></span> </div><div align="justify"><span style="font-size:180%;"></span></div><div align="justify"><span style="font-size:180%;">قرأتُ مرة أن في عُمان سبعين نوعاً من الفراشات ، ولكن لم يقل أحد من الباحثين شيئا عن "فراشة المرأة" هذه ॥ فلتُسجّل الفراشة الحادية والسبعون اذن باسم "ردتي" الحبيبة॥ صورة الفيديو تقترب شيئا فشيئا من جناح الفراشة لتتبدى بشكل جلي المرأة وكأنها تنظر اليك باستفزاز.. أيكون "الفوتو شوب" ؟!.. أم أن الفراشة من أنصار حقوق المرأة ؟!.. كلا.. السؤال ليس عن الفراشة بل المرأة.. ماذا يعني أن تختار امرأةٌ ما أن تطير على جناح فراشة ؟!.. هل يعني هذا تحولاً سوسيولوجياً لقرية ظلت وادعة بأهلها الصامتين الهادئين ؟!.. أتكون هذه رسالة احتجاج ذكية ابتكرها دعاة الجندر ؟! ، أم أنها دودة هنري ميلر التي ثملت بجلال وعظمة الحياة فصارت فراشة !</span></div><div align="justify"> </div><div align="justify"> </div><div align="justify"><span style="font-size:180%;"></span></div><div align="justify"><span style="font-size:180%;">أسئلة كثيرة فجرتها في رأسي فراشة ساكنة على شاطئ الردة تحمل على جناحها امرأة.. أسئلة لم أجد لها اجابة حتى هذه اللحظة.</span></div>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-14330015272570693362010-04-18T21:02:00.003+04:002010-04-18T21:14:13.174+04:00ماذا لو أن موسى ألقى عصاه في باريس ؟!<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhpeZ1yJF6r4qGixUbjhwlRXXGpIgxD6q9TIEbWLEa_ImHsas2opZ-h-MViNY2eMY4KKB_vahkXTbT6ybtBVQSf9z_G1czYJz-4LJpaTJl0fIrJmw_X7bvxyRSHqKDrhJId_BNKVcT8bQg/s1600/صÙرة+Ù
ÙسÙ+جعÙر+2.jpg"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5461525196249237890" style="FLOAT: left; MARGIN: 0px 10px 10px 0px; WIDTH: 263px; CURSOR: hand; HEIGHT: 320px" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhpeZ1yJF6r4qGixUbjhwlRXXGpIgxD6q9TIEbWLEa_ImHsas2opZ-h-MViNY2eMY4KKB_vahkXTbT6ybtBVQSf9z_G1czYJz-4LJpaTJl0fIrJmw_X7bvxyRSHqKDrhJId_BNKVcT8bQg/s320/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9+%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89+%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1+2.jpg" border="0" /></a><br /><div dir="rtl" align="justify"><strong><span style="font-size:130%;"><br />كانت عيني على المرشح العاشر ..<br />لا المصري فاروق حسني الذي أسقطتْه كتب إسرائيل التي لم يحرقها ، ولا البلغارية ايرينا بوكوفا التي لم يتوقع مواطنوها ولا حتى رئيسها فوزها بالمنصب ، ولا ايفون عبدالباقي اللبنانية الإكوادورية التي تعتز بدعم باراك أوباما زميلها السابق في جامعة هارفارد ، ولا النمساوية بينيتا فيريرو- فالدنر التي تتفاخر بدورها في إطلاق سراح الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات الخمس، الذين تسببوا بمرض حوالي 400 طفل ليبي ، ولا الليتوانية إنا مارشيوليونيته التي انتخبت لرئاسة لجنة التراث العالمي بعد عام واحد فقط من عملها كمندوبة لبلادها لدى اليونسكو ، ولا البنيني نوريني سيربوس الذي ربما ما كان ليترشح أصلاً لولا علاقة بلاده ( بنين ) القوية مع فرنسا ، ولا الروسي الكسندر فلاديميروفيش ياكوفينكو الذي قدم ترشيحه قبل أيام قليلة من إغلاق الترشيح ، وكأنه طالب مجدّ يستنفد وقته كاملا في الامتحان ، ولا التنزاني سوسبيتر موهونجو مؤسس المجلس الدولي للعلوم الذي وصف بأنه جيولوجي جاهل بالسياسة ، ولا الكمبودي محمد بيجاوي رئيس محكمة العدل الدولية السابق الذي رفض بلده الأصلي (الجزائر) الوقوف خلفه مفضلاً عليه فاروق حسني .<br />كانوا إذاً تسعة ، وعاشرهم لم يرشحه أحد غيري .. رغم أنني واثق أنه لو قدم أوراق ترشيحه هناك فانه قادر على الصمود حتى نهاية السباق ، ومن يدري ، فربما كنا رأينا عمانياً للمرة الأولى مديراً عاماً لليونسكو .. إنني أتحدث هنا عن سباق الترشيح المحموم لرئاسة منظمة اليونسكو الذي انتهى بفوز البلغارية ايرينا بوكوفا في الثاني والعشرين من سبتمبر الماضي .. ومرشحي المقصود هو موسى بن جعفر بن حسن المستشار الحالي بالوفد الدائم للسلطنة لدى اليونسكو ، ومندوب السلطنة السابق لهذه المنظمة لما يقرب من ربع قرن ، والذي وقفتُ عن كثب على دأبه ونشاطه في المنظمة خلال تشرفي بالمشاركة ممثلاً لإذاعة سلطنة عُمان في الأيام الثقافية العمانية في اليونسكو في يونيو 2006 .<br />وبادئ ذي بدء ينبغي علي التوضيح لمن يهمه الأمر – ولمن لا يهمه كذلك - أنني لا أنطلق في ترشيحي لموسى جعفر وإيماني به من كونه عمانياً ( رغم شديد افتخاري بهذا الأمر ) ، بل من كونه الرجل المناسب للمكان المناسب .. أليس هو الرجل الذي انتخبه المؤتمر العام لليونسكو عام 2005 رئيساً لدورته الثالثة والثلاثين ولمدة سنتين ؟! .. أليس هو الحاصل على الدكتوراة في القانون من جامعة السوربون بباريس ؟! .. ألم يظل يشغل منصب المندوب الدائم للسلطنة لدى اليونسكو منذ عام 1984 وحتى مطلع هذا العام ؟! . ألا يمتلك تجربة ثرية مع الهيئات التنفيذية لليونسكو عززتها مشاركاته المتوالية في المؤتمرات العامة للمنظمة منذ عام 1978؟! . ألم يكن رئيسا للمجموعة العربية في اليونسكو لثمانية عشر عاما (1986 - 2004) ؟ . ألم يترأس اللجنة الاستشارية لخطة تنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو منذ عام 2002 ؟! .. انجازاتٌ يصعب حصرها في مقالة محدودة الكلمات كهذه ، ولكنها – الانجازات لا الكلمات - كافية لتعزيز فرص الرجل ، خاصة إذا ما أضفنا إليها الميزة الأخرى ، وهي انتماؤه لدولة تتميز بعلاقاتها الودية الطيبة مع الجميع ، نتيجة لسياسة حكيمة اختطها جلالة السلطان المعظم - حفظه الله - قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين .. وهي العلاقات التي رأينا كيف تسنى لها دفع مرشح وإسقاط آخر .<br />لهذا كله أظن أنه يحق لي – حتى وان كان مجرد حلم يقظة - أن أحلم بموسى يُلقي عصاه في باريس .<br /></span></strong></div>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-49886711335241374342010-04-14T17:55:00.007+04:002010-04-14T18:32:05.190+04:00أن تمشي وراء حسن ربيع<a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjxvrGP0zuBJsYHxXd3MBkbE2m7lXlXjIX4adT2u24tjbViC4MdmeleXLJeZ792O39l85fTjT83uqOGfLkMPVUFrOmKjBqkk1l7_j7JfSff0AsLdssD785dWGtocI_iwJkUvStoWXUCIPw/s1600/أحدنا+مهم+..+والآخر+أكثر+أهمية.jpg"><span style="font-size:130%;"><img id="BLOGGER_PHOTO_ID_5459993270583563890" style="FLOAT: left; MARGIN: 0px 10px 10px 0px; WIDTH: 240px; CURSOR: hand; HEIGHT: 180px" alt="" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjxvrGP0zuBJsYHxXd3MBkbE2m7lXlXjIX4adT2u24tjbViC4MdmeleXLJeZ792O39l85fTjT83uqOGfLkMPVUFrOmKjBqkk1l7_j7JfSff0AsLdssD785dWGtocI_iwJkUvStoWXUCIPw/s320/%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D9%86%D8%A7+%D9%85%D9%87%D9%85+..+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AE%D8%B1+%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1+%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9.jpg" border="0" /></span></a><span style="font-size:130%;"><br /><br /></span><div dir="rtl" align="right"><br /><span style="font-size:130%;"><span style="font-family:verdana;"><span style="color:#ff0000;">عن الثقافة والرياضة وأشياء أخرى<br /></span><br /></span><span style="font-family:verdana;"></span></span></div><br /><br /><div dir="rtl" align="justify"><span style="font-family:verdana;font-size:130%;"><strong>الزمان : السادسة والنصف مساء 29 يناير 2009<br />المكان : مطار مسقط الدولي </strong></span></div><p><span style="font-family:verdana;font-size:130%;"><strong></strong></span></p><p><span style="font-size:130%;"><strong><span style="font-family:verdana;"></p></span></strong></span><span style="font-family:verdana;"><div dir="rtl" align="justify"><br /><strong><span style="font-size:130%;">حطت الرحلة 644 بحمد الله وتوفيقه في مطار مسقط الدولي، بعد تأخير في الإقلاع من مطار الكويت دام ستين دقيقة فقط لا غير، هي بالتأكيد لا تساوي شيئاً في زمان الله الشاسع، خاصةً إذا علمنا أن هذه عادةٌ أَلِفَها هذا "الناقل الوطني" العتيد استطاع من خلالها تربية زبائنه على الصبر وتحمّل الانتظارات!. طلب قائد الطائرة من ركابها التريّث إلى أن يهبط لاعبو منتخبنا الوطني أولاً.. قلتُ في نفسي: لا ضير يا صديقي، فبعد انتصارهم بالأمس فإنهم يستحقون هذه "الواسطة" غير الضارة، خصوصاً أن معظم الركاب الآخرين ما طاروا إلى الكويت إلا لتشجيعهم ومؤازرتهم. وأقول "معظم" وليس "كل" لأني أعرف اثنين من الكائنات البشرية على الأقل طارا في الرحلة نفسها لسبب آخر. قلت لبشرى: "ذهبنا وعدنا في نفس الطائرة المخصصة لتشجيع المنتخب"، ردت: "لعلهم سيلاحظون أننا لم نذهب للملعب"!. وبينما أنا أستذكر الصحفيين الذين رافقونا في الرحلة جيئة وذهاباً داهمني شعور فتّاك بالنقص فقلتُ لنفسي وأنا أضع رجلاً على رجل وأرفع رأسي للأعلى: "كانوا في مهمة رياضية، ونحن في مهمة ثقافية.. وكلنا نبض واحد ".. صدفة الضبط القدري وحدها جعلتْ أمسيتنا السردية أنا وبشرى خلفان في نفس توقيت المباراة، وعلى مبعدة أمتار فقط من أستاد السلام والصداقة بنادي كاظمة الذي احتضن المباراة، لدرجة أن زائري موقع رابطة الأدباء اضطروا لإيقاف سياراتهم بعيدًا. الحسنة الوحيدة لهذا الأمر أنه يتيح لنا أن نتحجج فيما بعد بالمباراة لقلة الحضور، وليس لأننا ممن "أدركتهم حرفة الأدب". قلتُ بعد ذلك لمن أبدى اندهاشه من عدم حضورنا المباراة رغم وجودنا في الكويت: " كنا نشجع منتخبنا بطريقتنا: نستدرج الجمهور الكويتي بعيداً عن الملعب ". سألني الكاتب الكويتي فهد الهندال بعد الأمسية: شرايك في الجمهور؟.. قلتُ: قليل.. ثم انتبهتُ إلى أن إجابةً كهذه تنقصها بعض السعرات الذوقية فتداركتُ: "ولكنه نوعي"، وبالفعل لا يمكن أن نصف جمهوراً من بين أفراده إسماعيل فهد إسماعيل وليلى العثمان وفوزية شويش السالم وحمد الحمد واستبرق أحمد إلا أنه نوعي. </span></strong></div><strong><div dir="rtl" align="justify"><br /><span style="font-size:130%;">في مطار الكويت، كنا جلوساً في قاعّة الانتظار رقم 3، نفعل ما يفعل المنتظرون والعاطلون عن السفر: نربي النظر!। كنتُ أشاهد "النجوم" على الطبيعة للمرة الأولى. هذا فوزي بشير وهذا حسن مظفر، وهذا "كانو"، وهؤلاء "ما زالوا" ينتظرون تعطّف "الناقل الوطني" بإعلان الموعد الجديد للإقلاع. كنتُ أحملق فيهم وأنا أفكر أنهم تجسيد حي لعبارة صن تسو في "فن الحرب": "المحاربون المنتصرون ينتصرون أولاً، ثم بعد ذلك يخوضون غمار المعركة". كانوا على الأرجح يدركون أنهم "نجوم "، لذا فقد بدوا متحفظين بعض الشيء. حركاتهم محسوبة بدقة، ويوزعون ابتساماتهم بالتقسيط المريح॥ من ذلك النوع من الابتسامات الذي تحدثتْ عنه بشرى في "غبارها"، حين يخرج المرء من البيت فيتذكر أنه نسي حمْل ابتسامته معه فيضطر لإخراج ابتسامة جاهزة من حقيبته، ابتسامة تؤدي الغرض، " وتمنح المرء شعوراً مباغتاً بالسعادة، عيبها الوحيد، فقط، أنها لا تدوم طويلاً ". قررتُ أن أصور مع عماد الحوسني وأُرِي الصورةَ بعد ذلك لأخي الأصغر محمد ليعرف أن النجوم لا تبزغ إلا لتراني!. سمعتُ جارتنا مرةً تتباهى أن بيت صهرها لا يبعد كثيراً عن بيت عماد في الخابورة. قلتُ له في محاولة لخلق حوار – ونحن واقفان في القاعة تأهباً لالتقاط الصورة - : "تراني من صحم .. يعني جيران ".. فردّ بابتسامةٍ مُجامِلة: "صحيح؟.. ما شاء الله ". وما هي إلا ثوانٍ حتى التُقِطَتْ لنا الصورةُ التاريخية التي توثّق لحظة التآخي الخلاق بين الثقافة والرياضة!. </span></div><div dir="rtl" align="justify"><br /><span style="font-size:130%;">في ذلك اليوم لم أكن قرأتُ بعدُ السؤالَ المرعبَ الذي طرحه سالم العمري في "شرفات": أيهما أكثر تأثيراً وإلهاماً في عيون الشباب العُماني: علي الحبسي أم سيف الرحبي؟॥ لم يُخْفِ العمري ( وهو – للمفارقة – مقدم برامج ثقافية حالي في التليفزيون، وسابق في الإذاعة ) لم يخفِ انحيازه الواضح كشاب للرياضة ضد الثقافة، ليس فقط في رده السريع على نفسه بدون أدنى تردد، ودون أن يرمش له جفن، أو تَطْرف له عين، أو ترتجف له شَفة: "بالتأكيد علي الحبسي"، بل أيضًا لأنه جعل اسم هذا الأخير سابقاً للرحبي في ديباجة السؤال، رغم أن منطق السن والتجربة ( بل وحتى الحروف الأبجدية ) يقضي بتقدم صاحب "المدية الواحدة التي لا تكفي لذبح عصفور" في السؤال مادام لن يستطيع – وا أسفاه ! - أن يتقدم في الجواب.. يا للرعب!.. لكأنك تتمشى في أمان الله في حديقة غنّاء فيفاجئك أحد القتلة المأجورين: "اكتشفنا أن أمك وأباك ما زالا على قيد الحياة، في حين أن كثيرين في مثل سنك ووضعك يعيشون يتماء الأب والأم، وهذا ليس عدلاً। عليك الآن أن تختار بسرعة: نقتل أمك ؟ أم أباك ؟ ". فترتبك وتتلعثم ويتساقط العرق من جبهتك بغزارة، بمَ تجيب!.. صحيح أن سيف الرحبي لم يحترف في بولتون ولكني أكاد أقسم أنه قادر على صد ضربة جزاء بسهولة.. أما علي الحبسي فيمكن اعتباره بامتياز "رجلا من الربع الخالي" وجد نفسه أكثر في "الربع الممتلئ"، وقد أذهب أبعد من ذلك لأقول إنه هو عينه "الجندي الذي رأى الطائر في نومه "!. </span></div><div dir="rtl" align="justify"><br /><span style="font-size:130%;">كان حسن ربيع هو من سجل هدف الفوز في مباراة الأمس، وقبلها كان هو هداف كأس الخليج، وكان طبيعياً أن يكون الأكثر طلباً للتصوير في قاعة المطار.. كنتُ أرقبه وهو يبتسم للصورة وأفكر: سبحان الرزاق المعطي. وتذكرتُ الشقة التي صورتْه كل الفضائيات وهو يستلمها بُعيد المباراة النهائية لكأس الخليج وسبحتُ في حلم يقظة طويييل:<br />أبو علي في شقته الفاخرة في "غرفة تخص المرء وحده" – على رأي فرجينيا وولف - يستيقظ صباحاً على "مسج" من الشاعر إسحاق الخنجري। يبتسم وهو يقول في نفسه : "ما أجمل أن تبدأ يومك بشعر جميل". يضع أبو علي الهاتف بجانب السرير ويتوجه إلى الحمام، وهناك يتناهى إلى سمعه نباح كلب في شقة الجيران فيتشاءم مستذكراً عبارة كاواباتا في إحدى رواياته: "إذا نبحك كلب في الصباح فتلك إشارة على أن يومك سيكون سيئا". بعد خمس دقائق يتذكر أبو علي أن هاتفه بحاجة إلى تعبئة، فيعود أدراجه إليه ليضعه في مكبس التعبئة ريثما ينتهي من طقوسه الصباحية المعتادة. لا يجد الهاتف!. يخرج إلى جاره سلطان فيطلب منه الاتصال به فيكتشف أن هاتفه صار مغلقًا!. يقول له جاره: "أشم رائحة لص، تأكد من محفظتك". يمسك بالمحفظة فيفاجأ بأن اللص الذكي الفطِن السميدع الجريء الحاذق الماهر المتمرس انتزع نقوده منها كما تُنْتَزع الشَعرة من الحساء، ولكنه ليس لصاً شريراً بدليل أنه ترك له بطاقاته الشخصية لم يمسسها سوء. يتصل سلطان بالشرطة، ليأتي شرطيان ويوبخاه على ترك المحفظة في غرفته في مكان بارز، مؤكّدَيْن حتى قبل أن يجف حبر الورقة التي يسجلان فيها تفاصيل السرقة أن القضية ستقيّد "سرقة بسبب الإهمال"!. ولا أدري كيف انتقل المشهد بهذه البساطة من الشقة الفاخرة إلى حارتنا القديمة، حيث وجدتُني لاعب كرة في بداياته يلعب لفريق الحارة، وإذا بمدرب أحد الأندية العالمية الكبيرة كان ماراً بالصدفة في حارتنا لشراء بعض الزلابيا، وإذا به يشاهدني ألعب. قال لي زميل في الملعب: " انتبه ॥ هذا مورينيو أوكامبو مدرب ريال مدريد". فطفقتُ أكثف من مراوغاتي لألفت انتباهه، حتى لقد كسرني مدافع الفريق الخصم فسقطتُ أرضًا وأنا أتلوّى من الألم، ورأيتُ المدرب يوليني ظهره متأهباً للمغادرة، فأُسقِط في يدي ووجدتُني أصرخ بكلام لا أعرف كيف خرج من فمي، ولكن يبدو أنني تعلمتُه في المدرسة: "الله الله في أمري: اجبرني فاني مكسور، اسقِني فاني صََدٍ، أغثني فاني ملهوف"، فمضى ولم يلتفتْ بينما يتعالى صراخي: "إلى متى التأدم بالخبز والزيتون؟، قد والله بح الحلق وتغيّر الخلق". وظللتُ على هذه الحالة إلى أن أيقظني صوتُ أحدهم وهو يقول بفرح: الطيارة ستطير بعد أربعين دقيقة. </span></div><div dir="rtl" align="justify"><br /><span style="font-size:130%;">بينما كانت الطائرة تكنس غبار السماء خرج صوت من كابينة القيادة يطلب من المسافرين الاستفادة من ميزة " المسافر السندباد " التي تُمنَحُ لمن يسافر كثيراً مع هذا الناقل الجوي। كدتُ أن أصرخ من الغيظ: " اخرس॥ السندباد كان يحترم مواعيده " لكنني لعنتُ إبليس!. بالتأكيد لن أستطيع أن أشاهد الدنيا من نافذة الطيارة لأنني كنتُ في المقعد الأوسط.. عن يساري بشرى، وعن يميني بجوار النافذة رجل خمسيني أسمر أبيض اللحية، يبدو من هيئته أنه مشجع عتيق للمنتخب. قرأتُ في الصحيفة التي أمامي أن أحد لاعبينا أصيب في الملعب، فقررتُ أن يكون هذا مدخلي لجاري الودود: "كيف حال الشيبة"؟.. رد: "الحمد لله .. طلع من المستشفى". التفتُّ لأم ناصر لأخبرها أن مبارك العامري خرج من المستشفى أيضًا، وسيسافر قريباً إلى تايلند ليكمل العلاج، ولكنني وجدتُها منهمكة في قراءة رواية "الوارفة" لأميمة الخميس، والتي أهدتْها إياها باسمة العنزي. إنْ أنسَ كل ما سردتْه لنا باسمة خلال هذه الرحلة لا أنسى حديثها عن قصة "موت أنيق" للقاص السعودي الذي كان مقيماً في الكويت خلف الحربي، عن نحات مبدع وهو في الطائرة عائداً إلى أرض الوطن، "يفتح المجلة على صورته وهو يتسلم جائزة المعهد الأوربي للفن الحديث التي كان فاز بها الأسبوع الماضي وشرع يقرأ الخبر للمرة العاشرة، ممنيًا نفسه باستقبال حافل يليق بإنجازه"، ليجد فعلاً جمهوراً كبيرًا بانتظاره، ولكن ليس لاستقباله، بل لاستقبال نجم "ستار أكاديمي"!. </span></div><div dir="rtl" align="justify"><br /><span style="font-size:130%;">ربما لأنه حرمني من مكاني المفضل على النافذة قررتُ أن أستفز الرجل الخمسيني، ففتحتُ فمي كأي انتحاري لا يخشى العواقب: "يقولون ضربة الجزاء على منتخبنا صحيحة"। رد بانفعال: "وين صحيحة الله يهديك! . الحكم حاول يجاملهم، لكن هويدي بيّض وجوهنا". وصَمَتَ قليلاً ثم أردف: "ربك ما يضرب بعصا॥ منتخبه هذا الحكم هزموه على أرضه في نفس الليلة!". ورأيتُ رجلاً يلتفتُ من مقعده إلى الوراء، أذكر أنني رأيتُه في فعاليات ثقافية وما توقعتُ أن أراه مشجعاً للمنتخب الوطني. سألتُ جاري: "كأني أعرفه هذا الرجل". فأوضح أنه فلان الفلاني من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة، وأنه تلقى أمس أثناء المباراة ضربة في ظهره بقنينة ماء من قبل الجمهور. تذكّرتُ الرجل بمجرد ذكر اسمه، ووجدتني أقول لنفسي وأنا أنظر إليه: " لو مع اللوحات بقيتَ ما قذفوك ولا ضربوك "!. </span></div><div dir="rtl" align="justify"><br /><span style="font-size:130%;">قرأتُ في بعض التحليلات الرياضية أن هؤلاء هم المنتخب الذهبي لعُمان. وأن السلطنة لتحافظ على هذا التفوّق بحاجة إلى تشكيل منتخب رديف من شأنه أن يحافظ على منجزات المنتخب الأصلي. وشخصياً لا أعرف إن كان هذا المنتخب قد شُكِّل أم ليس بعد. ولكن إذا لم يكن "لوروا" قد شكله فما الضير لو كان هذا المنتخب الرديف من المثقفين: سيف الرحبي رأس حربة مثلاً، وأحمد الفلاحي حارس مرمى، وسماء عيسى "ليبرو"، وخالد عثمان "مسّاك"، ومحمد الرحبي ظهير مهاجم ليتسنى له - كما تمنى في أحد مقالاته - أن يرفع دشداشته بعد أن يسجل الهدف ليكشف عن عبارة "تضامناً مع غزة" المكتوبة في بطنه. ولا مانع أن يحترف بعض لاعبي هذا المنتخب في الخارج: على المعمري في الأهلي المصري، وناصر البدري في مانشيستر الإنجليزي ( بطلب شخصي من السير اليكس فيرجسون ! )، ومحمد اليحيائي في نادي جالاكسي الأمريكي بديلاً لبيكهام. وهلمّ جرياً في الملعب.. ألن يكون هذا بحق منتخب الأحلام؟!. الانتصارات الكبيرة بدأتْ بحلم، ولا شيء يمكن أن يقف في وجه الإرادة الحقيقية. و"عندما يناضل المرء من أجل كل ما تحت السماء فعليه أن يناله كاملاً"، هكذا تحدث صن تسو أيضًا. قبل عشر سنوات كان حصولنا على كأس الخليج ليس أكثر من حلم، أما اليوم فقد أصبح الحلم واقعاً معيشاً، واحتفل به الجميع، ليس فقط المهتمون بالرياضة، بل كل عُمان، مواطنوها ووافدوها. في ليلة الانتصار، وبسبب الاحتفالات التي عمّت السلطنة بأكملها </span></strong></span></div><a href="file://ن/"></a><span style="font-family:verdana;font-size:130%;"><strong>احتجتُ لثلاث ساعات لأنتقل من مبنى الإذاعة إلى البيت في حين كان لا يستغرق الطريق في الأحوال العادية أكثر من خمس وعشرين دقيقة। ثمة من تذكّر بمرح حكاية العربي الذي حزم وسطه وأخذ يرقص ابتهاجًا. احتفل بالانتصار حتى مَنْ لم نتوقعه. وقد روى أحد الظرفاء أنه شاهد بعض الكتّاب والمثقفين الذين لم يكونوا يوماً متابعين أو مشجعين لمباريات الكرة، شاهدهم في تلك الليلة يدخلون حانة جون بيري بُعَيْد المباراة وهم في حالة انتشاء عارم ويهتفون بالنادل: "كلنا نبيذ واحد"!. </strong></span><div dir="rtl" align="justify"><span style="font-family:verdana;"><strong><br /><span style="font-size:130%;">في صالة المطار وبينما أنا أنتظر حقائبي اتصلتُ بأخي حمد لأخبره أنني وصلتُ فكان رده: " أنا بعدني في بركا، ربع ساعة وأكون عندك"। وما هي إلا دقائق حتى اكتمل عقد حقائبي الثلاث ووضعتُها في العربة। أي تواطؤ قدري هذا الذي جعل حسن ربيع يمشي أمامي ونحن متوجهان إلى صالة استقبال القادمين!। كان يمشي بطوله الفارع متأبطاً حقيبة رياضية صغيرة، وبدوتُ أنا خلفه بعربتي وكأنني حامل حقائبه!। وما إن ظهرنا للجمهور، ( بتعبير أصدق وأكثر دقّة: ما إن ظهر حسن وأنا وراءه ) حتى توالت الترحيبات: "شرفتنا"، "يا مرحبتين"، "مبروكين"، "بياض الوجه"، "لو سمحت صورة"।<br />تركتُه يبتسم للهواتف النقالة ومضيتُ مُنكّساً رأسي جارّاً عربتي باستحياء. </span></strong></span></div>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com3tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-48475749078901103562010-04-07T18:21:00.001+04:002010-04-07T18:26:05.175+04:00يوميات بودلير<div dir="rtl" align="justify"><span style="font-family:trebuchet ms;font-size:130%;"><strong> أن تقرأ يوميات بودلير يعني أن ترى الحياة بعين شاعر حقيقي ، يكتب كما يعيش ويعيش كما يكتب .. أن تُستلب بالتأملات والرؤى البكر التي قُدر لها أن تصلنا (على الأرجح) في صورة الدفق الأول ، وذلك لأنها نُشرت بعد وفاة كاتبها بعشرين عاما ، ما يعني أنه لم يتح له أن يشذبها أو يجري عليها عمليات تجميل .. يتبدى لنا بودلير في هذه اليوميات ( وكما يصفه مترجمها إلى العربية الشاعر التونسي آدم فتحي) كأوضح ما تكون الرؤية : يفكر ويشك ، يحسم ويتراجع ، ينحاز ويتخلى ، يهجم ويدافع ، يمدح ويهجو ، يقارع الحجة بالحجة ، ويتخذ لنفسه موقعا من كل ما حفل به عصره (بودلير عاش في الفترة ما بين عامي 1821 و 1867) ، هذا العصر الذي نضح بمتغيرات عدة ، وعج بأسماء لامعة في الفكر والفلسفة والعلوم والأدب ( هيجل ، كانط ، كارل ماركس ، فكتور هوجو ، فلوبير ، أوغست كونت ، داروين ، شوبنهاور .. الخ ) ولعل هذا ما يصنع لهذه اليوميات أهميتها التاريخية .. قد نشاطر بودلير اعجابه بـ (ادجار ألان بو) أو (أوفيد) أو (فاجنر) ، وقد لا نشاطره سخريته من فولتير وموليير وجورج صاند ، لكننا نسجل له أنه مارس حريته في قول ما يريد (بل وفعْل ما يشاء) ومضى ، هو الذي يتحدث في يومياته عن أن الروح تمر بحالات تكاد تكون فوق طبيعية ، يتجلى أثناءها عمق الحياة بأكمله في أي مشهد يتاح للعين مهما كان عاديا .. ان النظر الى عمق الحياة هي مهمة الشاعر الحقيقي .. لكن الشاعر لا بد أن يكون إنسانا قبل كل شيء ، بما يحمله هذا الانسان بداخله من تناقضات صارخة : الحب والكراهية ، الصدق والكذب ، الخوف والاقدام ، النبل والخسة ، الغموض والوضوح .. إن المواءمة بين الشرط الشعري والشرط الانساني هي التي تصنع الشاعر الحقيقي أو ما يسميه بودلير (الداندي) نسبة الى (الدانديزم) الذي يعرفه بودلير بأنه المعادلة الخيميائية التي بفضلها يلتحم الشاعر بالانسان لانجاب الكائن الأسمى : الداندي .. هذا الداندي عليه ، حسب بودلير ، أن يعيش ويموت أمام مرآة ، وأن يكون عظيما في نظر نفسه قبل كل شيء اذ أن "الأمم لا تنجب العظماء الا مرغمة .. اذن لن يكون الرجل عظيما الا اذا انتصر على أمته جمعاء"، كما أن الداندي عاشق للفن والجمال ، ولكن ليس الجمال النمطي المكرس والقار .. الجميل عند بودلير هو شيء ما متأجج وحزين ، شيء ما يفسح المجال للتخمين .. ويجعل من شروطه الغموض والندم ، ويضيف اليهما شرط التعاسة .. وهو بذلك لا يزعم أن الفرح لا يجتمع مع الجمال ، لكنه يعتقد أن الفرح حلية من أكثر حلي الجمال سوقية ، بينما الكآبة هي اذا صح القول قرينة الجمال الرفيعة الى الحد الذي لا يتصور معه بودلير نموذجا للجمال لا تسكنه التعاسة<br />* * *</strong></span></div><span style="font-family:trebuchet ms;font-size:130%;"><strong><div dir="rtl" align="justify"><br /><span style="font-size:180%;color:#ff0000;">شذرات من يوميات بودلير</span> </strong></span></div><span style="font-family:trebuchet ms;font-size:130%;"><strong><p align="justify"><br />عندما يأوي المرء الى فراشه ، تتمثل الرغبة الدفينة لجميع أصدقائه تقريبا في أن يروه يموت .. بعضهم للوقوف على أن صحته كانت أسوأ من صحتهم .. والآخرون يخامرهم أمل ما ، في معاينة الاحتضار<br /><br />* * *<br />ما من فتنة للحياة حقيقية غير فتنة اللعب .. ولكن ماذا لو كنا غير مبالين بأن نكسب أو نخسر ؟.<br />* * *<br /><br />فيما يختص بالنوم ، تلك المغامرة الكئيبة لكل ليلة ، كان يمكن القول إن الناس ينامون يوميا بجرأة غير معقولة ، لولا أننا نعرف أنها جرأة الجاهل بالخطر .<br />* * *<br /> يقال إن عمري ثلاثون سنة .. ولكن اذا عشتُ ثلاث دقائق في كل دقيقة ، ألا أكون في التسعين ؟<br />* * *<br />الإنسان يحب الإنسان ، إلى حد أنه لا يهجر المدينة الا ليبحث عن الحشد مرة أخرى ، أي ليعيد صنع المدينة في الريف<br />* * *<br /> يبدو لي الانسان المتعلق بالمتعة ، أي بالحاضر ، في هيئة رجل متدحرج من عل ، أراد أن يتشبث بشجيرات ، فاقتلعها وجرفها معه في سقوطه<br /> </strong></span></p>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-69507773847938068212010-04-01T20:41:00.001+04:002010-04-01T20:52:45.183+04:00نفق ساباتو<span style="font-family:trebuchet ms;font-size:130%;">''الروايات الكبرى هي التي تغير الكاتب حين يكتبها، والقارئ حين يقرأها''.. لأول وهلة قد يستغرب المرء حين يعرف أن قائل هذه العبارة عالم فيزياء.. ولكن الدهشة ستتبدد حين نعرف أن ذلك العالِم قرر هجر الفيزياء واتجه إلى كتابة الروايات.. ''النفق'' واحدة من الروايات التي يمكن الزعم أنها قادرة على تغيير القارئ بعد أن يقرأها .. ومن باب أولى فهي غيّرتْ كاتبها ارنستو ساباتو بعد كتابتها إذ حولتْه من العالِم الحاصل على الدكتوراه في الرياضيات والفيزياء والعامل في مختبرات ''كوري'' بباريس شاهداً على تحطيم ذرة اليورانيوم وما سينجم عن ذلك فيما بعد من أخطار تهدد البشرية وتنذر بجحيم كوني، حولته إلى روائي فذ عُدَّ واحداً من أهم روائيي القرن العشرين، برغم قلة إنتاجه الروائي الذي لم يتعدَّ ثلاث روايات، هي ''النفق'' عام 1948 ''صدرتْ عن الدار الوطنية الجديدة عام 2004 بترجمة عبدالسلام عقيل''، و''أبطال وقبور'' عام ،1961 و''أبدون'' عام ..1967 ومع هذا، فإن ساباتو يؤكد في الحوار الذي أجرتْه معه الروائية التشيلية ايزابيل الليندي ونُشِر في مجلة ''باولا'' أنه ليس كاتباً محترفاً، وأنه يكره الأدب والأدباء، مضيفاً: ''كوني كاتباً أمر لا يعجبني، كان بودي أن أكون عالم آثار أو عالم لغة، أو أن تكون لي ورشة ميكانيك صغيرة في حي غير معروف''.<br />كان بطل أولى رواياته ''النفق'' رجل مجنون انطوائي مكتئب على الدوام، ويردد: ''كون العالم فظيعاً، فهذه حقيقة لا تحتاج إلى برهان''.. إنه رسام يدعى خوان بابلو كاستيل لم يتمكن من التواصل مع أحد، ولا حتى مع المرأة الوحيدة التي يبدو أنها فهمتْه من خلال ما يرسم، والتي سيقتلها في النهاية بدافع الغيرة.. يردد كاستيل في الرواية: ''كان هناك في جميع الأحوال، نفق واحد فقط، مظلم وموحش: نفقي أنا''، لكننا سنكتشف نحن القراء أنه ''نفقنا'' نحن أيضاً الذي سندخله طائعين، ولن نكون نحن حين نخرج منه ''إذا قُيّض لنا أن نخرج''.<br />يقول ساباتو إن من يريد أن يختار الكتابة فعليه أن يكتب عندما يصل به الأمر إلى حد لا يطاق، عندما يُدرك أنه قد يصاب بالجنون إن لم يكتبْ..<br />وعلاوة على أنه كاتب كبير وفنان، فإن المزية الأهم لساباتو - كما يقول الشاعر العراقي باسم المرعبي في دراسة له بمجلة نزوى - هي أنه قدم للأدب ما لا يمكن أن يقدمه غيره بسبب من خلفيته العلمية الصرف، ما ساعده على أن يضفي تفكيراً منطقياً علمياً على مجمل أفكاره وتصوراته عن الكتابة والفن عموماً.. ونستطيع القول - يضيف المرعبي - إن الكتابة قد حظيتْ برصيد كبير بانتقال ساباتو إليها، وعبر فهمه تصيب الرواية مكانة غير معهودة، فهو يعتقد أنها تتفوق على البحث والفلسفة؛ لأن بإمكانها أن تجيب على التساؤلات. وما ذلك إلا لأن الرواية هجين يقع وسط الطريق بين الأفكار والعواطف''.<br />''النفق'' رواية تدفعك للتفكير والتأمل، ولا يمكن أن تظل أنتَ أنتَ بعد فراغك من قراءتها.<br /> </span>سليمان أيضاhttp://www.blogger.com/profile/02067136310901294020noreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-59081843004502568092010-03-30T11:37:00.001+04:002010-03-30T11:37:20.736+04:00امبااااع<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><meta content="text/html; charset=utf-8" http-equiv="Content-Type"></meta><meta content="Word.Document" name="ProgId"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Generator"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Originator"></meta><link href="file:///C:%5CDOCUME%7E1%5CMSHRAW%7E1%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsohtml1%5C01%5Cclip_filelist.xml" rel="File-List"></link><style>
<!--
/* Font Definitions */
@font-face
{font-family:Wingdings;
panose-1:5 0 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:2;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:0 268435456 0 0 -2147483648 0;}
@font-face
{font-family:"Traditional Arabic";
panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:178;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:24577 0 0 0 64 0;}
/* Style Definitions */
p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal
{mso-style-parent:"";
margin:0cm;
margin-bottom:.0001pt;
text-align:right;
mso-pagination:widow-orphan;
direction:rtl;
unicode-bidi:embed;
font-size:12.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";}
p.MsoFootnoteText, li.MsoFootnoteText, div.MsoFootnoteText
{mso-style-noshow:yes;
margin:0cm;
margin-bottom:.0001pt;
text-align:right;
mso-pagination:widow-orphan;
direction:rtl;
unicode-bidi:embed;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-language:AR-SA;}
span.MsoFootnoteReference
{mso-style-noshow:yes;
vertical-align:super;}
/* Page Definitions */
@page
{mso-footnote-separator:url("file:///C:/DOCUME~1/MSHRAW~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_header.htm") fs;
mso-footnote-continuation-separator:url("file:///C:/DOCUME~1/MSHRAW~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_header.htm") fcs;
mso-endnote-separator:url("file:///C:/DOCUME~1/MSHRAW~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_header.htm") es;
mso-endnote-continuation-separator:url("file:///C:/DOCUME~1/MSHRAW~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_header.htm") ecs;}
@page Section1
{size:612.0pt 792.0pt;
margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt;
mso-header-margin:36.0pt;
mso-footer-margin:36.0pt;
mso-paper-source:0;}
div.Section1
{page:Section1;}
/* List Definitions */
@list l0
{mso-list-id:653294822;
mso-list-type:hybrid;
mso-list-template-ids:-899745960 381606274 67698691 67698693 67698689 67698691 67698693 67698689 67698691 67698693;}
@list l0:level1
{mso-level-start-at:0;
mso-level-number-format:bullet;
mso-level-text:-;
mso-level-tab-stop:36.0pt;
mso-level-number-position:left;
text-indent:-18.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";}
ol
{margin-bottom:0cm;}
ul
{margin-bottom:0cm;}
-->
</style> <br />
<div align="center" class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: center;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 50pt; line-height: 150%;">امبااااع<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><br />
</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> ثَغَتْ الشاة . <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> سقطتْ دمعة من عين عبدالفتاح المنغلق على حافة السكين المشحوذة بعناية . <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> قبل عشرين سنة كان عبدالفتاح يحب العيد ، وخاصة حين يطلق مفرقعاته في المصلى بانتظار انتهاء الخطبة . <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> قبل ثلاث سنوات فقط بات المنغلق يتشاءم من العيد .. تحديدا منذ قال له أبوه : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">فضحتنا قدام الخلق <o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">قالها أبوه في ثالث أيام العيد ، عندما كان أهل القرية مجتمعين لتناول وجبة الشواء في سبلة<a href="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=2525587893104843015#_ftn1" name="_ftnref1" title=""><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><b><span style="font-family: "Times New Roman"; font-size: 18pt;">[1]</span></b></span></span></span></a> الشيخ سعدون بن خويطر .. قال الشيخ لأبي عبدالفتاح : " ما شا الله شواكم لذيذ ، باين عليه التيس اللي ذبحه عبدالفتاح كان كبير" .. قال الأب : أنا اللي ذبحت التيس . <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> لم يفهم الأب مغزى تعليق الشيخ إلا حين سمع رده على طلبه الذي طلبه قبل أسبوع من العيد .. أثناء شرب الشاي ، وعلى مرأى ومسمع كل من كان في المجلس قال الشيخ : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">الظاهر ما في نصيب يا بو عبدالفتاح <o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">ذهل الأب من رد الشيخ الذي لم يتوقعْه ، فعبدالفتاح من نفس فخيذة<a href="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=2525587893104843015#_ftn2" name="_ftnref2" title=""><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><b><span style="font-family: "Times New Roman"; font-size: 18pt;">[2]</span></b></span></span></span></a> قبيلة الشيخ ، وقليلون من شباب القبيلة من يستلمون راتبا كراتبه : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">أيش فيه ولدي يا شيخ ؟ <o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">رد الشيخ بصرامة : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">اللي ف حياته ما ذبح هايشة<a href="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=2525587893104843015#_ftn3" name="_ftnref3" title=""><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><b><span style="font-family: "Times New Roman"; font-size: 18pt;">[3]</span></b></span></span></span></a> كيف أستأمنه على بنتي ؟!!<o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">اسودَّ وجه والد المنغلق واعتزل الناس ستة أشهر بعد تلك "الفضيحة" .. وقال لولده بصوت متهدج : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">قلبي ما راضي عليك لين أشوفك تذبح .<o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">قالت الأم : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">يا ولدي ما يجوز تغضّب بأبوك .. التيس اللي بتذبحه ما أهم من أبوك .<o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><span dir="ltr"></span><b><span dir="ltr" style="font-size: 18pt; line-height: 150%;"><span dir="ltr"></span> </span></b><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">عبدالفتاح المنغلق يعي جيدا أن والده أهم من التيس ، المسألة فقط أنه أجبن من أن يذبح دجاجة ! .. ولعله كان يعوّل الكثير على موقف حبيبته العنود بنت الشيخ سعدون .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> وهب الله العنود ذاكرة قوية ، فهي ما تزال تتذكر حكاية إشرافها على الغرق في الوادي قبل ثلاث عشرة سنة لولا الصبيّ الذي تصادف وجوده هناك وتشبثها بطرف إزاره .. أقران الصبي الخبثاء لقّبوه "شجاع غصب" مُشيعين أن سر نجاحه في إنقاذها هو قبضته القوية على إزاره مخافة أن يتعرى أمام الفتاة ، رغم أن قبضته على الإزار كانت بيد واحدة فقط في حين كانت اليد الأخرى تتشبث بنتوء صخري وسط الوادي .. لا أحد يستطيع تأكيد ما إذا رأت العنود شيئا لا ينبغي أن تراه في تلك المعمعة ، لكن المؤكد أنها أُغرمت بالصبي منذ ذلك اليوم ، وحتى بعد أن صارت معلمة في مدرسة البنات في القرية . <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> قبل ثلاث ليال من العيد الذي تلا عيد الفضيحة قال الأب لابنه : ستذبح .. <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">ولما لم يذبح عبدالفتاح تقدم مسعود بن بشير لخطبة ابنة الشيخ ، فكان أن رُفِض بسبب أقاويل وصلتْ إلى مدرسة البنات بأنه "يشرب الخمر" .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> قبل ثلاث ليال من العيد الثاني بعد الفضيحة قال عبدالفتاح : ما أنا بذابح .. فكان أنْ تقدم راشد بن منصور لخطبة العنود ، فتم رفضه بسبب شائعات وصلتْ إلى مدرسة البنات بأنه كان "يقْرم الماي"<a href="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=2525587893104843015#_ftn4" name="_ftnref4" title=""><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><b><span style="font-family: "Times New Roman"; font-size: 18pt;">[4]</span></b></span></span></span></a> .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> قبيل هذا العيد ، والذي يأتي ثالثا بعد الفضيحة قال الأب : إذا لم تذبح فاخرج من بيتي . وقالت العنود : إذا لم تذبح فاخرج من قلبي . <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> بكى عبدالفتاح وارتمى في حضن أمه التي قالت : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">يا ولدي كل شي في بدايته صعب ألين تتعود . <o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">وأرته كيف تذبح دجاجتها . <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> بُعيد صلاة العيد خلع عبدالفتاح دشداشته .. دخل إلى الزريبة وخرج بمعية الشاة .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> سقطتْ دمعة من عينه على حافة السكين المشحوذة بعناية .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-OM" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> ثغت الشاة . <o:p></o:p></span></b></div><div><br />
<hr align="left" size="1" width="33%" /><div id="ftn1"><div class="MsoFootnoteText" dir="rtl"><a href="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=2525587893104843015#_ftnref1" name="_ftn1" title=""><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="font-family: "Times New Roman"; font-size: 10pt;">[1]</span></span></span></span></a><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> <span lang="AR-OM"> سبلة : مجلس </span><span dir="ltr"><o:p></o:p></span></div></div><div id="ftn2"><div class="MsoFootnoteText" dir="rtl"><a href="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=2525587893104843015#_ftnref2" name="_ftn2" title=""><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="font-family: "Times New Roman"; font-size: 10pt;">[2]</span></span></span></span></a><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> <span lang="AR-OM">الفخيذة : فرع من القبيلة </span><span dir="ltr"><o:p></o:p></span></div></div><div id="ftn3"><div class="MsoFootnoteText" dir="rtl"><a href="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=2525587893104843015#_ftnref3" name="_ftn3" title=""><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="font-family: "Times New Roman"; font-size: 10pt;">[3]</span></span></span></span></a><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> <span lang="AR-OM">هايشة : بهيمة أو حيوان </span><span dir="ltr"><o:p></o:p></span></div></div><div id="ftn4"><div class="MsoFootnoteText" dir="rtl"><a href="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=2525587893104843015#_ftnref4" name="_ftn4" title=""><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="font-family: "Times New Roman"; font-size: 10pt;">[4]</span></span></span></span></a><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> <span lang="AR-OM"> يمضغ الماء .. عبارةْ شعبية كناية عن الشذوذ الجنسي </span><span dir="ltr"><o:p></o:p></span></div></div></div></div>Unknownnoreply@blogger.com1tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-20682565809835060212010-03-30T11:36:00.000+04:002010-03-30T11:36:28.130+04:00عَطْسٌ<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <meta content="text/html; charset=utf-8" http-equiv="Content-Type"></meta><meta content="Word.Document" name="ProgId"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Generator"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Originator"></meta><link href="file:///C:%5CDOCUME%7E1%5CMSHRAW%7E1%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsohtml1%5C01%5Cclip_filelist.xml" rel="File-List"></link><style>
<!--
/* Font Definitions */
@font-face
{font-family:"Traditional Arabic";
panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:178;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:24577 0 0 0 64 0;}
/* Style Definitions */
p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal
{mso-style-parent:"";
margin:0cm;
margin-bottom:.0001pt;
text-align:right;
mso-pagination:widow-orphan;
direction:rtl;
unicode-bidi:embed;
font-size:12.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";}
@page Section1
{size:612.0pt 792.0pt;
margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt;
mso-header-margin:36.0pt;
mso-footer-margin:36.0pt;
mso-paper-source:0;}
div.Section1
{page:Section1;}
-->
</style> <br />
<div align="center" class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: center;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 50pt; line-height: 150%;">عَطْسٌ<o:p></o:p></span></b></div><div align="center" class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: center;"><br />
</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> عندما أصابت عبدالفتاح المنغلق نزلة زكام حادة حمَدَ الله أنْ لم يخلقه دجاجة .. ولأن عبدالفتاح انتهازي كبير فقد قرر أن يستغل زكامه الاستغلال الأمثل .. أولا : ذهب إلى مديره وعطس في وجهه ، فقرر الأخير منحه إجازة لمدة أسبوع .. وهو يخرج من المكتب فكر أن اللحظة المناسبة قد حانت لمصالحة حبيبته التي هجرته منذ أسبوع لنسيانه عيد ميلادها ، فقد سمعها ذات مرة تقول إن الرجال حين يمرضون يثيرون الشفقة .. أخرج هاتفه من جيبه وطيَّر زكامه إليها في رسالة مقتضبة .. في طريقه إلى شقته التي لا تدخلها الشمس كحَّ عبدالفتاح وهو يتخيل الضجة الكبيرة التي سيثيرها حين يحقق أمنيته .. كان منذ نعومة أحلامه يتمنى أن يشار إليه بالبنان ، أن يُدرَج اسمه في قائمة المخترعين والمكتشفين من دون أن يضطر إلى إجراء مائة تجربة في معمل أو تسيير سفينة لجزر الواق واق .. منذ خمس سنين وبضعة أشهر قرأ المنغلق في إحدى الصحف أن العين هي العضو الوحيد في جسم الإنسان الذي لا يمكن أن يبقى مفتوحا أثناء العطس .. ومنذ ذلك اليوم وعبدالفتاح لم ييأسْ بعدُ من أنه قادر على إثبات العكس .. عندما واتته العطسة حَمَدَ الله وأثنى عليه ، وتذكر صديقه الذي أخبره ذات مساء أن هذه هي حركة آدم الأولى ، لكنه سرعان ما وبخ نفسه لأنه نسي فأغمض عينيه .. " في المرة المقبلة لن أنسى " قرر عبدالفتاح وهو يصعد بسيارته الجسر .. هذه "المقبلة" سوف لن تتأخر كثيرا ، وسوف لن ينساها المنغلق طوال حياته .. فقد كان يفصله عن الاصطدام بالسيارة التي أمامه عطسة صغيرة .. فكر عبد الفتاح وهو يرى إلى سائق السيارة المصدومة يشوّح بيديه بطريقة غاضبة من خلف زجاج النافذة أن العين بحاجة إلى مراس لكيلا تنغلق أثناء العطس .. عطس عبدالفتاح المنغلق بشدة محتجا على تجمهر الناس حوله وكأنه ارتكب جريمة نكراء حين عطس .. في مكتب شرطة المرور راوده خاطر أن خدمة الرسائل الهاتفية معطلة هذا اليوم وأن زكامه لم يصل بعْدُ لحبيبته .. وبعد أن أقرَّ في أوراق رسمية أن العطس يسبب حوادث السير استقل سيارة أجرة إلى شقته التي لا يدخلها القمر .. وحين عطس فتَحَ السائق النوافذ بحركة سريعة وهو يصرخ : "يرحمك الله" .. رد عبدالفتاح : "يهدينا ويُصلح بالكم" .. كان المنغلق قد بلغ من الإعياء مبلغاً بحيث أنه بات لا يقوى على الذهاب إلى عيادة .. نَقَدَ السائق أجرته وودعه بعطسة .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> ارتمى عبدالفتاح في سريره واضعاً عُلبة المحارم الورقية غير المعطّرة بجواره .. حلم أنه يعطس كثيرا بعينين مفتوحتين على العالم وجميع أشيائه الحية والميتة .. وفي الصباح جمع عبدالفتاح المنغلق كومة المحارم الورقية المضرجة بالمخاط وقذف بها إلى القمامة .. اكتشف أنه لم يعد يعطس فقرر قطع إجازته ، لكنه ما لبث أن ألغى الفكرة حين تذكر أن سيارته ترقد مريضة في مكان بعيد .. فتح هاتفه فانتثرت الموسيقى الرومانسية في أرجاء الغرفة .. "جرّبْ لعبة أخرى أيها المحتال" .. مسح الرسالة بلا مبالاة وقرر أن يُعدَّ لنفسه كوبا من الشاي .. فكر وهو متوجه إلى المطبخ أن الرجال حين يُشْفَوْن من المرض يثيرون الشفقة ! . <o:p></o:p></span></b></div></div>Unknownnoreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-58341304221037238462010-03-30T11:35:00.000+04:002010-03-30T11:35:03.166+04:00الأبيض والأسود<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><meta content="text/html; charset=utf-8" http-equiv="Content-Type"></meta><meta content="Word.Document" name="ProgId"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Generator"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Originator"></meta><link href="file:///C:%5CDOCUME%7E1%5CMSHRAW%7E1%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsohtml1%5C01%5Cclip_filelist.xml" rel="File-List"></link><style>
<!--
/* Font Definitions */
@font-face
{font-family:"Traditional Arabic";
panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:178;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:24577 0 0 0 64 0;}
/* Style Definitions */
p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal
{mso-style-parent:"";
margin:0cm;
margin-bottom:.0001pt;
text-align:right;
mso-pagination:widow-orphan;
direction:rtl;
unicode-bidi:embed;
font-size:12.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";}
@page Section1
{size:612.0pt 792.0pt;
margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt;
mso-header-margin:36.0pt;
mso-footer-margin:36.0pt;
mso-paper-source:0;}
div.Section1
{page:Section1;}
-->
</style> <br />
<div align="center" class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: center;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 50pt; line-height: 150%;">الأبيض والأسود<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%;"><br />
</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> عندما رأى عبدالفتاح المنغلق فتاته ترفل في الأسود ، لم يفكر قط أن ابتسامتها بيضاء .. فكر فقط في قتل معلمه في الابتدائية الذي أدخل في رأسه أن الأسود لون شرير .. دار في خلده وهو يتأمل بياض عينيها أن علاقته بالأبيض لم تكن سيئة قبل اضطراره اليومي للذهاب إلى مقر عمله أبيضَ بكثير من السوء .. ألهذا إذن بات لا يشرب الحليب إلا إذا مزّق بياضَه الشايُ ؟! .. "الأبيض بالإكراه ليس سوى أسود" تمتم في سرّه لئلا تسمعه جدران مكتبه البيضاء .. تذكّر فتاته وهي تبرر سوادها في لقاء الأمس ، وهو التبرير الذي يتلخّص في أن رجلا من أهلها مات في ازدحام شديد قبل أن يتمكن من رجم الشيطان بسبع حصوات صغيرة .. يزعم عبدالفتاح المنغلق أنه لم يكن غبيا ولا أحمق حين دعا فتاةً ملبدةً بالأسود الذي لم يجفّ بعد ، إلى السينما .. بل كان يستغل – كأي انتهازي خبيث – معرفتَه بأن الشيطانَ لم تشجّه حصوات الرجل .. الفتاة رفضتْ بالطبع ، ولكن من قال إن المنغلق كان يعوّل كثيرا على موافقتها ؟!.. كانت حكمته في الحياة أن مزرعةَ الخيال وفيرةُ المحاصيل ، فقط اسْقِها .. <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> سقى عبدالفتاح المزرعة وتوجّه إلى سينما الشاطئ .. هناك حجز تذكرتين في المقاعد العلوية التي تتيح الرؤية بوضوح ، إضافة إلى ميزاتها الأخرى .. لم ينسَ أيضا أن يشتري كيسَيْ فوشار .. "سندريللا مان" عنوان مخيّبٌ لآمال عبدالفتاح الذي كان يفضّله فيلماً بالأبيض والأسود ، لكنه علل نفسه بأنه ربما يكون فيلماً مناسبا للمرحلة ! .. نظر إلى يمينه وقال بابتسامة غير مصطنعة : أنت سندريللا ، وأنا "مان" .. لم يندّ عنها ما يوحي بأنها سمعتْه في ضجة الموسيقى المنبعثة من الشاشة الكبيرة .. بعد حوالي ربع ساعة نظر المنغلق إلى فتاته بنصف عين : " يا الهي ! .. ماذا لو أن أخاها ملاكم ! " .. بعد دقائق معدودات سيكتشف عبدالفتاح أن الملاكم القوي سيتحول إلى شحّاذ لا حولَ له ولا قبضة ، لأن يده مكسورة ، وروحه كذلك ! .. لا يحب عبدالفتاح هذه النوعية من الأفلام التي تعرّيه من الداخل ، علاوة على أن مشهد القوي الذي يتحوّل فجأة إلى هشّ كنملة هو مشهد لم يعد قادرا على إدهاشه نظراً لأنه أَلفَه كلّ مساء في المرآة .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> في اللقطة الرومانسية المؤثرة التي جمعتْ راسل كرو ورينيه زويلويغر التفتَ عبدالفتّاح الى يمينه وهَمَسَ : "إنهما يتعانقان ! " .. كانت مندمجة فلم يشأ أن يُعيدَ همستَه ( همسات عبدالفتاح المنغلق طبيعية وغير مفتعلة ، لذا فإنها لا تُعادُ ) .. كان فُتاتُ الفوشار يتساقط تحت قدميه دون أن يشعر .. في منتصف الفيلم أظلمت الشاشة إيذاناً باستراحة قصيرة .. نظر عبدالفتاح إلى فَتاته فانذهل حين رأى أسنانها البيضاء .. خَطَرَ بباله أن المكان أسود وأن ضحكتَها هي الأبيض الوحيد ، كأنها نجمة يتيمة في ليل بهيم .. عرف لحظتَها أن الشيطان ، لا غيره ، هو مخترع السينما .. فجأة اشتعلت القاعة بالنور لتُظلمَ بعدها بدقائق ويواصل جيم برادوك رحلة الهروب من ضعفه .. انتابت عبدالفتاح رغبة بريئة في أن يواصل متابعة ما تبقى من الفيلم ويدُه نائمة في يد فتاته .. لكنها سرعان ما تكفلتْ بقمع رغبته تلك لأنها " عيب" .. كان على الملاكم ليستعيد ما مضى من مجده الغابر أن يُنازلَ ملاكماً آخر اشتهر بقتل كل مَنْ يُنازلُه .. ولقد بكى عبدالفتاح حتى اخضلت لحيته حين رأى ماي برادوك تودّع جيم برادوك بالدموع قُبَيْلَ دخوله الحلبة .. "هكذا هي الزوجة وإلا فلا " دمدم بصوت خفيض وهو يزدرد الفوشار الذي زادتْه دموعُه ملحاً على ملح .. في معمعة اللكمات الرائحة الغادية شعرَ عبدالفتاح المنغلق أن قلبه حمامة على وشك الطيران .. التفتَ إلى يمينه وقال بلهجة حادة : "لنذهبْ من هنا بسرعة " .. قالتْ : "إنها الدقائق الأخيرة من الفيلم ، انتظرْ قليلا " .. امتعضَ عبدالفتاح وغادر المكان بسرعة سنجاب مذعور ، تاركاً فَتَاتَه ترفل في الأسود .. وفُتَاتَه أيضا . </span></b><b><span dir="ltr" style="font-size: 18pt; line-height: 150%;"><o:p></o:p></span></b></div></div>Unknownnoreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-52496723188096724242010-03-30T11:34:00.001+04:002010-03-30T11:34:00.178+04:00الصابونة<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><meta content="text/html; charset=utf-8" http-equiv="Content-Type"></meta><meta content="Word.Document" name="ProgId"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Generator"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Originator"></meta><link href="file:///C:%5CDOCUME%7E1%5CMSHRAW%7E1%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsohtml1%5C01%5Cclip_filelist.xml" rel="File-List"></link><style>
<!--
/* Font Definitions */
@font-face
{font-family:Wingdings;
panose-1:5 0 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:2;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:0 268435456 0 0 -2147483648 0;}
@font-face
{font-family:"Traditional Arabic";
panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:178;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:24577 0 0 0 64 0;}
@font-face
{font-family:"Akhbar MT";
panose-1:0 0 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:178;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:8193 0 0 0 64 0;}
/* Style Definitions */
p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal
{mso-style-parent:"";
margin:0cm;
margin-bottom:.0001pt;
text-align:right;
mso-pagination:widow-orphan;
direction:rtl;
unicode-bidi:embed;
font-size:12.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";}
@page Section1
{size:612.0pt 792.0pt;
margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt;
mso-header-margin:36.0pt;
mso-footer-margin:36.0pt;
mso-paper-source:0;}
div.Section1
{page:Section1;}
/* List Definitions */
@list l0
{mso-list-id:276645397;
mso-list-type:hybrid;
mso-list-template-ids:-268534034 2006189498 67698691 67698693 67698689 67698691 67698693 67698689 67698691 67698693;}
@list l0:level1
{mso-level-start-at:0;
mso-level-number-format:bullet;
mso-level-text:-;
mso-level-tab-stop:36.75pt;
mso-level-number-position:left;
margin-left:36.75pt;
text-indent:-18.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";
mso-bidi-font-family:"Akhbar MT";}
ol
{margin-bottom:0cm;}
ul
{margin-bottom:0cm;}
-->
</style> <br />
<div align="center" class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: center;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 50pt; line-height: 150%;">الصابونة<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%;"><br />
</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> قهقه المذيع الجوال حتى بانت نواجذه على الهواء مباشرة عندما سمع إجابة عبدالفتاح المنغلق عن سؤاله التقليدي جدا : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">بما أنني سنويا أراك في هذا المعرض بمَ تنصح محبي الكتب ؟ <o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">قال عبد الفتاح : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">لا يستهينَنَّ أحدكم بالصابونة ! <o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> عندما عاد عبد الفتاح إلى شقته توجه فورا إلى المكتبة .. صف الكتب الجديدة بعناية طالباً منها أن تؤنس وحشة أخواتها في النسب .. من هذه القديمة انتزع "العجوز الذي كان يقرأ الروايات الغرامية" من أنفه وتوجه به إلى غرفة النوم .. وهو مستلق على السرير فتح الصفحة الأولى وقرأ الإهداء: <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify;"><br />
</div><div align="right"><table border="1" cellpadding="0" cellspacing="0" class="MsoTableGrid" dir="rtl" style="border-collapse: collapse; border: medium none; margin-left: 159.7pt;"><tbody>
<tr> <td style="border: 1pt solid windowtext; padding: 0cm 5.4pt; width: 135pt;" valign="top" width="180"><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">حبيبي عبدالفتاح : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">" أفضّل أن أنام عندما يكون الجو أكثر إظلاما" <o:p></o:p></span></b></div></td> </tr>
</tbody></table></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify; text-indent: 35.25pt;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">حينما كتب لويس سبولفيدا هذه الكلمات في الصفحة 109 لم يكن ليتوقع أن امرأة جميلة ستستعيرها لتهديها حبيبها . " السنوات تمر سريعا " قال المنغلق وهو يفتح أحد أدراج السرير بحثاً عن صورة .. حملق في الصورة مليا وغاب في العينين العسليتين .. سألهما : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">أحقا لم تريا الصابونة تسقط في الكيس ؟!<o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify; text-indent: 35.25pt;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">يجدر التنويه لمن لا يعرف الحكاية أن الصابونة سقطتْ في الكيس في نفس التاريخ المدون في الإهداء .. كانت حبيبته تعرف مدى شغفه بالكتب ، فقررتْ في لفتة ذكية أن تهديه في عيد ميلاده كتباً بعدد سنوات عمره ، متخيرةً من كل كتاب عبارة ذات مغزى لتدونها له في الصفحة الأولى كإهداء .. عندما أخرج المنغلق الكتاب السابع والعشرين والأخير اكتشف أن ثمة كتيّبا صغيرا قابع في أسفل الكيس .. ظنه في البداية كتيّب أذكار وأدعية ، ولكن ما إنْ حمله في يده حتى اكتشف أنه ... صابونة ! <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">آه .. إنها صابونتي الجديدة .. يبدو أنها سقطتْ خطأً في الكيس .<o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">صحيح أن حبيبة المنغلق جميلة ، لكنه يعرف جيدا أنه لم يشغف بها إلا لأنها ذكية .. لم يكن سهلا إذن أن يُصدّق هذا التبرير .. "إن وراء الصابونة ما وراءها " .. هكذا حدّث عبدالفتاح نفسه الأمّارة بالسؤال . <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> قال الطبيب النفساني : لعلها أرادت أن تقول لك إن العقل النظيف في الجسم النظيف .. اقرأ واستحم !.<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> قال الفيلسوف : الكتب تلوّث العقول ، ومن هنا جاءت الصابونة .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> قال العراف : إنها النهاية .. بعد الرقم 27 ستغسل الأرض أدرانها كما تغسل الصابونة الأجساد .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> ارتعب عبدالفتاح من التأويل "الصابوني" الأخير فهرع الى صديقه الذي كان يصطاد سمكاً على الشاطئ .. ضحك هذا الأخير وقال ساخراً : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">يا غبي .. إنها تتعمد إهانتك .. تقول لك انه إذا كانت 27 كتابا غير قادرة على إخبارك أنك قذر ورائحتك نتنة ، فوحدها الصابونة القادرة على ذلك . <o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 36.75pt; text-align: justify; text-indent: 35.25pt;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">الآن بعد خمس سنوات من الحادثة ، لا يعرف عبدالفتاح مَنْ يصدّق بالضبط .. ما يعرفه حقاً أن عبد الفتاح المنغلق بعد الصابونة يختلف تماما عن عبدالفتاح المنغلق قبل الصابونة .. ولا يدري حتى اللحظة هل كان قراره صائبا بفسخ الخطبة ! . <o:p></o:p></span></b></div></div>Unknownnoreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-75835976142924599722010-03-30T11:33:00.001+04:002010-03-30T11:33:11.476+04:00حرية شخصية<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><meta content="text/html; charset=utf-8" http-equiv="Content-Type"></meta><meta content="Word.Document" name="ProgId"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Generator"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Originator"></meta><link href="file:///C:%5CDOCUME%7E1%5CMSHRAW%7E1%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsohtml1%5C01%5Cclip_filelist.xml" rel="File-List"></link><style>
<!--
/* Font Definitions */
@font-face
{font-family:Wingdings;
panose-1:5 0 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:2;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:0 268435456 0 0 -2147483648 0;}
@font-face
{font-family:"Traditional Arabic";
panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:178;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:24577 0 0 0 64 0;}
/* Style Definitions */
p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal
{mso-style-parent:"";
margin:0cm;
margin-bottom:.0001pt;
text-align:right;
mso-pagination:widow-orphan;
direction:rtl;
unicode-bidi:embed;
font-size:12.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";}
@page Section1
{size:612.0pt 792.0pt;
margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt;
mso-header-margin:36.0pt;
mso-footer-margin:36.0pt;
mso-paper-source:0;}
div.Section1
{page:Section1;}
/* List Definitions */
@list l0
{mso-list-id:1990481475;
mso-list-type:hybrid;
mso-list-template-ids:832054224 1327028912 67698691 67698693 67698689 67698691 67698693 67698689 67698691 67698693;}
@list l0:level1
{mso-level-start-at:0;
mso-level-number-format:bullet;
mso-level-text:-;
mso-level-tab-stop:38.25pt;
mso-level-number-position:left;
margin-left:38.25pt;
text-indent:-20.25pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";
mso-bidi-font-family:"Traditional Arabic";}
ol
{margin-bottom:0cm;}
ul
{margin-bottom:0cm;}
-->
</style> <br />
<div align="center" class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: center;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 48pt; line-height: 150%;">حرية شخصية<o:p></o:p></span></b></div><div align="center" class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: center;"><br />
</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> لا يهمني أن ينظر إليَّ بتلكما العينين الشريرتين .. التحديق في الزرقة الأخاذة حرية شخصية .. ثم إنه حتى الأعمى سيلاحظ بلا شك أنها هي التي تحدّق في شاربي .. <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 23pt; line-height: 150%;">هي </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">: زرقة مؤطرة بالسواد الضروري لحراسة البياض من الرماديين . <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 23pt; line-height: 150%;">هو </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">: عينان من شرّ ترشقان المشهد بعناصر الخراب . <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 23pt; line-height: 150%;">أنا </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">: تيه ممزقٌ بين زُرقتها وصُفرته .. تيه يُسمّونه : عبدالفتاح المنغلق ! <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> الأمر إذن هكذا : لأدخل عتبة الابتسامة وأنعم بسوسناتها ، عليَّ أولاً أن أعمل على تحييد نظراته الشريرة .. سأتجاهله وحسب .. سأقول انه حكّة في خاصرتي وأنا في حضرة الملكة .. سأقول أيضا إن هذه المرأة وارفة الزُرقة ، المسيجة بالسواد ، وحيدة كبحر هجره المصطافون .. وما الابتسامة سوى حيلة للتملص من الهواء المثقل برائحة العزلة .. ربما كانت عاشقة ، وهذا ما يفسر نظرتها التائهة .. لكنها تبتسم .. أيكون حبيبها من التقط الصورة ؟! .. على الأقل كان موجودا لحظة التصوير .. لعلها تذكرت لهاثهما على الشاطئ فابتسمتْ .. المصورون يقتنصون اللحظات كما تقتنص المبيدات الحشرات .. وصاحب العينين الشريرتين يحاول اقتناصي .. أيكون حبيبَها ؟! .. لا أظنُّ ذلك .. وجهه يوحي بأنه خارج للتوّ من سجن في كهف ، ولا زرقة في الكهوف .. لعل مأمور السجن هو من التقط الصورة كإجراء روتيني قبل الإفراج .. ولكن ما الذي يجمع صورتين متناقضتين في صحيفة صفراء واحدة ، وفي مكانين متجاورين ؟! .. أيكونان زوجين من المشاهير ؟! .. آااه لو أني أُجيد لغة هذه البلاد الغريبة التي تلتهم روحي بشراهة : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 38.25pt; text-align: justify; text-indent: -20.25pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">يا أيتها العجوزُ المطمئّة ، القاعدة على مقعدك كأنك شاهدة على خراب العالم : لا لغةَ لي ، فهل تُجيدين تأويل الصور في الصحف الصفراء ؟! <o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> لكنها تشتمني بعينيها فأنكص إلى قواعدي غير سالم .. الأمرُ برمّته يحتاج إلى أُمّ .. لكن أمي بعيدة ، وأنا وحيد في أرض غريبة لا أخالها تصلح لأن تكون أمي .. وأنا أحبُّ الله ، لأنه وهبني عمرا فضفاضاً ، وعلمني أن صُدفة طازجة واحدة خير من ثلاثة مواعيد معلبة .. لستُ مني إنْ لم أبتكر صُدْفتي السعيدة الآن .. ها هما يدخلان ويختاران الطاولةَ المواجهةَ لي .. وجهُها مقابل لوجهي ، وظهرُه يتجاهلني .. انه ظهرُ سجين كما حدستُ .. يبدو أنه حوار حميمي وإلا ما كانت لترشقه بكل هذه الابتسامات .. هل تعلم أن ابتسامتَها تذهبُ أبعدَ من المدى الذي تظنَُ ؟! .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> قبل أن أقوم من مقامي هذا فليعلم الجميع أنني لستُ عذولا .. أنا فقط غريب ضيّع عناوينه في ابتسامة لامرأة زرقاء : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 38.25pt; text-align: justify; text-indent: -20.25pt;"><b><span style="font-size: 18pt; line-height: 150%;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;">من فضلكما ، لغتي منكسرة ، وسأسأل فقط هذا السؤال بيديَّ وأرحل : هل أنتما صاحبا هاتين الصورتين ؟ <o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; margin-right: 18pt; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> يا الهي .. انها بلاد تحترفُ الشتمَ بالعيون .. ولكني لن أعتذر .. سأكتفي بمغادرة المقهى وترك الصحيفة مكانها .. أن أرى امرأة زرقاء ورجلاً شريراً في صحيفة ، ثم في مقهى ، ثم في أحلامي – إنْ شئتُ – هي محض حرية شخصية . </span></b><b><span dir="ltr" style="font-size: 18pt; line-height: 150%;"><o:p></o:p></span></b></div></div>Unknownnoreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-5504967054971409232010-03-30T11:32:00.001+04:002010-03-30T11:32:30.689+04:00كاريزما<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><meta content="text/html; charset=utf-8" http-equiv="Content-Type"></meta><meta content="Word.Document" name="ProgId"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Generator"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Originator"></meta><link href="file:///C:%5CDOCUME%7E1%5CMSHRAW%7E1%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsohtml1%5C01%5Cclip_filelist.xml" rel="File-List"></link><style>
<!--
/* Font Definitions */
@font-face
{font-family:"Traditional Arabic";
panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:178;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:24577 0 0 0 64 0;}
/* Style Definitions */
p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal
{mso-style-parent:"";
margin:0cm;
margin-bottom:.0001pt;
text-align:right;
mso-pagination:widow-orphan;
direction:rtl;
unicode-bidi:embed;
font-size:12.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";}
@page Section1
{size:612.0pt 792.0pt;
margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt;
mso-header-margin:36.0pt;
mso-footer-margin:36.0pt;
mso-paper-source:0;}
div.Section1
{page:Section1;}
-->
</style> <br />
<div align="center" class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: center;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 50pt; line-height: 150%;">كاريزما<o:p></o:p></span></b></div><div align="center" class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: center;"><br />
</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> لم يكن عبدُ الفتاح المنغلق يوماً من المهتمين بنشرات الأخبار ولا من الذين يناصبونها العداء بحجة أنها تلوث الهواء بأنباء الحروب والأعاصير .. كان يعي تماما أنه ليس أكثرَ من حصاة بائسة في طريق وعر .. وعندما يخرج عبد الفتاح كل مساء من علبته الأسمنتية كان يتناثر في الشوارع كبطّيخة شُقَّتْ للتو .. ذات مرة : مشى وعيناه في النجوم فكان أن تعثر بثياب الليل الطويلة فانكفأ على يقينه .. قال لنفسه وهو يرى إلى الواجهة الزجاجية : "المطاعم وُجدتْ لتسكتَ نباحَ المعدة" .. اختار طاولة بالقرب من التلفاز ، وشرع بالحملقة في السحنات المحيطة به وهو يتمتم : ما الذي يفعله السأم في هذه الساعة المتأخرة ؟! .. في الواقع لم تكن الساعة متأخرة ، بل سأمُه هو الذي بكر هذه الليلة بحجة أن لديه موعدا مهما صباح الغد .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> قلنا إن عبد الفتاح المنغلق ليس من هواة متابعة الأخبار ، لكنا لم نقل البتة انه ليس من هواة التفرس في جمال قارئات النشرات .. نادى عبد الفتاح النادل البنغالي وهتف وهو يشير بسبابته : "انظر أليست تنظر إلي ؟!" .. ابتسم النادل ابتسامة لا أحد يعلم إلا والدته في دكا أنها لا تخرج من فيه إلا حين يشتم أحدا في سره .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> عبدالفتاح المنغلق يعلم جيدا أن الحياة طلقة من ذهب حتى قبل أن يقرأ ذلك في كتاب بغلاف أسود .. "انظر أليست تنظر إلي؟! " ..كرر سؤاله على البنغالي الذي كان لحظتها يؤثث الفراغ بالضحكات المكتومة .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="line-height: 150%; text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt; line-height: 150%;"> كانت عيناها فراشتين في مطلق .. وكانت شفتاها ترتفعان وتنخفضان كأرجوحة أطفال .. هل قالت إن عبوة ناسفة انفجرت في مكان ما ؟! .. هل بشّرتْ بعواصف تربت على ظهر الأرض ؟! .. هل كان صوتها حادا كشفرة ؟! .. هل كان هادئا كخرير فيضان ؟! .. لم يكن المنغلق ليكترث بهذه الترهات وهو يرى تلك الابتسامة التي توزع يواقيتها على عابري السبيل بأريحية .."التفاصيل في التقرير التالي " فكرةٌ جهنمية لتعكس الضفافُ ظِلَّ عبد الفتاح المنغلق في مراياه ..فكر عبد الفتاح أن تلك الابتسامة الباذخة بين التقرير ومقدمته وكأنها ضفة آسرة بين نهرين عظيمين ليست سوى برزخ باهر بين شوك الوردة وعطرها الأخاذ ، وحين انتهت النشرة أدرك عبد الفتاح المنغلق وهو ينظر إلى طعامه الذي لم يتسنه أنه لا يمكن أبدا حبس ابتسامة في صندوق .. قام من فوره ، ونقد النادل ثمن وجبة لم تؤكل .. وترك المطعم وراءه مُطلِقاً روحه لليل .</span></b><b><span dir="ltr" style="font-size: 18pt; line-height: 150%;"><o:p></o:p></span></b></div></div>Unknownnoreply@blogger.com0tag:blogger.com,1999:blog-2525587893104843015.post-73950057621444578362010-03-30T11:30:00.001+04:002010-03-30T11:30:18.770+04:00خطأ فادح<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><meta content="text/html; charset=utf-8" http-equiv="Content-Type"></meta><meta content="Word.Document" name="ProgId"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Generator"></meta><meta content="Microsoft Word 11" name="Originator"></meta><link href="file:///C:%5CDOCUME%7E1%5CMSHRAW%7E1%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsohtml1%5C01%5Cclip_filelist.xml" rel="File-List"></link><style>
<!--
/* Font Definitions */
@font-face
{font-family:Wingdings;
panose-1:5 0 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:2;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:0 268435456 0 0 -2147483648 0;}
@font-face
{font-family:"Traditional Arabic";
panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:178;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:24577 0 0 0 64 0;}
@font-face
{font-family:"Akhbar MT";
panose-1:0 0 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:178;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:8193 0 0 0 64 0;}
/* Style Definitions */
p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal
{mso-style-parent:"";
margin:0cm;
margin-bottom:.0001pt;
text-align:right;
mso-pagination:widow-orphan;
direction:rtl;
unicode-bidi:embed;
font-size:12.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";}
@page Section1
{size:612.0pt 792.0pt;
margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt;
mso-header-margin:36.0pt;
mso-footer-margin:36.0pt;
mso-paper-source:0;}
div.Section1
{page:Section1;}
/* List Definitions */
@list l0
{mso-list-id:946472818;
mso-list-type:hybrid;
mso-list-template-ids:316694886 -967171996 67698691 67698693 67698689 67698691 67698693 67698689 67698691 67698693;}
@list l0:level1
{mso-level-start-at:0;
mso-level-number-format:bullet;
mso-level-text:-;
mso-level-tab-stop:40.5pt;
mso-level-number-position:left;
margin-left:40.5pt;
text-indent:-18.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";
mso-bidi-font-family:"Akhbar MT";}
ol
{margin-bottom:0cm;}
ul
{margin-bottom:0cm;}
-->
</style> <br />
<div align="center" class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-align: center;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 50pt;">خطأ فادح<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl"><br />
</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt;"> عندما سئل عبدالفتاح المنغلق عن تعريفه للخطأ الفادح كان بديهيا أن يحك ذقنه بحركة لا إرادية ليداري جهله .. ولعله ظن أن الخطأ الفادح لن يكون فادحاً إذا ما كنتَ تملك القدرة على تعريفه .. ليس إذن من قبيل الاستظراف أو إساءة الأدب أن يرد التلميذ على أستاذه : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-right: 40.5pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt;">الخطأ الفادح أن تجعلنا نفكر في الخطأ الفادح ! </span></b></span><b><span dir="ltr" style="font-size: 18pt;"><o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-align: justify;"><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt;"><span dir="rtl"></span> فكر عبدالفتاح المطرود من القاعة لارتكابه خطئاً فادحا ، فكر في أخطاء حياته التي يظنها هي الأخرى فادحة .. كان أهمها نسيانه مضغةً صغيرةً منه في كل مكان يذهب إليه .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt;"> عندما عاد إلى شقته وجد النيران قد التهمتْ الصالة وذلك لأنه نسي إطفاء أسطوانة الغاز قبل خروجه .. فكر أن هذا خطأ فادح .. ترك الشقة وتوجه إلى المقهى القريب الذي كان يواعد فيه حبيبته قبل أن يفقدها بسبب خطأ فادح اسمه الوردة ! .. كانا يتنزهان في حديقة ، عندما أعجبته وردة حمراء فاشتهى أن يراها في صدر حبيبته : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-right: 40.5pt; text-align: justify; text-indent: -18pt;"><b><span style="font-size: 18pt;">-<span style="font-family: "Times New Roman"; font-size-adjust: none; font-size: 7pt; font-stretch: normal; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: normal; line-height: normal;"> </span></span></b><span dir="rtl"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt;">إن قطف الورود خطأ فادح .<o:p></o:p></span></b></span></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt;"> ولم يرها منذ ذلك اليوم ، رغم أنها تعرف إن اختفاءها يؤذي ما تبقى من وردته ، هي التي قالت له ذات حب : <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt;"> - إن إيذاء من كان مثلك خطأ فادح .<o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt;"> قالت الوحدة للمنغلق لما لكزها الحزن في الخاصرة : فلتغادر المقهى . <o:p></o:p></span></b></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-align: justify;"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt;"> قال البحر : تعال أُجبْ عن السؤال الذي طردك من قاعة الدرس . <o:p></o:p></span></b></div><b><span dir="rtl" lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic"; font-size: 18pt;"> داخل البحر توصّل عبدالفتاح وبشكل مفاجئ يشبه الإلهام ، وبتأثير من الزرقة الساحرة المتواطئة مع ليل مجنون ، إلى الإجابة .. خاض البحر بقدميه ، وعيناه في النجمة البعيدة .. وعندما وصل الماء إلى فمه ، فكر عبدالفتاح المنغلق أن الحياة برمتها خطأ فادح . </span></b></div>Unknownnoreply@blogger.com0