الخميس، 10 يونيو 2010

اذا حُرِمْتُمْ من الموسيقى فدعوا الكتابة




كانسان – قبل أن أكون كاتباً - تعني لي الموسيقى الرحابة وسعة الأفق والطلاقة ، الطيران في السماء والنظر بمحبة إلى الأرض ، النفاذ إلى عمق الكهوف المعتمة في النفس ، الحنين إلى شيء لا أعرفه وأعرف أنني لن أعرفه ، هي المطر إذ يحرضني على الشغب ، والذاكرة إذْ تعيدني إلى براءة الطفولة .. الموسيقى ابتسامة ، والابتسامة موسيقى، لأن كليهما لا يحتاج لمترجم .. وأظن شكسبير لم يكن مبالغاً حين كتب في "تاجر البندقية" أن "الآدمي الذي لا تنطوي جوانحه على الموسيقى، ولا يتأثر بتناغم الأصوات البديعة لا يصلح إلا للخيانة وتدبير المكائد والسرقة: بوادر نفسه معتمة كالليل، ومشاعره مظلمة ظلام أفظع الأشباح. لا يكوننّ مثل هذا جديرا بالثقة!»
أستمع عادة للموسيقى الكلاسيكية بأنواعها ، والموسيقى العربية القديمة ، والعود ، والقانون ، والجيتار ، والكمان .. استمع اليها في السيارة ، وفي البيت وفي مبنى الإذاعة ، حيث أعمل .. ومن دواعي سعادتي أن جزءاً من وظيفتي له تعالق مع الموسيقى من حيث البحث عن مقطوعات موسيقية ملائمة لنصوص شعرية أو قصصية أقرأها في الإذاعة ، أو لبرامج أخرى .. وبقدر ما هي مهمة مضنية بقدر ما هي مهمة ممتعة في الوقت ذاته . وأشكر التكنولوجيا التي أتاحت لنا أيضا إمكانية الاستماع للموسيقى أثناء المشي على الشاطئ .
و
للأسف الشديد فان القليل فقط من الموسيقى الجيدة ( أو لأقْلْ التي أفضلها ) متوفر في عُمان ، والباقي أحاول البحث عنه بطرق مختلفة : أما عن طريق تنزيله من النت ، أو شرائه من محلات موسيقى في دبي .. والبعض يهدينيه الأصدقاء العمانيون والعرب .. وبعض الموسيقى أطلبها من الأصدقاء داخل وخارج السلطنة .. وبعض الموسيقى أحصل عليها من الموسيقيين أنفسهم ، مثل هبة القواس ونصير شمة الذي أهداني في زيارته الأخيرة عمله الأخير "حرير" .
ثمة تعالق كبير بين الكتابة والموسيقى كفنّيْن ابداعيَيْن .. الفرق فقط أن الكتابة تتكئ على اللغة في حين تستطيع الموسيقى ما لا تستطيعه اللغة .. قرأتُ مرة للناقد صلاح فضل يخاطب الشعراء : "إذا حرمتم من الموسيقى فابحثوا عن كتابة أخرى غير الشعر". أما أنا فأعمم وأقول لجميع متعاطي الكتابة وليس فقط للشعراء : "إذا حرمتم من الموسيقى فدعوا الكتابة كلها ".. لا أعرف إن كان فضل يقصد بعبارته تلك الموسيقى العروضية ، ولكني شخصياً أرى أن الأمر أعمق من أوزان العروض .. فلكل فن إنساني موسيقاه التي لا يستقيم بدونها ، ذلك الإيقاع وتلك السلاسة اللذان بدونهما يشعر الكاتب أن كتابته تنقصها موسيقى .

هناك تعليق واحد:

  1. الموسيقى غذا للروح وبها نسمو .. وندندن دندنات قيثارة الوجد.


    أرجوا المساهمة في دعم الحملة لو تكرمتم

    (حملة الجسد الواحد)

    أرجوا من المدونين الموقرين أن يضعوا شعار الحملة في الشريط الجانبي لمدوناتهم تضامنا مع أمة محمد !!

    صورة الشعار .. في مدونتي أعقل مجنونة في الوجود .. ويكتبون فوقها ..

    (حملة الجـسد الواحـد)

    رابط المدونة

    http://dndanh111.blogspot.com/2010/06/blog-post_14.html

    جعله الله في ميزان حسانتكم .. آمين

    ردحذف