الأحد، 18 أبريل 2010

ماذا لو أن موسى ألقى عصاه في باريس ؟!



كانت عيني على المرشح العاشر ..
لا المصري فاروق حسني الذي أسقطتْه كتب إسرائيل التي لم يحرقها ، ولا البلغارية ايرينا بوكوفا التي لم يتوقع مواطنوها ولا حتى رئيسها فوزها بالمنصب ، ولا ايفون عبدالباقي اللبنانية الإكوادورية التي تعتز بدعم باراك أوباما زميلها السابق في جامعة هارفارد ، ولا النمساوية بينيتا فيريرو- فالدنر التي تتفاخر بدورها في إطلاق سراح الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات الخمس، الذين تسببوا بمرض حوالي 400 طفل ليبي ، ولا الليتوانية إنا مارشيوليونيته التي انتخبت لرئاسة لجنة التراث العالمي بعد عام واحد فقط من عملها كمندوبة لبلادها لدى اليونسكو ، ولا البنيني نوريني سيربوس الذي ربما ما كان ليترشح أصلاً لولا علاقة بلاده ( بنين ) القوية مع فرنسا ، ولا الروسي الكسندر فلاديميروفيش ياكوفينكو الذي قدم ترشيحه قبل أيام قليلة من إغلاق الترشيح ، وكأنه طالب مجدّ يستنفد وقته كاملا في الامتحان ، ولا التنزاني سوسبيتر موهونجو مؤسس المجلس الدولي للعلوم الذي وصف بأنه جيولوجي جاهل بالسياسة ، ولا الكمبودي محمد بيجاوي رئيس محكمة العدل الدولية السابق الذي رفض بلده الأصلي (الجزائر) الوقوف خلفه مفضلاً عليه فاروق حسني .
كانوا إذاً تسعة ، وعاشرهم لم يرشحه أحد غيري .. رغم أنني واثق أنه لو قدم أوراق ترشيحه هناك فانه قادر على الصمود حتى نهاية السباق ، ومن يدري ، فربما كنا رأينا عمانياً للمرة الأولى مديراً عاماً لليونسكو .. إنني أتحدث هنا عن سباق الترشيح المحموم لرئاسة منظمة اليونسكو الذي انتهى بفوز البلغارية ايرينا بوكوفا في الثاني والعشرين من سبتمبر الماضي .. ومرشحي المقصود هو موسى بن جعفر بن حسن المستشار الحالي بالوفد الدائم للسلطنة لدى اليونسكو ، ومندوب السلطنة السابق لهذه المنظمة لما يقرب من ربع قرن ، والذي وقفتُ عن كثب على دأبه ونشاطه في المنظمة خلال تشرفي بالمشاركة ممثلاً لإذاعة سلطنة عُمان في الأيام الثقافية العمانية في اليونسكو في يونيو 2006 .
وبادئ ذي بدء ينبغي علي التوضيح لمن يهمه الأمر – ولمن لا يهمه كذلك - أنني لا أنطلق في ترشيحي لموسى جعفر وإيماني به من كونه عمانياً ( رغم شديد افتخاري بهذا الأمر ) ، بل من كونه الرجل المناسب للمكان المناسب .. أليس هو الرجل الذي انتخبه المؤتمر العام لليونسكو عام 2005 رئيساً لدورته الثالثة والثلاثين ولمدة سنتين ؟! .. أليس هو الحاصل على الدكتوراة في القانون من جامعة السوربون بباريس ؟! .. ألم يظل يشغل منصب المندوب الدائم للسلطنة لدى اليونسكو منذ عام 1984 وحتى مطلع هذا العام ؟! . ألا يمتلك تجربة ثرية مع الهيئات التنفيذية لليونسكو عززتها مشاركاته المتوالية في المؤتمرات العامة للمنظمة منذ عام 1978؟! . ألم يكن رئيسا للمجموعة العربية في اليونسكو لثمانية عشر عاما (1986 - 2004) ؟ . ألم يترأس اللجنة الاستشارية لخطة تنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو منذ عام 2002 ؟! .. انجازاتٌ يصعب حصرها في مقالة محدودة الكلمات كهذه ، ولكنها – الانجازات لا الكلمات - كافية لتعزيز فرص الرجل ، خاصة إذا ما أضفنا إليها الميزة الأخرى ، وهي انتماؤه لدولة تتميز بعلاقاتها الودية الطيبة مع الجميع ، نتيجة لسياسة حكيمة اختطها جلالة السلطان المعظم - حفظه الله - قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين .. وهي العلاقات التي رأينا كيف تسنى لها دفع مرشح وإسقاط آخر .
لهذا كله أظن أنه يحق لي – حتى وان كان مجرد حلم يقظة - أن أحلم بموسى يُلقي عصاه في باريس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق