
لا أعلم على وجه الدقة متى بدأ شوقي حافظ كتابة زاويته اليومية ، فمنذ وعيتُ على فعل القراءة للصحف وأنا أقرأ "أقول لكم" .. ولكني أذكر عمودا بعينه قرأتُه له في عام 1997 .. كان يتحدث بلغة بسيطة عن قصة لقاص عماني مغمور كانت قد فازت لتوها بجائزة المنتدى الأدبي لذلك العام .. كان يحلل القصة بمهارة ناقد ويدعو قراءه للانتباه لهذا الكاتب الشاب الذي يرى أنه موهوب . أما القصة فكانت "المرايا جمع تكسير" ، وأما القاص فهو كاتب هذه السطور ، والذي أسعده هذا المقال القصير كما لم ولن يسعده - بنفس الدرجة - أي مقال أو دراسة نقدية أخرى عن كتابته في قابل الأيام ، فالكاتب دائما يكون بحاجة للتشجيع والتعريف به وهو يتلمس أولى خطواته على طريق الكتابة ، وليس بعد ذلك .. ما أسعدني أكثر في هذا العمود أنه لم تكن بيني وبين الأستاذ شوقي أي معرفة شخصية قبل هذا المقال سوى معرفة القارئ بالكاتب .. وأذكر أنه بعد أن بدأ بوضع بريده الالكتروني أسفل مقالاته أرسلتُ له رسالة أذكّره بهذا المقال وأشكره عليه ، ولا أدري حتى اليوم إن كان قرأ رسالتي مادام لم يصلني رده .
بعد عشر سنوات من عموده ذاك – وتحديدا في النصف الثاني من 2007 - فاجأني شوقي حافظ بعمود آخر بُعَيدَ فوزي بجائزة يوسف إدريس يصفني فيه بأني كاتب بمليون ريال ، ويذكّر قراءة ما مفاده أنني كنتُ "أقول لكم" قبل عشر سنوات انتبهوا لهذا الكاتب .. في ذلك الصباح أذكر أنني كنتُ في خصب مشاركا كمحكم في مسابقة الملتقى الأدبي للشباب عندما انهالت علي الرسائل الهاتفية تطلب مني قراءة عمود شوقي حافظ .. وما إن قرأتُه حتى بعثتُ له رسالة الكترونية أخرى على ايميله أشكره فيها على ما كتب وأخبره أنني ممتن كثيرا لمقاليه القديم والحديث ، ولستُ متأكدا حتى اليوم إن كان قرأ هذه الرسالة أيضا .. ولكن ما أنا متأكد منه حقا أنه لن يقرأ هذا المقال ، ولن يعرف أنني كنتُ أتمنى أن ألتقي به وجها لوجه ولو لمرة واحدة ، ولكن يبدو أن القدر شاء أن تكون علاقتنا طوال حياتينا علاقة قارئ بكاتب فقط .
رحم الله شوقي حافظ .